زلفان قبل فوات الأوان

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* يفترض أن يكون المريخ بحسب ما أعلنه المجلس قد دشن إعداده للنصف الثاني من الموسم مساء أمس من القلعة الحمراء، وعلى الرغم من أننا كنا نمني النفس أن تنطلق التحضيرات في الأول من يونيو عطفاً على العديد من الأسباب والاعتبارات التي أوردناها في هذه المساحة خلال الأيام الفائتة، إلا أن تدشين الإعداد بعد ذلك بأربعة أيام لن يكون كارثة حال كانت التحضيرات نموذجية وتم الترتيب لها بصورة احترافية ليستفيد منها الفريق وتنعكس على مردوده ونتائجه في النصف الثاني من الموسم.
* غير أن ما أخشاه والمؤكد أن كل أنصار المريخ كذلك، أن يكون المجلس قد قام بـ(كلفتة) أمر الإعداد كما فعل قبل بداية النصف الأول من الموسم حيث لم تتوافر لفترة التحضيرات أي من مقومات النجاح وكانت بمثابة (إعداد والسلام) وهو أمر لو تكرر في الفترة النصفية فإننا سنقول على موسم المريخ السلام لأن الإعداد الجيد أكثر من نصف الطريق نحو النجاح.
* ولكي تكون التحضيرات مثالية ويستفيد منها الفريق ينبغي أن يوفر لها المجلس الكثير من عوامل ومقومات النجاح والتي تبدأ بحضور الطاقم الفني كاملاً (مدير فني .. مدرب عام.. معد بدني.. مدرب حراس.. طبيب الفريق.. أخصائي علاج طبيعي.. مدلك.. مسئول معدات) منذ اليوم الأول لأن المدير الفني (يامن زلفاني) هو الذي يفترض أن يضع خارطة الإعداد ويحدد نوعية التدريبات بمشاورة المعد البدني (رمزي العرفاوي) على أن يكون المعد البدني المسئول الأول عن تنفيذ البرنامج خصوصا في فترته الأولي وبالتالي يعتبر وجوده منذ انطلاقة الإعداد أمر في غاية الأهمية مع بقية أعضاء الطاقم الفني.
* والشاهد حاليا أن المدير الفني حتى اللحظة لم يصل للخرطوم لا للتوقيع الرسمي على العقد ولا لمباشرة مهامه دون أن يتم تحديد موعد محدد لحضوره ونفس الأمر ينطبق على المعد البدني مع الإشارة لأن كلاهما جديد على الكرة السودانية والمريخ وبالتالي تزداد أهمية حضورهما مبكراً وتواجدهما في الإعداد منذ بدايته للتعرف على اللاعبين والبيئة المحيطة وبدأ فلسفتهم وتطبيق أسلوبهم ومنهجهم في العمل، وطالما أنهما ما زالا يشكلا غياباً وطالما أنهما لن يكونا حضورا في الأيام الأولي للتحضيرات التي تنطلق بتواجد المدرب العام خالد هيدان ومدرب الحراس عبد العزيز كنه فقط فتلك إشارة سلبية للحد البعيد تقود في اتجاه أن المجلس يتجه لـ(كلفتة الإعداد) دون حرص أو اهتمام بإقامة تحضيرات مثالية يستفيد منها الفريق بحق وحقيقة.
* ومن أهم مقومات نجاح الإعداد أن يكون حضور اللاعبين كذلك مكتملاً منذ اليوم الأول لانطلاقة التحضيرات أو في أضيق نطاق ممكن من الغيابات حتى يدخل الفريق النصف الثاني وعناصره في نفس الدرجة من الجاهزية وتكون كل الخيارات متاحة وأمام أعين الطاقم الفني ليتعرف على جميع لاعبيه وحتى تحدث عملية الانسجام سريعاً، وحتى يحدث هذا الأمر فالمطلوب إخطار كل اللاعبين مبكراً بتاريخ بداية الإعداد سواء الوطنيين أو الأجانب وأشك أن هذه الخطوة تمت لأن الثنائي الأجنبي الجديد على سبيل المثال مجيد سومانا ودونو كوكو حتى أمس الأول لم يكونا على علم بموعد بداية التحضيرات ولم يتلقيا اتصال من الإدارة لترتيب أمر عودتهما للخرطوم مع التأمين على أنهما حالياً الأكثر جاهزية من واقع مشاركة سومانا في مباراتي النيجر الأسبوع الماضي أمام أفريقيا الوسطي وأوغندا على التوالي ومشاركة دونو بانتظام في تدريبات فريقه التوغولي السابق سيماسي لكن حضورهما مبكرا بطبيعة الحال يبقي ضروريا للانسجام مع المجموعة والتأقلم على الأجواء والبيئة الجديدة.
* على صعيد اللاعبين، هنالك الكثير من المشاكل العالقة التي ينبغي أن تجد الحل قبل انطلاقة الإعداد حتى لا تؤثر عليه سلبا مثل مشكلة جمال سالم ومشكلة فوفانا من الأجانب إلى جانب مشكلة اللاعبين الوطنيين الذين توقفوا بسبب المستحقات في فترات سابقة وحل تلك المشاكل يعتبر خطوة مهمة وضرورية لتنطلق التحضيرات بحضور مكتمل، مع الإشارة لأهمية إنجاز تسجيلات الوطنيين مبكراً وفي الأيام الأولي لفترة التنقلات حتى يتمكن القادمين الجدد من المشاركة في التحضيرات لاكتساب اللياقة والانسجام مع المجموعة.
* وإلى جانب ما سبق، يبقي من الضروري توفير كل المعدات التي يحتاجها الطاقم الفني لفترة التحضيرات إلى جانب تجهز ملاعب التدريبات وصالات الجيمانزيوم وحتى تدريبات الرمال والاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة مع ضرورة إدخال الفريق لمعسكر مغلق ليشرف المدير الفني بنفسه علي ملف التغذية التي تعتبر من المكملات المهمة والرئيسية لنجاح الإعداد واستفادة عناصر الفريق منه بصورة قصوى مع الترتيب المبكر للمباريات الودية بحسب البرنامج الذي يضعه المدير الفني.
* وطالما أن الطاقم الفني جديد فينبغي أن يكون على علم مسبق بكل صغيرة وكبيرة عن الفريق من برنامج مبارياته في النصف الثاني وعدد المباريات التي سيخوضها والمسابقات التي يشارك فيها بما في ذلك التعديلات التي أسفرت عن قيام مرحلتين من مراحل مسابقة الكأس في شهر يونيو الحالي، إلى جانب معلومات كاملة ومفصلة عن كل لاعب في الفريق تشمل مشاركاته وسجله الطبي وغيرها من المعلومات التي تعتبر مهمة للغاية في تحديد شكل برنامج التحضيرات من قبل المدرب.
* بحسب معلوماتي، أغلب تلك الخطوات أعلاه لم يتم إنجازها (حتى اللحظة) بالصورة المطلوبة ويكفي أن التحضيرات يفترض أن تكون انطلقت بالأمس ولا أحد حتى اللحظة يدري موعد حضور المدير الفني والمعد البدني وذلك أمر مؤسف ومقلق للحد البعيد ويمنح مؤشراً أن (الهرجلة والكلفتة) هما السائدتان في ملف التحضيرات رغم أنه أكثر أهمية من وجهة نظري من التسجيلات نفسها لذا على المجلس تدارك الأمر بأسرع ما يمكن ومراجعة إدارته لهذا الملف الحساس حتى يوفر تحضيرات على مستوي عال للفريق قبل فوات الأوان.