صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صراع الأقمار والقنوات ! (1)

23

ضد التیار

هيثم كابو

صراع الأقمار والقنوات ! (1)

(1)
* السذاجة هي أن تقف أمام جمع من الناس لإقناعهم بأن (مسحوق صابون الغسيل) أفضل من (صابون الحمام المعطر) في نظافة الأجساد مما لحق بها من ادران..!!
* وفي السودان نحن نحتاج لفعل ذلك حتى يبدو علينا العبط ونحن نتحدث..!!
* الحديث عن الثوابت المتعارف عليها وإيراد معلومات لا اختلاف حولها يجعلك (عبيطاً)، والكاتب الصحافي في بلادي يحتاج في معظم الأحيان إلى أن يتزود بأكبر كمية من العبط؛ وها نحن نفعل ونأمل أن تتسع صدوركم لهذه (العباطة) التي لا مفر منها..!!
* في كل بلاد الدنيا يستند الناس في آرائهم على المعلومات، أما عندنا في السودان فإنك في حاجة لإثبات المعلومة و(تأكيد المؤكد)..!!
* کانت الحروف أعلاه مقدمة مقال نشرناه عبر هذه المساحة قبل أربع سنوات وتحدیداً في التاسع من نوفمبر ٢٠١٤م عندما مارست قناة النيلين الرياضية التضلیل علناً، ونشطت خلاياها في خداع المشاهدين على مدار الساعة عبر شاشة القناة من خلال إعلانات تقول فيها للناس إن انتقالها من قمر (نايل سات) الاصطناعي إلى (عرب سات) يمثل نقلة نوعية وخطوة تاريخية وقفزة حقيقية وتطور غير مسبوق، لا سيما وأن القناة تركت (النايل سات) وذهبت بالمشاهدين لقمر الانتشار والتأثير والذيوع الذي يضم أكثر من 350 قناة فضائية..(!!!)
* والضروة کانت تفرض علينا وقتها إيراد معلومات بدهية لوضع حدٍ للترهات؛ فالمشاهد من خلال إعلان النيلين یحسب أن إدارة القناة بتوقيعها لعقد رعاية مع قمر (عرب سات) انطلقت في فضاء التطور بسرعة الإفلات، وهجرت قمراً محدود الإمكانيات وضعيف المشاهدة وبه عدد متواضع من القنوات، والحقيقة أن الدولة التي هي (جمل الشيل) وفرت للنيلين منذ انطلاقتها فضائياً الظهور على (النايل سات) الذي لا يمكن لعاقل أن يقارنه بـ(عرب سات) البتة؛ ويعلم كل مهتم بالفضائيات وعملها ومواقع وجودها أن (النايل سات) هو مسقط رأس الانتشار والتأثير والجودة، وموطن المشاهدة والخدمات ويكفي أن به حوالي ضعف عدد قنوات (عرب سات) ومنه تبث أهم الفضائيات وأبرز الباقات..!
* (عرب سات) کان وقتها يمنحك (الاشتراك مجاناً) أو بمبلغ زهيد من أجل الاستقطاب، بينما يمنح القنوات المؤثرة (عروض دعم مغریة) ويجلس فترة ينتظر ردها، ولا توجد قناة كبيرة محترمة تقبل بالوجود عليه (حصرياً) والفضائيات التي توجد في غيره من الأقمار وتحجز لنفسها موقعاً عنده لا يتجاوز اشتراكها مبلغاً متواضعاً، بينما الاشتراك في (النايل سات) وقتها يصل إلى أکثر من ستة أضعاف المبلغ الذي کان یطلبه (عرب سات)، فما الذي يدفع القنوات لدفع هذا المبلغ إن لم يكن القمر يستحق؟
(2)
* في العاشر من مايو من العام الماضي عندما قدمت قناة (S24) ترویجاً یخصم منها؛ ویضعها في موقف لا تحسد علیه بإعلانها الإنتقال (وحدها وحصریاً) -لاحظ وحدها- لقمر (عرب سات) مطلع العام 2018 حسب ما أعلنت وقتها كتبنا بالنص تحت عنوان (انتحار فضائية) أن الخطوة تعنى أحد أمرین :
أولهما : أن القناة تمر بأزمة مالیة حادة ولم یعد في استطاعتها دفع کلفة (النایل سات) مع الصرف السخي علی الإنتاج البرامجي فقررت الإقدام علی خطوة أقرب ل(التشمیع) بالتواجد في قمر محدود یمکن أن یدفع لک بدلاً من أن تدفع له وتکون بذلک قد ترکت الأجهزة موصلة بجسد القناة التي أعلنت الموت إکلینیکیاً ؛ وبدلاً من إتخاذ خطوة التوقف النهاٸي فضلت مواصلة عملها دون أن یشعر أحد بالبث؛ وتصبح مجرد قناة (موجودة وبس) ..!
الأمر الثاني : أن یکون هناک شریک مستفید من هذه الخطوة التي إن لم تعد علیه الان بفاٸدة مادیة بوصفة صاحب حصة معلومة قد تجنب القناة ای صرف جدید حتی یتسنی له أن یجد مشتریاً لأسهمه؛ أو یغادرها لتأسیس أخرى بعد أن تیبست أوردتها؛ ففضاٸیة (S24) لیس فیها ما یدفع الناس للتضحیة بالنایل سات من أجل عیون شاشتها؛ خاصة وأن هذه التجربة لم تنجح مع النیلین التي کانت تملک الدوري الممتاز الذي یمثل سلعة یمکن للمهتمین بالریاضة أن یدفعوا من حر أموالهم لمشاهدتها ناهیک عن التضحیة بباقة قنوات أو الجمع بین قمرین ..!
* قلنا وقتها أن المتضرر الأول من إعلان الإنتقال المبکر هو (S24)؛ فإن کانت قناة النیلین وقتها قد حصلت علی دعم مالي مقدر وعربة تلفزة وغیرها من المعینات؛ فما الذي یجبر قناة وجدي میرغني علی إتخاذ خطوة أشبه بإعلان الإفلاس بقبولها الدخول في نفق مثل هذه المغامرات !؟
* أضفنا أن الحقیقة التي لا خلاف علیها أن ذهاب أیة قناة بمفردها حصریاً لـ(عرب سات) إن کان الیوم أو مطلع العام القادم یعتبر تدهور كبير وتراجع مخيف؛ وقفزة في الظلام؛ فالتواجد على (عرب سات) ينسف أكثر من نصف قيمة الترويج والانتشار والدعاية..(ويا لها من نهایة)، وختمنا بالقول :(بلد في شاشة والأمور ما ماشة) ..!
* هل جرت مياه جديدة تحت الجسر هذا ما سنكتب عنه غدا بوضوح أكثر .
(3 )
نفس أخير
* ضغوطات إقتصادية ومعالجات فضائية !!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد