صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شباب المريخ..!!

981

زووم

ابو عاقلة اماسة

شباب المريخ..!!
* يجب أن يتحرر المريخ من عقدة الدور التقليدي الذي تلعبه الأندية السودانية في كرة القدم، وهي تسجل وتشطب وتنافس على البطولات وتعود لتكرر ما فعلته في حال أنها توجت بالبطولات أو أخفقت، كل عام تدور معارك التسجيل ونسمع ونقرأ الكثير في نجوم تقدمهم الوسائط الإعلامية بأنهم نجوم خارقة وتوعد الجماهير المسكينة بالإنجازات والبطولات والأميرة السمراء والشقراء، ولكن يتكرر الفشل كل مرة وينتهي الموسم بنهايات متشابهة تبادل فيها المريخ والهلال المركزين الأول والثاني.
* نريد ان نخرج من هذا النمط المألوف والممل، بأن تلعب هذه الأندية أدواراً أخرى تليق بمكانتها القيادية في كرة القدم، فأنجح الأندية على مستوى العالم تملك مدارس وأكاديميات كرة القدم، وتساعدها إتحاداتها في إستحداث تشريعات يساعدها في مثل هذه المشروعات، فضلاً عن نشاط الإتحادات نفسها في هذا المجال بإعتباره من أبجديات التطوير في عالم كرة القدم.
* في السنوات الخمسة الأخيرة وقفت عن قرب على تجربة شباب المريخ، وطالما كانت بمثابة حلم يتراءى أمامنا، أن يتطور ويصبح أكاديمية مؤسسة بمفاهيم عصرية تجعل منها مناجم للدرر والجواهر في كرة القدم، سيما وأنا من أشد المؤمنين بأن أي مجهود يبذل في هذا المجال سيؤتي أكله في سنوات قليلة، وقد كتبت عن التجربة في مرات كثيرة وأشرت إليها في إكثر من مقال كمجهود يستحق الدعم، وكنا قريبين من المجموعة التي نذرت أنفسها لهذا العمل، رفاق جعفر سناده والشريفي وغيرهم، ومن خلفهم أقطاب مؤمنون بهذه الرسالة، يتفانون في تقديم الدعم بعيداً عن الأضواء والبطولات الجوفاء، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر الأخ والصديق إنور دياب، أحد الداعمين الثابتين لفريق شباب المريخ، يدفعه لذلك فلسفة خاصة بأن في ذلك مشروع لمستقبل المريخ الكبير متى استقامت الأمور، ومع دياب، كانت هنالك مجموعات أخرى ارتبطت بهذا العمل وقدمت لوحة من التضحيات والوفاء والإخلاص، في إكتشاف المواهب وإلحاقها بالفريق وإعدادها بالشكل الطيب حتى تجد البيئة الرحبة لتنطلق.
* تابعنا معسكرات إعدادية في الدمازين وبورتسودان من فئة (Vip).. ورغم الفكرة المتخلفة لقيادات مجالس الإدارات وبخلهم على التجربة في الدعم والمساندة كان فريق الشباب حاضراً وفتحت الأبواب للتفاؤل مجدداً بأنه بالإمكانية إنشاء مدرسة متفردة تفيد مسيرة النادي والكرة السودانية.
* مؤخراً توج شباب المريخ ببطولة الدوري بعد اكتساح نظيره الأزرق برباعية نظيفة، وكان الفوز كضوء في آخر النفق.. إنتصار جاء تماماً في وقته، ومتزامناً مع هذه الأيام التي يعيش فيها كل المريخاب حالة من الإحباط بسبب التدني المريع لأحوال النادي، وقد سعدنا بحق من أجل كل من بذر بذرة خير في هذا الفريق، فرحنا للرجل المهذب جعفر سناده ورفاقه من الذين حملوا هم القطاع على أعناقهم وحطموا كل المستحيل، سعدنا للشاب الجميل (أحمد جميل) وهو يتفانى في خدمة الشباب في منصبه كمدير مرة، وسعدنا كذلك للأخ عزالدين حكومه وهو الذي تسلم المسؤولية في فترة الصراعات.. ليتوج الفريق بعد كل ذلك ببطولة دوري الشباب.
* هذا الفريق كان مشرداً في السنوات الأخيرة، شأنه في ذلك شأن الفريق الأول، وكانت الحصة التدريبية الواحدة تكلف ما تكلف من أموال باهظة كانت لتكفي تجهيز ملاعب خاصة لإستقبال الفريقين الأول والثاني.. ومع إيجار ملاعب بعيدة كانت هنالك نفقات أخرى في ترحيل الفريق من وإلى مكان التدريبات.. وبكل المقاييس لم يكن ذلك جهداً عادياً.. لذلك نقول أنهم استحقوا الإشادة والتحفيز..
* أطالب المجلس الجديد بتهيئة بيئة نموذجية لفريق الشباب وهو مشروع غير قابل للفشل، ويمكن الرهان عليه، وكلما زاد الاهتمام.. كلما جنينا ثمار ذلك في سنوات وجيزة، والتجارب السابقة تؤكد ذلك.
حواشي
* الجهد الذي بذله مجموعة عشاق المريخ من العاملين في قطاع الشباب هو الذي أهدانا المهاجم الشاب الجزولي نوح (درة الشباب والمواهب الوطنية مؤخراً، وهو النجم الواعد الذي يسير على درب العظماء.
* لا أعرف عز الدين حكومه مسؤول القطاع في فترة سوداكال الأخيرة، ولكنه أبلى حسناً وأسهم بشكل فعال في المحافظة على الفريق.
* الأخ والصديق أنور حمد دياب كان من الذين ضربوا أروع الأمثال في الإرتباط بكيان المريخ برغم العواصف والأنواء التي ضربت به… فحافظ على موقعه من بين الداعمين لهذا العمل… في الوقت الذي كان فيه بعض المريخاب يمسكون عن دعمهم للمريخ بسبب عدم رضائهم عن رئيس النادي.
* آن الإوان ان يكون لشباب المريخ مركز للتدريبات وملعب يستضيف مبارياتهم الودية والتنافسية.. هذه أبسط حقوقهم على النادي.
* هذه النقاط تذكرنا بأن المريخ يملك ملعباً خصص من قبل لذلك الغرض، ولكن الأعمال فيه توقفت لأسباب محدودة قابلة للمعالجة.. ولأن إداريي المريخ في السنوات الأخيرة كانوا بارعين في الصراعات والأزمات.. شحيحين عند الإنجازات.
* يجب أن يوضع فريق الشباب وبقية قطاع المراحل السنية ضمن أولويات عمل المجلس الجديد في الفترة القادمة..!!
* لكي يكون المريخ بالفعل نادٍ كبير لابد من الأخذ في الإعتبار أن العناية بهذا القطاع ليس فرض كفايةكما يظن الناس وإنما هو فرض عين للأندية الكبيرة.. تنفق عليها لكي تحصد…

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد