صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سداسية دولفين والعادة المخيفة (2-2)

20

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* في العام 2008 حقق المريخ ثنائية الدوري والكأس تحت قيادة الألماني مايكل كروجر ما يعني أن المدير الفني بالمنطق والأرقام (والعبرة بالخواتيم) حقق نجاحا منقطع النظير خصوصا وأن المريخ ولخمس سنوات قبلها لم يكن يظفر بالممتاز .. في ذاك العام دخل المريخ الجولة الختامية للدوري أمام غريمه التقليدي بفرصتي الفوز أو التعادل فنجح في الظفر باللقب بعد إنتهت مباراة القمة بالتعادل .. وبدلا من الفرح بعودة اللقب الغائب منذ خمس سنوات كان انتقاد المدير الفني سيد الموقف لأن العرض لم يكن مميزا .. وفي نهاية 2008 اتخذت الإدارة قرارا كارثيا بالمشاركة في البطولة العربية رغم تحذيرات كروجر من عواقب وخيمة لأن الفريق كان في أمس الحاجة للراحة بعد أن لعب في موسمين (2007 و 2008) قرابة (28) مباراة قارية إضافة الى مباريات عديدة مع المنتخب في تصفيات ثم نهائيات أمم أفريقيا مع العلم أن متوسط عدد المباريات التى كان يؤديها اللاعبين سنويا ولفترة طويلة لم يكن يتجاوز 30 مباراة وهي مباريات الدوري والكأس ومباراتين أو أربع على أقصي تقدير مع النادي والمنتخب ليرتفع عدد المباريات بصورة مذهلة في عامي 2007 (14 مباراة في الكونفدرالية و2 عربية) و2008 (12 مباراة إفريقية و2 عريية) إضافة لمباريات المنتخب مع الإشارة لأن كل لاعبي الفريق الدوليين لم يحصلوا على راحة بعد نهاية موسم 2007 بسبب الإنضمام لتحضيرات المنتخب ومن ثم المشاركة في النهائيات في يناير 2008 .. لذا كان قرار المشاركة العربية في 2008 كارثيا لأنه حرم الفريق للعام الثاني تواليا من راحة نهاية الموسم مع انه أكثر موسم كانوا يحتاجون فيه للراحة بعد عدد المباريات الكبير الذي خاضوه دون أن يعتادوه من قبل .. وكان طبيعيا أن يعاني الفريق في العام التالي 2009 بالنظر لتلك الظروف خصوصا وأنه افتقد أغلب اعمدته الأساسية في فترة الإعداد لتواجدها مع المنتخب وعندما بدأ الفريق مبارياته الإفريقية كان طبيعيا جدا أن يعاني لكنه مع ذلك نجح في تخطي الدور الأول بصعوبة لكن بالنظر لتلك الظروف كان الأمر اشبه بالإنجاز لكن لأن الجمهور انطبعت في ذهنه المسيرة القارية لعامي 2007 و2008 لم يتقبل حقيقة تجاوز الفريق لأحد أندية شرق ووسط افريقيا بصعوبة في الدور الأول ثم تعادل الفريق في مباراتين بالممتاز أمام الأمل ثم الهلال ليطالب بإقالة الطاقم الفني بدعم إعلامي دون مراعاة أو تقييم أو تفكير في الظروف التى دخل بها المريخ الموسم .. العام نفسه شهد ضربة أخري قوية لفريق كرة القدم بعد أن قررت الإدارة إستضافة سيكافا في منتصف الموسم وقبل انطلاقة مجموعات الأبطال فرفض الكرواتي رادان إلا بشرط واحد وهو التعامل مع البطولة كإعداد وعدم الوقوف عند النتائج لأن المفروض أن الغرض منها تجهيز الفريق لمجموعات الأبطال .. ليدشن المريخ مشواره في سيكافا بنصف دستة من الأهداف مع عرض بديع وتدور ساقية البطولة ويصل المريخ النهائي ويواجه نفس خصمه في اللقاء الافتتاحي ليدخل الجمهور للاحتفال باللقب وبفوز كاسح غير أن إرادة السماء فرضت غير ذلك وانتصر اتراكو رغم أن المريخ كان الأفضل في كل شيء ومع الهزيمة نسي الجمهور والإعلام الغرض الأساسي من المشاركة وهو الإعداد الذي تحقق بخوض ست مباريات فصار رادان هدفا للصحف الحمراء والجماهير مع هجوم على اللاعبين فتضرر الفريق من المشاركة بدلا من أن يستفيد بعد أن تم تدمير الجانب النفسي والمعنوي والذهني بإطلاق العنان للانفعالات والعاطفة المدمرة لتتم اقالة المدرب بعدها بفترة وجيزة بعد أن أشرف على المباراة الافتتاحية للابطال ومباراتين في الدورة الثانية للممتاز وتعيين مازدا مكانه وكانت المحصلة تذيل المجموعة بلا انتصار وخسارة الدوري والكأس وتغيير مدرب تلو المدرب ومعاناة تواصلت حتى 2010 والسبب رد فعل غير منطقي قاد لاقالة كروجر وتكرار نفس رد الفعل في منتصف الموسم ما ادي لإقالة رادان.
* تلك المشاهد والشواهد تكررت كثيرا جدا في كوكب المريخ وابرزها في السنوات القريبة الماضية ردة الفعل التى تلت خروج المريخ من نصف نهائي الأبطال 2015 التى دمرت واحدا من أميز الفرق التى مرت على المريخ في العقد الأخير.
* من يقف عند تلك الأحداث ويقلب أوراقها يجد تفسيرا منطقيا لعدم تحقيق المريخ لسلسلة نجاحات مستمرة لخمس او ست سنوات متتالية في العقود الاخيرة والسبب الى جانب القرارات الإدارية غير المدروسة ردة الفعل غير المنطقية من جانب قطاع كبير من الجماهير والإعلام على نتائج أو مردود الفريق في بعض المباريات دون توقف أو تفكير في الظروف المحيطة ودون استذكار للهدف الرئيسي مع إغفال للمكاسب التى يمكن أن تكون قد تحققت وكيفية المحافظة عليها ودعمها لتستمر وتتواصل ويقوي عود الفريق أكثر فنتسبب دون أن نشعر ودون أن نقصد في غمرة اندفاعنا واطلاق العنان لانفعالتنا وعدم السيطرة على غضبنا النابع من (عاطفة محضة) ولحظات غياب للعقل، نتسبب في تدمير الفريق وهدم كل ما تم بناءه ثم نجد أنفسنا بحاجة لوقت طويل للملمة اشلاءه واستجماع قواه من جديد وإعادة بناءه من نقطة الصفر، والمؤسف أننا لا نتعلم من الدرس ونعيد إنتاج تصرفاتنا واخطاءنا وانفعالتنا بصورة كربونية وبصورة تجعلني أشفق جدا على المدير الفني واللاعبين بعد اي عرض رائع ونتيجة كبيرة في مباراة قارية أو إقليمية حيث يكون فرحي ممزوجا بالقلق لأني أدرك ان الجمهور والإعلام سيخزن تلك الصورة ويتخيل أنها يمكن أن تحدث في كل جولة وما أن تغيب تأتي ردة الفعل بنفس مستوي التوقعات والصورة المرسومة وتكون عنيفة حتى لو كانت النتيجة ايجابية كما هو حال ما حققه المريخ أمام الجيش حيث ينسي الناس أن لكل مباراة ظروفها وحساباتها وينسي ظروف الفريق نفسه ولأنه أبدع في لبنان نسي الجميع انه نفس الفريق الذي كانوا يخشون عليه قبل وقت وجيز الهبوط من الممتاز ويطالبون ادراته الإنسحاب من المشاركة العربية .
* العودة للالقاب المحلية والفوز بالدوري والكأس ينبغي أن تكون أهداف رئيسية للموسم الحالي يعمل الجميع على تحقيقها مع اتخاذ الموسم الحالي الذي تبقت شهر ونصف على نهايته فرصة وسانحة لإعداد وتجهيز وصقل الفريق الحالي للمشاركة الإفريقية القادمة التى تبدأ بعد ثلاثة أشهر فقط، وحتى تتحقق تلك الأهداف ينبغي أن يرفع الكل في القلعة الحمراء شعار الدعم والدعم فقط للطاقم و(كل) لاعبي الفريق والوقوف خلفهم مهما كان مستوي الأداء للمحافظة على الاستقرار وعدم العودة لنقطة الصفر من جديد ووقتها لن ينفع الندم .
* لنقف .. ونتأمل .. ونقلب أوراق الماضي لنستخلص منها الدروس والعبر لجعل الحاضر والمستقبل أفضل وأجمل .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد