صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ضحايا الثوار والدعم السريع.. الى اين..؟!!

41

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

Mohammed.kamil84@yahoo.com

ضحايا الثوار والدعم السريع.. الى اين..؟!!

* عدت أول أمس، لا شعورياً، الى متابعة ما يحدث في قناة السودان بعد ما انشغلت طوال الايام الثلاثة الاخيرة بما يدور في القنوات العالمية واصداء مواكب شعب السودان التي سيرها تجمع المهنيين يوم الاحد (30) يونيو، ومن خلالها أندهش كل العالم وتعجب من ثورية شعبنا الباسل.. عدت ومنحت قناتنا دقائق معدودة فتعجبت وسربعاً ما هربت..

* توقفت لدقائق امام يدور من حوار تحت عنوان (غرفة متابعة والاّ انعاش ما عارف) لان الحديث كان ـ كالعادة ـ بعيداً عن ما يدور من احداث واقعية على الارض، وقررت التركيز على الشريط الاخباري الموجود اسفل الشاشة، فعرفت ان قائد عمليات قوات الدعم السريع قد عقد مؤتمراً صحافياً في ذلك اليوم.. اما عن اين ولماذا..؟! لا ادري..!

* في المؤتمر الصحافي ـ ذلك ـ اعلنت قوات الدعم السريع عن وفاة احد عناصرها، وتعرض (29) فرداً منها للاصابة، اثناء المواكب التي سيرها تجمع المهنيين يوم الاحد، وكشف المتحدث في المؤتمر ـ عبر الشريط الاخباري ـ انهم قاموا بفتح بلاغات ضد عدد من المواطنين، مؤكداً انهم سيصعدوا الاجراءات القانونية حتى معاقبة الجناة..

* حتى تلك النقطة، فان الكلام جميل وجميل جداً، لكن لا ندري ماذا حدث بشأن مئات القتلى الذين سقطوا من جانب الثوار منذ اليوم الاول لثورة ديسمبر وفي فض الاعتصام.. وهل يا ترى ان قناة السودان تملك الشجاعة لتحدثنا بذات الاسلوب عن ذلك الموضوع؟

* ..تواصلت مع الشريط الاخباري في تلفزيون السودان الذي حدّث كل مشاهديه ـ وعلى لسان احد قادة قوات الدعم السريع ـ عن وجود اشخاص من جهة ما، يتنكرون بزي الدعم السريع، ويقوموا بعمليات غير قانونية من بينهم من ادعى انه قائد ميداني كبير..!!

* ضحكت وحزنت، وترددت في التعليق (بيني وبين نفسي)، وقلت ربما جاء اشحاص من كوكب آخر، سرقوا وخططوا لتشويه صورة قوات الدعم السريع واستعانوا باللبس، والتاتشرات، والاسلحة وغيره وشرعوا في ضرب المواطنيين وقتلهم جهاراً نهاراً..!!

* تركت ذلك الموضوع، وانتقلت الى قصة اخرى من بين تلك التي لا تنتهي في شريط الاخبار بتلفزيون السودان، وتابعت العديد من الاخبار الاستهلاكية التي لا تخرج عن دائرة ان احد قادة المجلس العسكري التقى سفير الصومال، لتوطيد علاقاتنا مع مقديشو..

* او زيارة ميدانية لاحد المسئولين بهدف زيادة الانتاج والانتاجية، وعقد لقاء لمناقشة معاش الناس، ورفع مستوى الخدمات للمواطن.. قرات تلك الاخبار ومعي ملايين من ابناء شعب السودان قرروا ترك تناول اللحمة لان سعر الكيلو وصل الى 380 جنيهاً..!

* ومع ترديد عبارة (سعي الحكومة لتخفيف العبء من على كاهل المواطن) اتذكر حجم قطعة الخبز (الرغيفة) والتي اقتربت من مرحلة التلاشي، ووصلت الى درجة متأخرة جداً من سوء الصناعة في اشارة تحمل معها الكثير من الحقائق المؤلمة الى حد البكاء..!

* تذكرت لو ان قصة على شاكلة الدفاع عن مجلس العسكر اقتضت نزول قناتنا للشارع لاستطلاع المواطن حول ما يقوم به اولئك الذين يتولون امر تسيير هذا الجهاز الحساس لما تأخر احد.. لكن اي تحرك لنقل معاناة المواطن الى المسئول يبقى من المحرمات..!!

* احسست ان جل قنواتنا السودانية، تقوم باعداد طبيخ (حامض) لا يرغب فيه المواطن البسيط الذي قرر مجبراً الاتجاه الى القنوات الاكثر مهنية لمعرفة تفاصيل ما يدور من احداث تتعلق ببلاده ومعاشه وكل تفاصيل حياته وذلك بقرار فردي دون اي توجيه..!!

* واخيراً، توصلت الى قناعة تامة، كان نائب رئيس مجلس العسكر اكدها، ربما بدون قصد، تتمثل في ان اعلام السودان بالجد ضعيييف، ومستواه متواضع، ولا مقارنة بينه وبين ما يحدث في بقية دول الاعلام من حولنا سواء في محيط افريقيا او العرب.. اما الغرب فاعتقد ان مجرد التفكير في وضع مقارنة معه سيدخلني في دائرة اللا وعي..!!

* تخريمة أولى: أوصل اصحاب المصالح فريق الكرة بنادي المريخ الى أقصى درجة من درجات السوء خاصة من الناحية الادارية، ولعل ما يحدث ونتابعه هذه الايام في دوري النخبة من انتصارات لا ولن يخرج عن دائرة الوهم الكبير الذي سيكون قابلاً للانكشاف في اي لحظة.. وساعتها سيعود تجار آخر زمن للمطالبة بمجلس جديد واعادة سيناريو البكاء على ذهاب الوالي، مع ان الوالي هو سبب النكسة الحالية والتي بدأت بالمشاكل المالية وانتهت بفشل كل الصفقات..!!

* تخريمة ثانية: اشاع المبطبلاتية ان عهد جمال الوالي كان ولا يزال وسيظل هو الانجح والاكثر رفاهية واستقراراً، ومن كل النواحي.. مع الاشارة هنا الى ان ما يعانيه المريخ منذ سنوات علاقته مباشرة وقوية مع الفشل الذي شهده النادي ايام الرئيس الطوالي.. لكن تسبب تغبيش الحقيقة الذي انتهجه مطبلاتية السلطان في تجميل الصورة القبيحة بصورة اخرى وهمية لا علاقة لها بالواقع..!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد