صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شيماء سيف تحت القصف ونقمة الشعب السوداني

58

أثارت الممثلة المصرية شيماء سيف حفيظة حفيظة السوادنيين والمصريين على حد سواء على إثر حلقة برنامج “الشقلباظ” التي عرضت قبل أيام على إحدى القنوات المصرية.

ولطالما أعرب السودانيون عن انزعاجهم من الصورة التي رسمتها لهم الدراما والبرامج العربية، إذ عادة ما تنمطهم في قالب الشخص البسيط الذي يميل للكسل والخمول.

فقد أطلت الممثلة المصرية شيماء سيف في إحدى حلقات البرنامج وقد صبغت وجهها بالأسود لتتقمص دور امرأة سمراء بطريقة اعتبرها كثيرون “مسيئة للمرأة السودانية والنوبية”.

صورة الـ”بلاك فيس”

وجسدت شيماء دور سيدة تسرق هاتفا جوالا من راكبة، الأمر الذي حدا بسودانيين إلى إطلاق هاشتاغات تطالب بإيقاف البرنامج.

وتداول نشطاء اعتذارا نسبوه إلى صفحة على فيسبوك تحمل اسم شيماء سيف، غير أن الفنانة نفت ذلك مشيرة إلى أنها لا تمتلك سوى حساب واحد على انستغرام.

ولا يرى محبو الفنانة أي مبرر للاعتذار عن المشهد، كحال هذه المغردة التي رأت أن “تناول الممثلة للشخصية كان فى إطار كوميدى فقط “مضيفة بأن “معدي البرنامج لم يربطوا المشهد بالسودان بأي شكل”.

على النقيض، استنكر نشطاء تصوير المرأة السمراء بتلك الطريقة “السطحية التي تروج للعنصرية”، على حد قولهم.

ورأى نشطاء أن مشهد شيماء سيف خرج من سياقه الدرامي وعمق الصورة النمطية لذوي البشرة السمراء بعد أن استدعى أسلوب الـ”بلاك فيس” الذي كان سائدا خلال القرن 19.

وقد دأب الممثلون البيض في تلك الفترة على ارتداء أقنعة سوداء أو طلاء وجوههم لتقديم عروض كوميدية يسخرون فيها من الأفارقة المستعبدين.

“صراحة قمة السخف و الاستخفاف تلوين الوجه بالأسود وحده دليل عنصرية” هكذا علقت المدونة السودانية منى عوض على المشهد.

وتابعت في تعليق آخر “فى العالم المتحضر يعاقب فاعله بالعزل والفصل من عمله فى أمريكا!! دعك من تقليد اللهجة بالشكل المستخف دا ..”

وانخرط الممثل المصري عمرو واكد في النقاش، إذ غرد قائلا :”الديون التي يعتمدها فرد دون رقيب يدفعها أجيال من شعب. أما ديون العنصرية دون رقيب أيضاً يدفعها أجيال شعبين.إحنا آسفين يا أحفادنا ويا أحفاد السودان.”

بين العنصرية والسخرية… شعرة!

“ما شهدته في الدراما العربية في السنوات الأخيرة هو كوميديا مغلفة بالعنصرية ” هكذا علق فارس عبد اللطيف مخرج برنامج “كافيه زول” السوادني الساخر على الجدل القائم على منصات التواصل الاجتماعي.

وأشار فارس إلى أن هذا “التنميط الجارج” كان المحرك الأساسي وراء انطلاق برنامجهم الكوميدي الذي يحاول التصدي لـ “الأفكار المغلوطة التي رسمتها الدراما العربية للشخصية السوادنية”.

ويستدرك: “طبعا لا يمكننا التعميم فعلى سبيل المثال نجح المسلسل الكوميدي السعودي طاش ما طاش في محاكاة السوادني دون السقوط في الابتذال أو العنصرية لكنه في ذات الوقت حافظ على عنصر الإضحاك.”
ويمضي بالقول ” بعض المشاهد في الدراما المصرية والكويتية انطوت على جرعات استعلاء وتنميط عنصري عالية حيال الشخص السوادني من خلال تقديمه في صورة الكسول الذي لم يستفد حتى من ثرواته الطبيعية. لذا فإن حصر شعب ما في صورة معينة هو في حد ذاته إقصاء.”

ويتابع ” يميل بعض الفنانين إلى تحريف اللهجة أوصبغ وجهه بالأسود عند تجسيد شخصية سوادني أو رجل أسود غير مدرك بأن المشهد يشي بجهله بثفاقة السودان الذي يضم مزيجا من الأعراق والألوان. “

وقد تضمنت بعض المشاهد الدرامية العام الماضي مفردات تحط من ذوي البشرة السوداء، كما يقول فارس عبد اللطيف.

ويستدل على ذلك بمشهد من مسلسل عزمي وأشجان الذي جسد دور إمرأة سودانية وصفت بـ”أم وش هباب” في إشارة إلى لون بشرتها.

ويرجع عبد اللطيف الصورة التي تروجها بعض القنوات العربية عن الشعب السوداني إلى ضعف الإعلام والإنتاج الدرامي في بلاده.

ناصر القصبي مثلاً قلد السوداني لكنه كان اكثر عمقاً لأنه(مثقف) فمضى في خصائل وصفات السوداني (طريقة الكلام.التنظير احياناً وإدعاء الثقافة. الكرم .الخ) قبلها السوداني بصدر رحب وبكل الحب لأن ناصر غاص في تفاصيل شخصيته(سالبهاوموجبها)ولم يختذله في شكل ولون كمافعلت الجاهلة #شيماء_سيف

وقبل عام، فجر المسلسل الكويتي “بلوك غشمرة” موجة غضب عارمة لعرضه حلقة اعتبرها السودانيون مسيئة لهم وتصورهم وكأنهم لا يستطيعون الكلام ويميلون للنوم.

كما تسبب مسلسل “أبو عمر المصري”بأزمة دبلوماسية بين مصر والسودان، استدعت على إثرها وزارة الخارجية السودانية السفير المصري لما لمست في المسلسل إيحاء بأن السودان بلد مصدر للإرهاب.

وبينما ينظر البعض إلى تنميط الشخصيات السودانية في الدراما العربية على أنه فعل قصدي ذو أهداف سياسية، يصفه البعض الآخر بالعفوي ويستغرب الانتقادات التي طالته.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد