صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عشان عيون أولادنا

29

أضرب وأهرب

عبد المنعم شجرابي

× انتصر الافريقي التونسي على أرضه ذهاباً وانتصر الهلال على ارضه اياباً.. انتصر الافريقي وحصل على ثلاث نقاط بتونس وانتصر الهلال حاصلاً على مثلها ببلده.. تأهل الافريقي على حساب الهلال بفارق هدف لا فارق النقاط..!

× الوقفة والاشارة.. والصفحة والنقطة والشولة والسطر والفقرة الجديدة تتمركز عند هذا الهدف.. ففارق الهدف هو الفارق بين لاعب “مرطب” يعيش رغداً “ويردم” امامه الخبز “ردماً” على مائدته.. وله فاكهة وأبا.. وتكاد تحمل له يد اخرى الطعام الى فمه حتى لا يمد الى الطعام يده.. ولاعب لنا “يفتش” المخابز حياً حياً.. وشارعاً شارعاً.. “ليباري” بعدها الصفوف كيلومترات عدة.. وللفاكهة فقط “يعاين” ويأكلها “بالعين المجردة”..!

× فارق الهدف الذي تأهل به التونسي على حساب الهلال هو فارق لاعب “يقوم ويقعد” عليه اهله.. ولاعبنا الذي “يقوم ويقعد” بأهله ويريحهم “ويتعب” وبعدها يلعب منهكاً مرهقاً..!

× فارق الهدف الذي تأهل به الافريقي على حساب الهلال هو فارق لاعب “مرتاح” بسيارته الخاصة أو “المواصلات المريحة” وبين لاعبنا الذي ان كانت له سيارة فصفوف الوقود تحجزها عنه وان لم تكن فالويل له مع كل “خلق الله” في المواصلات ومافيها “يمة ارحميني”..!

× فارق الهدف الذي تأهل به الافريقي على حساب الهلال هو فارق الوجبة بين “وجبة مدنكلة” للأول والثاني وجبته “البوش وفتة العدس والدمعة” وفي احسن الاحوال “القطر قام” الحلة الاكثر شهرة..!

× قد يقول قائل وماذا عن الاموال التي يقبضها اللاعب.. اقول مهما كان حجمها فإنها تساوي في مقابل العملات الصعبة “حفنة من الجنيهات” في احسن الفروض تأتي بقطعة ارض.. أو تحول حيطان الجالوص الى الطوب الأحمر وقد تعيد تأهيل بيت الورثة الذي اكل عليه الدهر وشرب..!

× نعم تأهل الافريقي على حساب الهلال بفارق هدف.. والهدف في تقديري ليس هدف يحتسب في المنافسات.. الهدف هو “الهدف” بين ارض “تخطط” للهدف.. وارض “تبتلع” هدفاً كلما نبت عليها هدف وفارق الهدف هنا كان بين ارض وارض وحكومة وحكومة لا بين شعب وشعب فإن كان للتوانسة ثورتهم الشعبية فللسودانيين قبلهم ثورات والثورة مستمرة..!

× اسمحوا لي سادتي القول ان لاعب الهلال مثل بالأمس انسان السودان المعجزة.. هذا الانسان الجميل النبيل.. الرائع الذي كاد أن يبلغ نبي الله ايوب صبراً وهو يصبر على ضنك العيش والأزمات والتردي والفقر والمرض.. “وطبقة” من خيرات ارضه وعلى حسابه نمت.. وكروش تدلت وسرقة حدثت ونهب لثرواته تجدد كلما تجدد وفساد وفساد كلما تمدد يتمدد..!

× لم يتأهل الهلال الى دوري المجموعات بفارق هدف.. اسبابه عرفنا بعضها ويتوجب علينا شكر لاعبيه الذين انتصروا بالجوهرة الزرقاء.. عندما يستعدون للمباراة كان الوصول اليها المستحيل ذاته.. والسيارة الخاصة لمن يملكها “مقرشة” أمام محطات الوقود.. وحافلات الترحيل ان وصلتهم يكون الأمر بشيء اقرب الى المعجزة..!

× كان حضور اللاعب للتمرين صعب صعب والتمارين الأخيرة تمت والوجبة بالمنزل “مافي” لعدم وجود الرغيف.. والشوارع معظمها مغلقة ودخان البمبان “واصل السما” والهم يضرب جميع افراد الأسرة.. الوالد على الولد والولد على الوالد والأخ والأخت على بعضهما.. ولا عجب ان يسعد الاهلة جميعهم بانتصار فريقهم وان لم يتأهل.. فالنصر في هذه الظروف انتصار محترم مقدر..!

× ختاماً على امتداد تاريخه هو هلال الوطن والوطنية الحقة.. ولا دهشة ان هتفت جماهيره بما هتفت به “للوطن” الوطن الغالي.. الوطن الوطن الذي يأتي في شعار الهلال بعد الله وبعد الوطن.. عدم التأهل “ما همانا” همنا وهمنا الاكبر سادتي الانسان.. البلد.. التراب.. همنا حرية.. همنا ان ننتصر لاولادنا.. اكبادنا التي تمشي على الأرض.. ننتصر “عشان عيون اولادنا ما تضوق الهزيمة” وأرفع رأسك انت هلالي..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد