صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عابدين الطاهر يغتال تحري الشرطة

26

افياء

ايمن كبوش

# سعادة اللواء عابدين الطاهر مدير المباحث المركزية والمرور الأسبق.. ومدير إدارة حماية الأراضي الحكومية السابق.. أثار نقطة مهمة وخطيرة بخصوص التحري في قضية الرئيس السابق (عمر البشير).. وان صح ما قاله نصا عن ما جرى في الجلسة السابقة فإن التحري الذي ظهر في المحكمة وهو العميد احمد محمد علي.. يكون قد مثل فعلا دور “شاهد ما شافش حاجة”.. وهذا يعتبر تدهورا مريعا في ركن ركين من أركان العدالة التي لا يمكن أن تستوى على ساق واحدة.

# كتب اللواء الذي يعتبر مؤخرا واحدا من قلائل في السودان خبروا العمل الجنائي والبحثي.. واستحقوا بخبرتهم الطويلة الممتازة “لقب الخبير الجنائي” كلاما يستحق الوقوف من كل المهتمين بتوطيد اركان القانون.. حيث قال في مداخلته التي احتشد بها الاسفير: “إفادات الاخ الزميل العميد شرطة احمد محمد علي وهو امام المحكمة والتي جاءت علي غير ما نتوقع منه وهو من الضباط المحققين المميزين وشهادتي عنه عن دراية حيث عمل معي بالمباحث المركزية وكان من خيرة الضباط وأميزهم فكيف حدث ذلك ولماذا كانت إجاباته بذلك المستوى غير المتوقع ولماذا أصلا قبل ان يقف هذا الموقف باعتباره المتحري وهو لم يقم باستجواب المتهم (الرئيس السابق عمر البشير) ولم يكن حاضرا للتفتيش.. ولم ولم ولم إلخ !!! فقد ساله الدفاع.. انت استجوبت المتهم عمر البشير .. لا لم استجوبه.. هل كنت حاضر استجوابه …لا لم اكن حاضرا .التفتيش كنت حاضرو ؟ أبداً ما كنت حاضرو.. هل الشرطة شاركت في التفتيش ؟ أبداً لم تشارك !!!! كيف حدث هذا ولماذا يقف المتحري امام المحكمة وهو لم يقم بكل تلك المطلوبات التي هي أصلا العمل الحقيقي المتحري وهل حدث ذلك بفعل فاعل لتخرج قضية الاتهام بهذا الضعف وهذه الثغرات ؟ والله اكاد لا اصدق ان الاخ الزميل العميد احمد هو الذي اجاب هذه الإجابات المحيرة والمدهشة بل لا اصدق انه قد قبل ان يكون في مثل هذا الموقف وأكثر من ذلك لماذا باسم الادارة ذات التاريخ الناصع والنجاحات المشهودة في مجال التحقيق والعمل الجنائي يقدم مثل هذا العمل المبتور .. انه لامر محير فعلا.. اعتقد ان الدفاع قد تمكن تماما من أضعاف كل اركان قضية الاتهام بهذه الإجابات التي تؤكد ان كل الذي سيقدم من بقية بينات اتهام سيتم وزنه علي هذه الإجابات التي فتحت باب الشك والظن في اَي اجراء لاحق طالما ان المتحري قد اكد انه لم يكن حاضرا لأي اجراء متعلق بهذا الاتهام وعليه فان كل الذي سيقدم مشكوك في أمره .. الف مبروك لهيئة الدفاع عن المتهم مقدما ببراءة المتهم ويحق لنا معشر المتابعين بحكم خبرتنا في العمل الجنائي ان نقول للمباحث المركزية والأخ الزميل العزيز العميد احمد محمد علي .. ( عاد دة كلام دة ) !!!”
# ما قاله اللواء معاش عابدين الطاهر خطير كما أسلفت ويقدح في مهنية المؤسسة التي قامت على خبرات تراكمية في العمل الشرطي تجاوزت مائة عام من البحث والتقصي والعمل الأمني المنعي الذي يصنف الخرطوم تحديدا كواحدة من أكثر عواصم العالم امنا وامانا.. فكيف لضابط عظيم وصل إلى رتبة العميد أن يأتي إلى المحكمة بهذا الضعف والسطحية للمثول في اهم قضية.. كيف له ان يفعل ذلك وقد عرفت الشرطة بأنها الركن الأساسي في عملية التحري حيث تأتي صحيفة الدعوى بفضل رجالها من الضباط وضباط الصف متماسكة عصية على الطعن او التشكيك.. فماذا حدث في هذه القضية التي يتابعها العالم لحظة بلحظة.. علاوة على أن الدفاع قد هيأ نفسه جيدا وحشد جيوشا من محاميي العيار الثقيل.. دربة ودراية وخبرة.. فكيف يكون تحري الشرطة هو الثغرة التي سينفذ منها خط الدفاع الاول الذي بشرنا قبلا بأن المتهم سيخرج من هذه القضية (مثل الشعرة من العجين).

# نطالب قيادة الشرطة التي يقف على هيئتها مجموعة من الحقوقيين المعروفين في الوسط الشرطي بالمهنية والتجرد.. باجراء تحقيق عاجل حول الواقعة التي أشار لها اللواء معاش عابدين الطاهر.. حتى نطمئن بأن الإرث الذي تركه أساطين العمل الجنائي في السودان مازال في مكانه تتناقله الأجيال.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد