* بمجرد متابعتي للاعلان في قناة النادي الاهلي المصري عن حوار مع الحارس احمد شوبير، وجدت نفسي مصراً على متابعته، خاصة وانني كنت قريباً من نهاية (ايوب الكرة المصرية) لمشواره وما صاحب مهرجان اعتزاله، كما اننى تشرفت باجراء العديد من الحوارات مع شوبير لعدد من الاصدارات ابان اقامتي في القاهرة خلال التسعينيات..
* مساء أول أمس السبت، جلست امام شاشة قناة الاهلي، وعملياً بدأ اسلام الشاطر حلقته المعلنة مع شوبير والذي تحدث بعمق في الكثير المثير من القضايا بداية من المدارس الابتدائية، ومروراً بمراكز الشباب، وانتهاء بالانضمام الى الاهلي.. ولم يفت عليه ان يتناول في حديثه الشيق عمله كأعلامي، ومشواره الاداري في اتحاد الكرة المصري..
* الحوار ـ كعادة قنوات مصر ـ جاء شيقاً ومثيراً صاحبته العديد من المحطات واللقطات الخاصة بالحارس سواء في مشواره مع الاهلي او المنتخب المصري، ومداخلات مع زملائه، والنجوم الذين تدرج معهم وساعدوه في مشواره، بخلاف الجانب الاسري، ولقاءات مع ابنائه وبناته واقربائه وابناء منطقته طنطا وجيرانه وغير ذلك الكثير..
* وما لم اكن اعرفه عن شوبير انه كتب على جدار منزلهم في طنطا، ومنذ ان كان في العاشرة من عمره عبارة ظل يفتخر بها، ويقاتل في سبيل تحقيقها هي (احمد عبد العزيز شوبير حارس الاهلي ومنتخب مصر) ومرت الايام وحقق اليافع حلمه، وتقلد شارة قيادة الاهلي والمنتخب، وشارك في كأس العالم مع منتخب الفراعنة..
* ولعل تفاصيل قصة لقبه (أيوب الكرة المصرية) والمتعلقة بانتظاره الطويل لفرصة المشاركة كأساسي، في ظل وجود العمالقة اكرامي وثابت البطل كحارسين اساسيين في صفوف الفريق الاول بالنادي الاهلي والمنتخب، حكت وجسدت كل معاني الاصرار والصبر والحرص على الوصول الى الاهداف مهما واجه المرء من صعوبات..
* وما لم يذكره شوبير لاسلام الشاطر أول أمس، والمتعلق ببداياته في مجال الاعلام ـ وذكره في حوار سابق ـ قال فيه انه كان ضعيفاً في اللغة الانجليزية، ولكن رغبته في التعلّم اجبرته على الجلوس كـ(التلميذ الخيبان) امام ابنته ـ التي تخرجت حينها من احدى الجامعات الاجنبية ـ وتفرغت لتعليمه مبادئ اللغة حتى وصل درجة عالية من الاجادة..!
* ولعل المفاجأة التي فجرها شوبير في حواره واجبرتني على التوفق كثيراً خاصة وانها حدثت مع الحارس السابق اكرامي ـ والد شريف اكرامي الحارس الحالي للاهلي ـ وتمثلت في ان شوبير اكد انه كان في قمة الاعجاب الذي وصل الى مرحلة غريبة من الانبهار باكرامي الذي كان يحلم بمقابلته فقادته الظروف للجلوس احتياطياً له..
* الى هنا فالحديث اكثر من اعتيادي، لكن وبمجرد ان وصل شوبير في سرده، واكد انه كان يقوم بـ(غسل ملابس اكرامي)، ووصل به الامر الى ان يقول له اكرامي ـ بعد ما شاهده يرتدي لبسة حراس مرمى جملية ـ (تعال يا واد.. اللبسة دي عاجباني).. فما كان من شوبير الاّ ان قام بخلع اللبسة واهداها الى اكرامي).. ولا تعليق من جانبنا..!!
* شوبير يغسل ملابس اكرامي.. والله دي عملية غير كريمة، واكرامي يستغل انبهار شوبير به ويقوم بالتكويش على لبسة جديدة جميلة اشتراها شوبير من حر ماله فهذه بالجد بالكرة من اطارها، وتخطت مرحلة الاعجاب ووصلت الى درجة (القلع والبلطجة) ولا ادري كيف تجرأ شوبير على الاعتراف باشياء لا يمكن لاي شخص القيام بها..؟!!
* ثم كيف تسمح لاكرامي نفسه بالشروع في ابتزاز حارس مبتدئ حضر الى القاهرة قادماً من طنطا يمتلك الموهبة التي اهلته في سنوات معدودة ليكون حارس الاهلي ومنتخب مصر الاول..؟! انها نفس القصص التي حكاها اللاعب محمد فضل وحدثت له مع الثنائي حسام وابراهيم حسن عندما كانا في الاهلي..!!
* ان القصة التي سردها شوبير الحارس الكبير، لم تؤثر على رؤيتي له كحارس عملاق حفر اسمه باحرف من نور في تاريخ الكرة المصرية، وتساءلت عن اين نحن في السودان من مثل هذه القصص التي لا نشك في انها موجودة لكن وللاسف لا توجد الجهة التي تستطيع اخراجها بالصورة الرائعة التي تعاملت قناة الاهلي وكل القنوات المحترفة..
* اجهزتنا الاعلامية ـ خاصة القنوات الفضائية ـ تعاني من التقليدية، وتبتعد بسنوات ضوئية عن العمل الاحترافي، بدليل ان هنالك العديد من الحوارات مع عدد من النجوم الكبار تم تصويرها وبثها دون اي اجتهاد او بحث لعرض تقارير ولو مصورة.
* تخريمة أولى: اذا كان اكرامي يستغل شوبير في بداياته، ويجبره على غسل ملابسه فان هنالك عدد من مطبلاتية الاعلام الرياضي في السودان يتولون امر (غسل) افكار (البرالمة الجدد) الذين يقتحمون مجال العمل الصحافي، مستغلين الانبهار الذي يأتي به (البرلوم) ويصورون له الحوار الوهمي الدائر بينهما على انه الديمقراطية بعينها، ولكن سرعان ما يبدأ التغول على الافكار الجديدة المبتكرة ولا مانع من سرقتها والاستيلاء عليها، فوراً.. اما اذا تمرد احد الوافدين الجدد، ولم يمارس الاستسلام او الانبهار فان سياسة الاقصاء والغضب عليه تكون هي العنوان الاول في التعامل.. وربما يجد نفسه امام سؤال عميق (انت معانا والاّ مع التانيين..؟!) وساعتها لا ولن يفيد الندم عقب اطلاق الاجابة ي كان نوعها.. فكم شوبير يا ترى في مجال الصحافة الرياضية كان يتعرض لغسل رأسه بهدف تبديل افكاره..؟!!
* تخريمة ثانية: تفيد المتابعات ان (الكواي) دقّ جرس، وقال ما راجع العراق، وتحجج الرجل بانه لم يتسلم مستحقاته طرف نادي القوة الجوية.. يعني يا حبيب بعد الضجة والزيطة والزمبليطة العملوها ليك المطبلاتية دي كلها تجي وتحرن، وتقول ما ماشي، وما داير وما عارف شنو..؟! والله ده الكلام الكتبناه هنا في هذه الزاوية قبل اسابيع، ونحن هنا لا ندعي العلم بالغيب، ولكن قرائن الاشياء، وتشابه الاساليب، والسياسات الخطأ بتوري وبتعلم.. لكن مين يسمع، ومين يفهم، ومين يكتب، ومين يقول (البغلة في الابريق)..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
* حاجة اخيرة كدة: تلقيت اتصالاً من احد عشاق الكرة السودانية شكى لي فيه من قناة المتاعب ـ ي نعم هكذا قالها ونسب الاسم او اللقب الى كرات عكسية ـ وتساءل عن كيف للقناة التي تنقل مباريات الدوري الممتاز حصرياً ان تتجاهل اجراء حوارات مع اللاعبين والاجهزة الفنية عقب كل مباراة حتى في المباريات التي تقام بالعاصمة.. شكرت القارئ العزيز وفضلت الاجابة عليه بجملة واحدة: هي (غياب الاحترافية بيعمل اكتر من كده)..!!