صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صناعة الخراب

43

نبض الصفوة

امير عوض
صناعة الخراب

قبل فترة.. تابعت فيلماً وثائقياً أرخ للحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من 60 مليون قتيل.. و التي أبدع (النمساوي ـ الالماني) هتلر في صناعتها ليعم بعدها الخراب و الدمار في كل انحاء العالم و في المانيا علي وجه الخصوص.

هتلر بعد ان اعتلي سُدة الحكم في المانيا.. خرج مخاطباً الشعب الالماني (بعد عشر سنوات لن تتعرفوا علي المانيا).. و بعدها حصد الرجل تصفيق الملايين من الحالمين بزيادة الرفاهية و الاقتصاد في بلادهم و ما درّوا لحظتها إلي أي مصير مشؤوم و دمار سحيق سيقودهم هذا السفاح المجنون.

صراحةً لا أدري ما الذي آعاد لذهني مشاهد ذلك الفيلم عقب متابعتي لمباراة المريخ و مضيفه الأهلي شندي و التي انتهت بخسارة الاحمر للمباراة بهدفٍ نظيف مع عرض باهت للحد البعيد.

ربما أن ما أنعش ذاكرتي بمشاهد الفيلم و السوء الذي تابعت به المريخ بالآمس هو ربط مشاهد الخراب التي طفت بالساحة المريخية بالصورة التي نتابع بها البؤس الفني الذي يقود به ابو عنجة المريخ أو حتي مشاهدة المريخ في الملعب للمباراة الثانية توالياً بدون أن يتواجد في توليفته مهاجم متخصص!!

بعد مباراة هلال كادوقلي.. كتبت في هذه المساحة منوهاً بعدم الاستعجال في الحكم علي النجوم الجدد الذين دخلوا للكشوفات الحمراء.. و ليلتها دُهشت بشدة و المدير الفني (متواضع القدرات) جمال ابو عنجة يدفع بثلاثة منهم في الخط الخلفي (دفعةً واحدة) و بالرابع في خط الوسط!!

و بقدرة قادر.. فقد دخل الاحمر لتلك المباراة بخط دفاع جديد بنسبة 75% و يفتقد للتجانس تماماً و من خلفه حارس غائب عن المشاركة لـ12 مباراة علي التوالي!!

ربما أن العبقرية التدريبية التي تتوفر لابو عنجة غير موجودة في كل مدربي العالم الذين اتفقوا علي ضرورة التدرُج في مشاركات المُضافين الجدد مع عدم اللجؤ للتغييرات الجذرية في التشكيلة الرئيسية ما بين الدورتين تحوطاً لقصر فترة الاعداد فيها.

و في وجود قلبي الدفاع اللذان نشطا كأساسيين (نمر و امير) أصرّ أبو عنجة بالاعتماد علي الوافد الجديد (جدو كومر) في مبارتين ولائيتين متتاليتين و في ملاعب قاسية للغاية و بدون الاكتراث كثيراً لعامل انسجام كومر و نمر في ظل عدم الحوجة الفنية المآسة له بهذه الصورة المتعجلة بوجود امير كمال و البديل الاول حمزة داؤود!!

و تتواصل صنوف الخرمجة الفنية و نحن نتابع ابو عنجة يقذف بحمزة لخط الوسط في مباراة كادوقلي ثم بأمير كمال بالأمس في وجود (محمد الرشيد ـ التكت ـ ضياء الدين) علي دكة البدلاء!!

لو دفع ابو عنجة بحمزة في الطرف الأيمن و الصيني في الايسر لقبلنا منه هذه المغامرة تحت دعوي أته يُحصن اللاعبين الجدد لحين اكتمال انسجامهم مع الفريق.. و لكن ان نتابع فصول التنظير الفطير و الفقر الفني المدقع فهذا للاسف يُذكرنا كل مشاهد الخراب و الدمار الكامل في كل مكان و زمان في العالم الفسيح.

و الادارة الحمراء شريكٌ آصيل لابو عنجة.. كيف لا و هي من تُصرّ علي ابقائه برغم فشله المسنود بالارقام و العرض و النتائج الوخيمة و الباهتة.

كيف لا.. و هي من تخلصت من (النعسان ـ ميدو ـ شلش ـ محمد داؤود) و وضعت الفريق تحت وطأة المشاركة بلاعب غير متخصص في الهجوم كمهاجمٍ صريح!!

و كيف لا يكونوا شركاء.. و المهاجم الوحيد المتاح حالياً (ريشموند) مبتعد عن إمرة الجهاز الفني بسبب حفنة من الدولارات عجزوا عن دفعها لناديه السابق!!

و هم فعلاً شركاء لانهم لم يكترثوا كثيراً بعقد معسكر اعدادي محترم للفريق (لا خارجياً و لا داخلياً) في فترة التوقف الاخيرة ليتمكن النجوم الجدد من الانصهار الفعلي مع التشكيل الاساسي عوضاً عن التباري مع القوز و خلافه من اندية الدرجات الصغري في افشل معسكر اعدادي لا يشبه المريخ العظيم.

و اخيراً فهم شركاء حين فرطوا في موهبة كميدو (تحت شعار انه غالي) و (الغالي بغلاتو بضوقك حلاتو و الرخيص برخصتوا بضوقك مغصتو) و الشعب الاحمر يتجرع (المغصة) الان بِفعل دماركم و خرابكم الممنهج لكل ما هو جميل في الديار المريخية عامة.

نبضات متفرقة

المريخ.. سيد البلد.. بعيدٌ عن ملعبه لفترة قاربت للعام!!

زعيم اندية السودان يعجز عن عقد معسكر تدريبي (و لو في اثيوبيا القريبة و الرخيصة دي)!!

كبير اندية السودان عاجز عن فك قيد مهاجمه الوحيد المتوفر حالياً بسبب 6 الف دولار لا غير!!

المريخ العظيم يدربه مدرب لا ندري ما هي مؤهلاته التدريبية أو سيرته الذاتية التي شفعت للادارة بالابقاء عليه و الاصرار علي وجوده!!

مريخ ابو عنجة واجه الاهلي (الثامن) منكمشاً و لم يفتح الله عليه بتسديدة وحيدة في مرمي الضيوف الا بعد مرور 27 دقيقة بالتمام و الكمال!!

مريخ كيغان سدد ثلاث كرات نحو مرمي الاهلي شندي (2 منهم بداخل حدود المرمي) طيلة شوط كامل!!

مريخ جمال حاز علي ركنية وحيدة في الشوط الاول!!

و مريخ ابو عنجة خاسر للنتيجة منذ الدقيقة 28 و عاجز عن تعديلها بحثاً عن الفوز حتي لحظة اطلاق صافرة الختام!!

اهلي شندي الذي خسر من هلال الفاشر (رايح ـ جاي) فشل ابو عنجة في ترويضه و انكمش امامه مدافعاً!!

هدف ياسر مزمل نتج عن شرود كامل لقلبي الدفاع (نمر ـ جدو كومر) غير المتجانسين بالاضافة للتغطية الضعيفة من طبنجة.

اغلب لاعبي الفريق ظهروا بمستوي متواضع للغاية.

ملعب المباراة كان الاسوأ من ناحية الارضية.. و المباراة شهدت احجام الجمهور عن الدخول بسبب سوء مستوي الاهلي!!

الاهلي المهتز تمكن من لعق جراحه علي جسد المريخ الذي يعاني ادارياً و فنياً.

نبضة آخيرة

الصدارة الحمراء في خطرٍ داهم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد