صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سياسات (التمكين) عند الكاردينال

42

طق خاص

خالد ماسا

أي شخص يتوفر لديه (الحد الأدنى) من الذكاء يمكنه أن يفهم بأن صدور صحيفة الهلال في هذا التوقيت مرتبط بمحدد أساسي هو المتغيرات التي حدثت على مستوى العلاقة بين أشرف الكاردينال وذراعه الإعلامي في صحيفة الأسياد والتي أسماها في يوم من الأيام بأنها خط الدفاع الأول .

ذكرت (المتغيرات) تحديدا ضبطاً للتوصيف وتشخيصاً للحاله لأنني على (يقين) بأن هذه المتغيرات هي التي ستتحكم في مصير ذات الصحيفة التي صدرت بالإستمرار أو التوقف هذا إن لم تتوفر ظروف أخرى لإيقافها والحصيف هو الذي يفهم.

لسنوات طويلة .. ولإختلالات صارت من ثوابت الصحافة السودانية كلها السياسي منها والرياضي ظللنا نقرأ الخط التحريري لأي صحيفة من خلال ما يقدمه كُتاب الرأي تاركين الخطوط العريضة للإثارة وغيرها من الإستسهال الصحفي .

لم يكن من الممكن أن يمُر ( المانشيت) الذي خرجت به صحيفة الهلال عقابيل صدور قرارات لجنة الإنضباط مرور الكرام ودون أن نتوقف عنده طويلاً بالتحليل والقراءة من جوانب غابت تماماً عن راسم السياسة التحريرية .

(المانشيت) وصف الإتحاد العام بأنه ( إتحاد الكيزان) وأنه يستهدف الهلال عطفاً على القرارات التي أشرنا أليها وهو وصف نتفق معه تماماً لأن الحقيقة والتفاصيل التي جاءت به تقول ذلك إلا أن هذا الإتفاق ليس على الشاكله التي يريدها من إختار هذا الخط في الصحيفة .

فالذي إختار هذا الخط أراد أن يُلغي ذاكرتنا أولاً والتي تحتفظ بثوابت لا يمكن إنكارها والتي تقول بأن الكاردينال كان قد خرج على الملأ وذكر بأنه سيزيل إتحاد (الفساد) ويقصد هنا بالطبع إتحاد ( معتصم جعفر) وأنه داعم لقائمة الدكتور / كمال شداد وبطبيعة الحال هو له (سهم) أصيل في الإتيان بخيار أمانة الشباب والرياضة في (المؤتمر الوطني) ليكون حاكماً على جمهورية كرة القدم في السودان .

وليس من باب (الذكاء) أو الفطنة الإدارية لدى الكاردينال حتى يختار دعم خيار المؤتمر الوطني في إنتخابات الإتحاد العام لكرة القدم وإنما من باب التجربة التي عاشها هو نفسه عندما قرر أن يخوض الصراع الإنتخابي في الهلال ويأكل من كتف سلطة المؤتمر الوطني وبالتالي هو وكل من يتحدث بلسانه آخر من يحق لهم أن يرموا الآخرين بتهمة موالاة النظام الساقط بأمر الشعب السوداني .

الحقيقة أن الجهة التي جاءت بالكاردينال أولاً هي نفسها التي جاءت بالإتحاد العام وهي نفسها التي يعبث منسوبيها الآن بقرارات الإتحاد العام ولجانه وهي نفسها التي يفسِح لها ولمنسوبيها الكاردينال في المناصِب واللجان ويجعل دائرته المقربة تتكون من المشهود عنهم بالإنتماء للنظام الذي سقط وسقط مشروعة ولم يتبقى منها إلا هذه الجيوب حولة في الهلال.

المنطق ولا شيء غيره يقول بأنه لو أن ماجاء في (المانشيت) موقف مبدئي من (الكيزان) وليس لإستدرار العاطفة الهلالية ضد العقوبات لخرج ذات (المانشيت ) ليقول للكاردينال بأن تعيين (أزيال النظام) لإدارة النادي والإستاد فيه إستفزاز لجماهير نادي الحركة الوطنية التي شاركت في إسقاط النظام سيء السمعه .

الكاردينال لازال يضع إحتمالاً بقدرة (الدولة العميقة) على العودة بالتالي إستعادة ( العضل) السلطوي الذي ظل معتمداً عليه للبقاء رئيساً للهلال .

ماهو الفرق بين (كيزان) الإتحاد العام المشار اليهم في ( مانشيت) صحيفة الهلال وبين (العقاد عبد الغني) الذي جاء بتوصية من الكاردينال وقرار من المجلس الأعلى للشباب والرياضة ؟

وماهو الفرق بين قبول رئيس الإتحاد العام الدكتور / كمال شداد بأن يكون منسوبي النظام الساقط هم من حوله وقبول الكاردينال بأن يكون عبد الرحمن سر الختم هو ( الطاولة) الثابته لأي مائدة دعا لها في الهلال ؟؟؟

هل نحن مطالبين بتناسي إرتباط عبد الرحمن سر الختم بالنظام الساقط بأمر الشعب السوداني وأن نتذكر فقط بأنه كان رئيسا للهلال ؟؟

على الكاردينال أن يتذكر بأنه وبمثلما أن مجلسه كان قد جاء بقوة النظام الجبرية فإن سعادة الفريق كان قد جاء لرئاسة الهلال من ذات الطريق .

من يكتب هذا ( المانشيت) من الآن وصاعداً عليه أن يضع في باله على الأقل أن مجلس الكاردينال ( زاد) بدخول ( كوز) آخر يضاف لمجموع (الكيزان) حول الكاردينال .

وأي شخص أو جهة (سكتت) على قرار الكاردينال الإنفعالي ضد (الألتراس) عقب أحداث الإحتفال المصنوع أو (صفقت) له لا يحق لها الآن تحاول أن تدعي بأنها ترفض قرارات لجنة الإنضباط .

نفس القرار الذي (بلعه) الكاردينال مُجبراً جاءه الآن على طبق قرارات لجنة الإنضباط ونجزم بأنه الآن سعيد غاية السعادة لأن لجنة ( إتحاد الكيزان) ساعدته في (فش غبينته) ضد المكون (الجماهيري) الذي ظل عصياً عليه أن يُزلّه ويكسر موقفه بقوته الماليه (الضاربه) لمكونات قليلة في الهلال .

يبدو وأن الكاردينال لم يسمع بعد بإجازة قانون (تفكيك) دولة (التمكين) ولذلك أتي بالعقاد ومن قبله من دائرة (المخلوع) المقربين وسيأتي بكل من يُحس بأنهم أصحاب دين عليه .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد