صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صاحبة الترينق الازرق فى حفل الافتتاح لبطولة الرماية العربية

296

راى حر

صلاح الاحمدى

صاحبة الترينق الازرق فى حفل الافتتاح لبطولة الرماية العربية

البارحة اطلت بترنسوتها الازرق بين الف انسان فاشرابت لها الاعناق .كانت تخطوا فوق بلاط الفضاءالخارجى للفندق كورنثيا كعصفور انيق .بيضاء.دافئة . بشعرها الاسود كانه شلال ليل مشدود كتاج فوق راسها .ارتفعت الايادى بالتحيات وانحنى البعض والبعض غض الطرف.وانا فى الزاوية البعيدة فقير محكوم امسك الصدر بكلتا يدى وانا اخاف على الخافق المعذب من ان يقفز من بين ضلوعى ليرتاح على شفتيها العذبتين.

البارحة كنت هناك جلست تستمع الى الغناء السودانى والشاعر يتلوعلينا اجمل الشعر ما كانت تعرف انها القصيدة .وانا على الطرف الاغر القارى الوحيد .
كانوا يتاملوهاالرجال والنساء .وكذلك الاضواءوكذلك النجوم الهابطة من السماء فى الفضاء لتلك الساحة .وكذلك الهواء العابر والعطر ونغمات الكمنجات .

كانت هناك بكل عنفوانها الجميل .وكبريا المراة الاصيلة النبيلة الاميرة.وكنت فى الزاوية المعتمة اعانى اشواقى اليها راجيا من الله ان لا ترانى ولا تشتم عطرى ولا تلتفت صوبى .لانها لو فعلت .لكنت جننت وخرجت لا الوى على شى .
ذلك اليوم فوجئت ماكان يخطر ببالى انها ستجئ من اقصى الدنيا فى الوقت المحدد فى تمام الساعة الموعودة .لم تقدم دقيقة ولم تتاخر .

ولحظات ودخلت الفضاء ولم تلتفت الى احد .كانت تعرف اننى اراها .وان وقع خطواتها يضرب قلبى واننى ارتجف من راسى الى اخمص قدمى . .كانت تعرف اننى هنا سبقتها بساعات .تصورت انها ستجئ الى فحجزت المقعدالذى بجانبى ووضعت فوقه كاميرتى.فلم يجرؤ احد على الجلوس فوقها .وسمعت صوت يقول ما اجمل ان تجلس كاميرة على مقعد تنتظر من تصوره.لكنها لم تتلفت نحوى ولم تابه بى .تقدمت الى الامام وجلست هناك قريبا من المسرح الذى اطل منى شاعراوقال
السيدة الجميلة ….حطت بجناحيها الازرقين فوق الارض الندية
فالتهبت بالدفء الحنين ….غنى قلبى بعد ان اتعبه الانين
سيدة النور جاءت ….تجر وراءها الشمس بالليل…ما كانت تعرف ان الشمس فى اهدابها نغم حلو يشتاق الى الرنين .
وصفقت وصفق الحضور وتوقفت عن التصفيق وتوقف الحضور.ورفعت يدها وهى تحمل علم بلادها .وهى كانت كالطاووس تتحرك بخيلاء .ام كانت تدنى اين اصبحت واين اصبحت انا من خلف الكاميرة انسحبت كالمهزوم من ذلك الفضاء الذى يعج بكثير من الرياضين
مشيت فى شوارع لا حصر لها .ولا عدد.تنقلت خطواتى فوق ارصفة باردة ساعات وساعات كنت متعبا حتى العياء
ورحت اعدومن جديد فى الشوارع باحثا عن امجاد تتلقى ضربتى وافوق من هفتى وانفراط عقدى وتهورى وانا اشاهد الحسناء البيضاء فى افتتاحية البطولة العربية للرماية فى موطنى الذى احتضنها

وهى ترتع بين انغام النغم السودانى الاصيل .ولم افكر من اين هى واين موطنها لان غاب على ان استقرا اللوحة التى كتب فيها اسم بلادها فى طابور العرض للدول المشاركة .حلفت ان لا اعود اليوم لافتتاح المنافسة ولكن كنت اتمنى ان يجمعنى من جديد من يلم رمادى ويعيد تكوينى ويوقفنى على قدمى ويشد قامتى نحو العلى .لكننى فى النهاية حتما سوف اسقط مستسلما لنعاس قسرى يدغدغ وجدانى ولكن سوف اعود واعود لصاحبت الترنسوت الازرق .لسبب واحد لاعرف من اين تنتمى ؟ ومدى عروبتى بها؟ واراها فى ضوء النهار ؟ وهل هى من المصوبون فى الهدف ؟وحتى لو اصبحت انا الهدف؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد