صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سلاح فتاك في يد المريخ

22

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* في سنوات وعقود ماضية، كان لدي قناعة مطلقة أن التفوق الكاسح لأندية شمال إفريقيا على أنديتنا السودانية قاطبة ومن بينها المريخ لا يعود فقط للفارق الكبير بين كرة القدم المتطورة في الشمال الإفريقي مقارنة بمنطقة شرق ووسط افريقيا التي ننتمي لها، ولكن هنالك سبب آخر إضافي ورئيسي وهو الخوف الذي يسيطر علينا حينما تضعنا القرعة أمام منافس من شمال القارة والاستسلام المبكر للهزيمة الذي يعد بمثابة هزيمة مسبقة قبل حتى أن تطلق صافرة البداية في ظل تهويل المنافسين ووصف المهمة بـ(الاستحالة) الأمر الذي كان يجعل حدود طموحاتنا تتوقف عند حدود الخروج بأقل خسارة عوضاً عن التفكير في القتال من أجل الفوز.
* لذا، كنت مؤمنا بأننا نحتاج لمدرب يملك كاريزما مميزة وخبرة كبيرة في التحضير النفسي والذهني ليسهم في كسر تلك الحواجز والمتاريس التي زرعت لسنوات في نفوس لاعبينا ويزودهم بالثقة ويقودنا لتحقيق أكثر من فوز على أندية تلك المنطقة حتى نهزم الحاجز النفسي ونؤمن بأن باب التفوق يبقي مفتوحا وأن الإنتصارات تظل ممكنة متى ما تحلينا بالإيمان والثقة.
* لذلك، كان العام 2015 بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسار مواجهات المريخ مع أندية الشمال الإفريقي بعد إطاحته الترجي في دور الستة عشر وبلوغه المجموعات بعد أن تفوق بالأداء قبل النتيجة على الفريق التونسي ثم فعل الأمر نفسه عندما وضعته قرعة المجموعات في كماشة جزائرية فهزم كل أندية المليون شهيد بالقلعة الحمراء وهزم مولودية العلمة بملعبه وتعادل مع وفاق سطيف بالجزائر وخرج خاسرا بصعوبة أمام إتحاد العاصمة بهدف بعد الغاء هدف صحيح لشيبوب في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء.
* المريخ جنى بعدها ثمار تلك النتائج التي جعلته يودع عهد الخوف من منافسي الشمال الإفريقي عامة والجزائر على وجه الخصوص إلى غير رجعة، فقاتل قتالا شرساً أمام وفاق سطيف في 2016 رغم أن المريخ كان في حالة سيئة للحد البعيد إداريا وفنيا والمشاكل تحاصره من كل ناحية لكنه تعادل في المباراتين وكان قريبا من التأهل حتى آخر دقيقة من عمر مباراة الإياب بسطيف، ثم تفوق بجدارة واستحقاق كاملين على بطل الدوري الجزائري اتحاد العاصمة وأحد مثلث المقدمة مولودية الجزائر في النسخة الفائتة من البطولة العربية رغم أن المريخ وقتها ايضا لم يكن في أفضل حالاته لا بدنيا ولا فنيا ولا إداريا لكن المريخ بات يملك سلاحاً مهما وهو نفس السلاح الذي كنا نؤتي منه في سنوات وعقود مضت، وهو سلاح القوة الذهنية في مواجهة أندية الشمال الإفريقي أو بالأخص أندية الجزائر.
* إذ بات المريخ يواجه ممثلي بلد المليون شهيد بكامل الثقة والجرأة ويلعب أمامها بأريحية وبقوة المرشح للتفوق، في وقت باتت فيه أندية الجزائر تعمل ألف حساب للزعيم، وشبيبة القبائل حاليا ليس استثناء لأن أنصاره ندبوا حظهم عقب إجراء القرعة ومدربه الفرنسي تحدث عن المهمة العسيرة والمعقدة التي تنتظر فريقه مشيراً لمعرفة الجميع بما فعله المريخ بأندية الجزائر في السنوات الأخيرة بل وأمتد خوف فيلود لطلب نقل مباراة الإياب خارج السودان بعد إقراره بأن قوة المريخ تتضاعف على معقله رغم تغليفه للطلب بجوانب أمنية.
* ربما يكون المريخ اليوم ليس في أفضل حالاته لا من ناحية إعداد ولا من ناحية إكتمال الصفوف ولا من ناحية ترتيبات السفر نفسها، لكننا نحتاج لأن ندرك أولاً أن المنافس نفسه ليس في أفضل حالاته وأنه أيضاً يعاني من سوء الإدارة بشكل كبير، وأن ندرك قبل ذلك أننا نملك سلاحاً فتاكاً لو أجدنا استخدامه فإننا يمكن أن نعود بنتيجة رائعة يمكن أن تتجاوز التعادل للفوز خارج الأرض وهو سلاح (القوة الذهنية)، فحال تحلي المريخ بالثقة والإيمان بقدرته على الانتصار واستثمر تخوف المنافس منه والشك الذي بات يسيطر على الأندية الجزائرية عند مواجهة المريخ فإن بمقدور الزعيم العودة للقلعة الحمراء بنتيجة مميزة سيما وأن المريخ ورغم تعثر الإعداد إلا أنه أقرب لنفس وفورمة اللعب التنافسي من خصمه الذي خاض آخر مباراة تنافسية في شهر (مايو) في وقت أنهي فيه المريخ موسمه في السادس من يوليو، دون أن نغفل أن الشبيبة يدخل اللقاء بجهاز فني جديد وبغياب للحارس الأساسي ومشاكل في الدفاع وعلى مستوي الفعالية الهجومية.
* قناعتي أن مواجهة اليوم أمام شبيبة القبائل وبعيداً عن التفاصيل الخططية والتكتيكية والجزئيات الصغيرة التي تلعب عليها مباريات المراحل الإقصائية، هي مباراة تحضير نفسي وذهني وأحسب أن أبراهومة أفضل مدرب سوداني في هذا الجانب وحال أجاد تحضير لاعبيه للقاء نفسيا وذهنياً كما فعل في دور النخبة، وحال جعل عناصر فريقه يدخلون ملعب الوحدة المغاربية وهم يتحلون بكامل الثقة في إمكاناتهم وفي قدرتهم على الفوز وليس مجرد (نتيجة إيجابية) فإن المريخ بإذن الله وبدعوات أنصاره في كل مكان قادر على تحقيق نتيجة تسعد عشاق ومحبي النادي الكبير وتقربه من العبور للدور الأول.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد