صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سيف تيري.. والبحث عن مخرج..!!

84

كرات عكسية 

 محمد كامل سعيد

سيف تيري.. والبحث عن مخرج..!!

* ظهر سيف تيري بمستوى ممتاز مع فريق الخرطوم الوطني كمهاجم قوي هداف لا يشق له غبار اجبر الجهاز الفني للمنتخب الوطني على اختياره للدفاع عن شعار صقور الجديان.. وعمليا اثبت اللاعب جدارته في نهائيات الشان بالمغرب، وقاد منتخبنا لاحراز الميدالية البرونزية بجدارة ولدرجة تابعنا فيها لهث العديد من وكلاء اللاعبين خلفه..

* وبعد سباق مثير، وصراع قوي، تمكن المريخ من الحصول على خدماته ووقع معه عقد احتراف توقعنا بعده ان تتمدد نجوميته ويحقق مع الاحمر ما فشل فيه وهو بشعار الخرطوم.. وان يكون تواجده في المريخ عبارة عن محطة قصيرة يعقبها انتقال مباشر الى احد الدول الاوروبية استنادا على الموهبة والمهارة التي يتميز بها..

* لكن، وعلى عكس ما توقع الجميع، بما في ذلك اللاعب نفسه، سارت خطوات سيف تيري في اتجاه عكسي للنحومية، وتدريجيا غابت خطورته ناحية المرمى، وتراجع مستواه، وانعدمت اهدافه، وتخطاه الاختيار الى تشكيلة المنتخب، وكان من الطبيعي ان يبتعد عن التشكيلة الاساسية للفريق، ويداوم على الجلوس في كنبة الاحتياط..

* ولعل تواضع وتراجع مستوى سيف تيري، وغياب خطورته يرجع الى تبدل اسلوب اللاعب، وطريقته ونظرته لكرة القدم ما بين تلك التي كان يتعامل بها عندما كان يلعب في صفوف الخرطوم وتحولها الى العكس تماما بعد انتقاله الى كشوفات المريخ خاصة اذا نظرنا للطريقة التي بدا بها مشواره مع الاحمر..

* ظهر سيف تيري في اول مران مع المريخ بشكل غريب تمثل في انه حضر الى الاستاد ورفض النزول الى الملعب ما لم يتسلم المقدم المالي لعقده مع النادي استنادا على اتفاقه مع مجلس الوفاق، ومن هنا بدات التعرجات تظهر في مشوار اللاعب وكان من الطبيعي ان يتراجع مستواه وبصورة واضحة للعيان لكن ذلك الوضع لم يفطن له اللاعب ولم يتجرأ احد على تنبيهه او لفت نظره..

* ومرت الايام ومستوى تيري يمضي في اتجاه التواضع والتراجع لدرجة انه تحول الى عبء على كاهل الفريق بعد ما صار لا يجيد غير بدور اللاعب التمرد والمتمارض الجالس في المنزل.. لينهار كل شئ له علاقة بالحلم الجميل الذي فرض نفسه على كل عشاق الكرة خاصة اولئك الذين عرفوا سيف تيري وتعاملوا معه وافتنعوا بموهبته وامكانياته العالية..

* المشاكل لم تتوقف مع سيف تيري عند ذلك الحد فقط بل شهد مرور الايام تطورات مثيرة تمثلت في وقوع اللاعب في اكثر من اشكالية عميقة حيث وجهت اليه النيابة اكثر من اتهام منها المشاركة في حرق مركز شرطة بحي الحاج يوسف، الى جانب تهمة التعدي على ضابط شرطة في اشكالية تتعلق بتظليل سيارته.. ولان المحاكمات لا تزال قائمة والجلسات متواصلة فان ذلك انعكس سلبا على وضعية اللاعب..

* تكالبت الخطوب على سيف تيري الذي تحول وصار نجما للاشكاليات ومصدرا للمشاكل بعد ما كان نجما يشار اليه بالبنان داخل الملعب صاحب بصمة ووضعية متميزة وباسلوب كان كافيا لوضعه اليوم في قائمة افضل نجوم كرة القدم ليس في داخل بلادنا السودان والدوري المحلي فحسب بل على مستوى القارة الافريقية والوطن العربي..

* ومع مرور الايام وتراجع نجومية تيري واقتراب اسمه من مرحلة التلاشي قرات تصريحا للاعب يتحدث فيه عن ثورة ديسمبر المجيدة في اشارة اكدت انه – اي اللاعب – لا يزال يبحث عن فرصة يخرج بها من دائرة انحسار النجومية والوضع البائس الذي حاصره ليس بالتجني من احد بل بتصرفات غريبة ومريبة كان بطلها اللاعب نفسه..

* الامثلة على شاكلة تلك التي استعرضناها عن سيف في الملاعب السودانية كثيرة جدا ويحفظ التاريخ العديد من القصص للاعبين اصحاب موهبة وامكانيات خرافية فقدوا البوصلة وضلوا الطريق وكتبوا نهايتهم بتصرفات هوجاء صادرة منهم هم وبكامل ارادتهم دون ان يجدوا من يوجههم او يرشدهم الى طريق الصواب وبالصورة التي تجعلهم يعودون الى سكة الصواب..!!

* الحقيقة التي لا جدال فيها ان سيف تيري لاعب صغير في السن، موهوب، متمكن فقط يحتاج الى من يدله الى جادة الطريق ويقنعه بان امكانياته الخرافية تتطلب منه المزيد من التركيز والانضباط والاجتهاد والسعي لتثبيت جدارته داخل الملعب ومن بعد ذلك فان الاموال ستاتيه لكن وفي نفس الوقت عليه العلم ان التمرد من اجل الاموال لا ولن ياتي له بالتالق..!!

* لا تزال قصة سيدنا يوسف تحاصر عقلي.. وبالتحديد مشهد مجموعة الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) ويصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم، وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي..!!

* تخريمة اولى: المشكلة الحقيقية التي تحاصر جل لاعبينا بالسودان وتحول بينهم والوصول لاعلى درجات الاحتراف تتمثل في طريقة تفكيرهم الخاطئة التي يعتقدون فيها ان التمرد والتمارض هما المفتاح المناسب لابواب المجد في حين ان ذلك الاسلوب هو الذي يقربهم من النهاية..!

* تخريمة ثانية: نكرر ماذكرناه من قبل: يا خوفي على المريخ من ما سيحدث في الايام المقبلة، وكل ما اتمناه ان لا تصدق توقعاتنا ويفقد الاحمر بريقه في الموسم المقبل، وربنا يستر ويجيب العواقب سليمة..!!

* تخريمة ثالثة: حكايات الطبال تطول وتتعمق منها: سأله احد زملائه لماذا تركنا الكاتب المريخي الكبير فلان يذهب الى صحيفة اخرى فما كان من الطبال الا ان ردد (سيبك منو ده موهوم ساي)..!!

* حاجة اخيرة: فهمنا كل شئ لكن تزوغ من شيرنغ البوش ما وقعت لي نهائي..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد