صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سيف تيري

22

افياء

ايمن كبوش

قبل سنوات عديدة قام النظام السابق بالقبض على احد ’’قططه السمان اوي’’ وما كان له ان يقبض لولا صراع القوى الذي راح ضحيته ذلك الرجل فدفع سنيناً من عمره في المنفى والابعاد.. بعد ان كان هدفا يشتهى.. ومقصداً يرتجى.

و.. الرجل.. بلدياتنا.. من سنار.. وتحديداً من قرى ’’شرق سنار’’ التي صارت لها محلية في زمن ’’وهمة تقصير الظل الاداري’’.. فتداعى عارفو فضله.. او هكذا خيل لنا.. ونظموا مسيرات احتجاجية ودبجوا مقالات.. ونشروا اعلانات مدفوعة القيمة في الصحف السياسية هددت خلالها الحكومة وطالبت باطلاق سراح الرجل من السجن.. يومها تحدثت عنه الشعارات والهتافات بانه باني المساجد.. كافل الايتام ومغيث الملهوفين.. والمضحك المبكي ان الرجل فعل كل ذلك.. بنى.. شيد.. وكفل من تلك الخزينة ’’الهاملة’’ العامة المكتظة بمال دافعي الضرائب.. فهل ’’هذه محمدة ام مفسدة’’.. او كما سأل, ذات غباء, نائب رئيس الجمهورية المعزول ’’الحاج آدم’’.

لم يتحدث اهلنا في قرى سنار, في تلك الايام, عن أن التهم التي لحقت بباني المساجد ’’ملفقة’’ او ان المحاكمة التي اعادت الحق العام السليب لم تكن ’’عادلة’’.. بل تسورت اقوالهم وافعالهم العاطفية احكام المنطق وقفزت مباشرة الى تلك ’’الغوغائية’’ الفاضحة التي تبيح للسارق منا وفينا ان يبني لله مسجداً وان يتصدق ببعض ما سرق على سبيل ’’التحلل’’.. ثم يقدل في الشوارع كما ولدته امه كمن ليس عليه ذنب.. !!

اعيد حكاية قضية ’’مدير عام الاقطان’’ السابق.. وهي قضية استوفت مطلوبات قضايا الرأي العام.. قالت فيها العدالة كلمتها.. وما ذكرتها اليوم الا لاذكر اولئك الذين يبحثون اليوم عن ’’صك براءة’’ مختوم بختم العاطفة للاعب المريخ الكبير ’’سيف تيري’’.. وانا اقول لهم انه ليس في حاجة لهذه ’’البراءة’’ التي تقودها دفوعات هشة ومرافعات ضعيفة تقول في اقوى حجيتها العاطفية وليس القانونية, انه لاعب المنتخب الوطني وانه كان واحداً من الثوار.. طيب يا هداكم الله.. ألم يكن من شعارات الثورة المرفوعة علنا.. حرية.. سلام.. وعدالة.. ؟

اذن اطلبوا تطبيق العدالة في حادثة اللاعب ’’سيف تيري’’ بدلاً من تجيير كل الذي حدث له لصالح مشاركته في الثورة التي تعلمون انه لم يكن من ’’ايقوناتها’’ الجهيرة ولا من حملة مشاعلها الاوائل حتى يستهدف او يقصد بهذا التلفيق ’’المفترض’’.. ولو كان ذلك كذلك.. وهناك قصد متعمد من الشرطة التي ساقت اتهامها لـ’’تيري وذمرته’’ فلم نحن في عجلة من امرنا طالما ان القانون سيأخذ مجراه وليس امام القاضي حلا سوى ان ينطق بالبراءة التي لا تحتاج لمسيرات ولا حشود كما في حالة المتهم المفرج عنه بالبراءة ’’عاصم عمر’’ الذي كانت تهمته اكبر, وهي قتل رجل شرطة في احدى المظاهرات.. يومها استلم حزب المؤتمر السوداني القضية بهتافية بغيضة وحولها من قضية جنائية عادية تحدث في كل الدنيا آلاف المرات الى قضية سياسية يتم الترافع فيها بـ’’قبضات الايادي’’ بدلاً من الحجج والاسانيد القانونية, ليؤكد القضاء السوداني في في الجلسة الاخيرة احترافيته ومهنيته حينما نطق بالبراءة.. بينما اسقط في ايدي الذين ارادوا ان يخلقوا من قضية ’’عاصم عمر’’ بطولة وهمية على طريقة احابيل الافلام الهندية.

’’سيف تيري’’ متهم في قضية جنائية مثله مثل غيره من عامة الناس.. ستقول فيها العدالة كلمتها.. وهو حتى الآن في جميع الشرائع والقوانين مجرد متهم.. والمتهم في القاعدة القانونية الذهبية.. ايها السادة.. برئ حتى تثبت ادانته.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد