صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سنتر الخرطوم وصناعة النجوم

22

افياء

ايمن كبوش

# و… الخرطوم التي نعرفها ونحفظ شوارعها.. تمضي فيها الامور على نقيض من عواصم الدنيا.. عربيها واعجميها.. حيث لا تقيم خرطومنا “سنترا” معلوما لصناعة النجوم على أسس موضوعية.. وليس لها ادنى اعتراف بنجم على سبيل الاجماع.. بل تترك بهارجها وبهارها واشعاعها، على خفوته، لأحكام الصدف.. فتسير انجمه كفاحا مثلما تسير الرياح.. لذلك لم تُجمع الخرطوم على “نجومية مطلقة” لاحد.. مهما بزغ او أضاء الكون.. لا في السياسة ولا في الرياضة ولا الأدب… حيث ظل اديبا العالمي، شبه الأوحد، الطيب صالح محل جدل كبير لدرجة أن إعلامي سوداني يعمل في إحدى القنوات العربية الشهيرة.. سئل من صديق له.. مصري الجنسية.. عن معرفته بالطيب صالح.. فلم يتلفت الرجل لكي يقول قولته التي اصبحت مثلا.. “ياخي السودان ده كبير وعريض… لكن في كسلا ما بعرف زول اسمو الطيب صالح”.. !

# و”اسراء عادل درويش” التي ملأت الدنيا وشغلت الناس لم يقدمها اي مركز متخصص في صناعة النجوم.. كما فشلت النيل الأزرق بكل صولجانها في أن تقنع بها مشاهد واحد في برنامج “مساء جديد”.. ولكن عندما جاءتها فرصته لكي تنهض وترفع أصبعها في وجه حسن فضل المولى والشفيع عبد العزيز.. لم تحتج لأكثر من ساعتي زمن لتؤكد بأن الخرطوم نفسها في حاجة لإعادة اكتشاف شامل.

# أخذت اسراء فرصتها أخيرا من بين ثنايا مهرجان محضور ومضت الى الامام مثلما مضى محمد ناجي الاصم وامجد فريد ومدني عباس مدني إلى منصات النجومية.. وجدوا مسرحا فسيحا واستثمروا فيه فوصلوا الى الناس بسرعة البرق وخطفوا الاعجاب.. نقول ذلك دون انتقاص من قدر وجوه اخرى كثيرة لم تمتلك قدرتهم ولا جسارتهم فلم تصل الى غاياتها ولم تحظ بأي جماهيرية.. فرضيت بما قاله الشارع السوداني الذي نحسبه حكما عادلا يحسن التقييم.. “ناس بتمشي سنين طويلة.. وناس من غير ما تمشي بتوصل”.

# خطفت نجمة فضائية الشروق اسراء عادل درويش النجومية وملأت شهرتها الافاق في اليومين الماضيين بعد أن نجحت في اكتشاف نفسها من جديد كمقدمة بارعة .. استطاعت بذكاء تحسد عليه استغلال الفرصة التي أتيحت لها بتقديم فقرات الاحتفال بتوقيع الوثيقة الدستورية.. تفوقت على نفسها وشكلت حضورا طاغيا وجد الإشادة من الحاضرين الذين توقفوا عند تلقائيتها وبداهتها الحاضرة.. علاوة على وجهها الذي يشرح النفس ولا يعطي ادنى مساحة لتسلل العبوس وجيوش الكدر.

# انطلقت اسراء عادل درويش عبر مايكرفون الإذاعة الرياضية منذ بداياتها الأولى وكانت برامج الصباح تشرق بها فخلقت علاقة متميزة مع المستمعين الأمر الذي مكنها من خلق أرضية صلبة ارتقت بها سلالم المجد وارتياد العمل الفضائي الذي يفتح آفاق أرحب عبر الصورة والصوت.

# لم تكن انطلاقة اسراء عادل الفضائية كسابقتها في الإذاعة الرياضية.. حيث بدأت العمل التلفزيوني عبر قناة النيل الأزرق التي كان ينبغي أن تمثل لها نقطة مهمة في مسيرتها كقناة جماهيرية مت الدرجة الرفيعة إلا أن ظهورها لم يكن في حجم إمكانياتها رغم المساحات التي منحت لها وملأتها حضورا والقا ولكن اصطدمت تجربتها بامواج عاتية فجرفها تيار النيل الأزرق قبل أن يطبق عليها القيف الهدام.. فتركت النيل الأزرق بسبب ظلم تعرضت له وفي حلقها غصة كانت لاحقا سببا في نجاحها.

# ومثلما كانت برامج الصباح تشرق في الإذاعة الرياضية باطلالة اسراء عادل درويش فقد مثلت قناة الشروق محطة مهمة في مسيرتها حيث وجدت الأجواء المشجعة والبيئة العامرة بالمبدعين. خالية من الحفر والمطبات ومنغصات هذه الأيام.. فوجدت نفسها وأعادت اكتشفاها فكانت هي نفسها اسراء عادل درويش التي اشعلت السوشيال ميديا وشغلت الناس… فيا لسنتر الخرطوم و يالقدرته العجيبة على صناعة النجوم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد