صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صلح الكافين

35

افياء

ايمن كبوش

صلح الكافين

ما لا نطيق قوله في الهلال الذي يجعجع فيه وبإسمه أولئك الذين لا يدفعون.. ولا يريدون أحدا يدفع، يدعون أنهم يملكون شهادة البحث.. يوزعون البطاقة الانتمائية الزرقاء على من يحبون، ويحجبونها كرها على من يبغضون، ومن أسف، أن هؤلاء الذين ينظرون في أمور العامة، الواحد منهم لم يصل بعد إلى مرحلة رئيس لجنة شعبية، و”يفتكر” كذلك بأن رئاسة اي رابطة تشجيعية قوامها شخصه القوى واثنان من خاصته، يعطيه الحق في تقييم الاخرين وأن يقرر في القضايا المصيرية الكبرى، مع انه افشل الناس في حياته الشخصية.
من لا نطيق قوله، بل قولوا اننا نستحي من أن نقوله أو نكتبه على نسق ليس كل ما يعرف يقال، هو أن “باسويرد” التشرف برئاسة نادي الهلال، يمر عبر نقطتي تفتيش لا يمكن القفز عليهما من الشبابيك أو تسور الأسلاك الشائكة، هما نقطة المال.. ورضاء المجلس الحاكم في الهلال.
عندما جاء الأرباب الذي دخل السودان كما يردد ويقال بخمسمائة مليون دولار، لم تكن كل هذه الدولارات الأمريكية المهولة وحدها تكفي لتشرفه برئاسة النادي الكبير، فانخرط في دعم إخوته في مجلس طه علي البشير من وراء حجاب حتى عرف في الأوساط الهلالية بالرجل الخفي، ثم زاد على ذلك بلعب دور العضو رقم 16 في مجلس الفريق عبد الرحمن سر الختم حيث تكفل بتسيير تلك الفترة ولم يكن عضوا بل كان رئيسا يأمر فيطاع.. لذلك كان طريقه إلى رئاسة الهلال مفروشا بالورود رقم سطوة الحكيم ودخوله بكل ثقله في تلك الانتخابات المثيرة.
اما الأمين البرير فقد جاء من ذات الباب الذي دخل منه الأرباب، حيث كان يقف على تل من أموال أسرته ورضاء لجنة التسيير التي كان عرابها هو أحمد محمد محمد صادق الكاروري، مهندس رئاسة البرير لنادي الهلال مع رفيقه حاتم ابو القاسم.. لذلك لم يجد الأخ الأمين صعوبة في الفوز بتلك الدورة الحاشدة بالكثير من “الحواديت” التي مازال أبطالها وشهودها أحياء.
الاخ أشرف سيد احمد الكاردينال، الرئيس الحالي لم يخرج عن ذلك السيناريو المعهود أو يبتعد عنه كثيرا حيث استفاد لدرجة بعيدة من الخلافات السابقة بين الأرباب والبرير والأخير معروف بحرصه على تسجيل عضوية حقيقية يسهل الوصول إليها، علاوة على أن مجلس السلطان الحاج عطا المنان كان يضم شتاتا من الزاهدين في العمل الرياضي.. وبعض الحالمين قليلي الخبرة والتجربة في العمل العام، فلم يشكلوا اي إضافة في المشهد الانتخابي الذي تلى فترة لجنة التسيير.
أعود واقول أنني قلت مرارا وتكرارا، بأن الدخول إلى سوح العمل في مجلس الهلال من باب الصراع، لن يولد الا المزيد من الصراع الذي يخصم كثيرا من التجربة ويهدر الكثير من الوقت والموارد في التحسب فيما يفكر فيه المعارضون، فتضيع الفترة في التكتيك والترتيب والمناورات، فيكتشف الرئيس الذي كان قطبا ملء السمع والبصر بأنه أضاع في الأوهام عمره بعد أن صدق مجموعة من الصحفيين لا يهمهم الا هذا الصراع الذي يقسم الناس إلى معسكرين، معسكر يمثل الحزب الحاكم ويسبح بحمده ليل نهار، ومعسكر يحمل سلاح المعارضة ويطلق الرصاص على عافية الهلال.
سيتحدث الناس اليوم عن الصلح الذي تم بين الكاردينال والكوارتي، قد يسأل سائل، فيما الخلاف، فنجيبه في اللاشيء، ولكن اهم ما ينبغي أن يعيه الطرفان هو أن القوافل يمكن أن تعبر بسلام، وبقاء الكاردينال أو دخول الكوارتي في منظومة العمل لا يتم بالشتيمة والتقليل من مكانة الآخر، هذا الطريق الذي كشفنا سره واستطعمنا مره، لا يعبد بكلام الجرايد.. ولا أعمدة الكتاب.. بل يفرش بورود العضوية والصناديق الانتخابية ورضاء صاحب الحاكمية..
الصلح خير.. إلا لمن ابى..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد