صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عضويتك إثبات هلاليتك

22

تأمُلات

كمال الهِدي |
______________________

. كثيراً ما فرط الأهلة في ناديهم العريق وتركوه لقمة سائغة لأطماع وطموح رجال المال غير المشروع في الكثير من الأحيان.

. ولم تكن إدارة النادي الذي تؤازره الملايين تتطلب أكثر من أن يخصص صاحب المال ميزانية محدودة لبعض ضعاف النفوس لكي يستجلبوا له أعضاء حتى وإن لم يعشقوا هذا الكيان أو ينتموا له في يوم.

. قد يبدو هذا الكلام مبالغاً فيه للبعض، لكنها الحقيقة.

. ففي مناسبات عديدة ركب بعض أنصار نادي المريخ نفسه بص العضوية المستجلبة وأُقتيدوا لنادي الهلال وحصلوا على العضوية وصوتوا لطويل العمر الذي يدفع.

. ومع كل رجل مال جديد شهدنا هلالنا يتراجع حتى بلغ الحضيض بعد أن جاء آخر هؤلاء الرؤساء بشلة يكره بعضهم الهلال أكثر من حبهم للمريخ الذي شجعوه في أوقات مضت.

. وكان طبيعياً أن يتدهور كل شيء في هذا النادي الكبير بدءاً بالعلاقات الاجتماعية وانتهاءً بفريق الكرة.

. ومع التغيير الذي أحدثته ثورة السودانيين وفتح أبواب عضوية نادي الهلال توقعت أن تصل الملايين لأبواب النادي في أول يومين حتى يحظوا بعضويتهم في النادي الأزرق.

. لكن المؤسف حد الأسف أننا لم نر أو نسمع حتى يومنا هذا عن ملايين، آلاف ولا حتى المئات من الأهلة الراغبين حقيقة في نيل العضوية.

. أعلم أن العضوية الراشدة أمر يستميت بعض أصحاب المصالح من أجل ألا يصبح واقعاً.

. لكن ماذا عنك أنت أيها المشجع الهلالي العادي!!

. ماذا عنك أنت يا صاحب الوجعة ومن تدفع من جيبك وتنفق وقتاً ثميناً في متابعة تمارين ومباريات فريق الكرة!!

. ماذا عنك يا من تكتوي بنيران الهزائم وسوء أحوال فريق الكرة أكثر من بعض الإداريين وهتيفة وطبالي الرؤساء!!

. ما مصلحتك في أن يظل ناديك دائماً تحت قبضة رجال المال ومن يصطفونهم من أناس لا تهمهم مصلحة الكيان بقدر ما يعنيهم ما يدخل جيوبهم وحساباتهم المصرفية من وراء كدك وعرقك وأموالك التي تنفقها من أجل متابعة مباريات ناديك!!

. ألم تعلمكم هذه الثورة العظيمة يا أهلة الدرس المهم الذي حمل عنوان ” إرادة الجماهير”!!

. إلى متي سيستمر هذا التكاسل والخنوع والاعتماد على الغير، فيما تنقسمو بين مؤيين ومعارضين لرجال المال الذين يصعدون لمنصب الرئيس فقط لأن لديهم الثروة!!

. ما الصعب في أن تحمل صورتين شخصيتين وشهادة سكن ورسم العضوية وتتوجه لناديك لكي تنال عضويته وتصبح عضواً فاعلاً فيه، بدلاً من أن تكتفي بالفرجة على العبث و(الخرمجة) المستمرة في هذا النادي منذ أمد ليس بالقصير دون أن تستطيع فعل شيء لتغيير هذا الوضع المأساوي!!

. كيف تردد كمشجع كل يوم أنك تعشق الهلال نادي الملايين وأنك لا تقبل فيه أي شيء!!

. ألا تتفق معي أن هذا مجرد كلام والسلام، إذ كيف يكون العشق دون أن تقدم شيئاً ملموساً لهذا المعشوق!!

. وكيف نقول أنه نادي الملايين في حين أن من ينتخبون مجالس إدارته لا يتعدون المئات من العضوية المستجلبة!!

. هل تخيلت وفكرت فيما ستكون عليه أمور هذا النادي لو أن مليوناً فقط من نحو خمسة عشرة مليوناً يشجعونه قد حصلوا على عضويتهم الراشدة وأمتلكوا قرارهم كاملاً غير منقوص.

. وقتها سيكون هؤلاء الأعضاء أصحاب القرار الحقيقي.

. لن يجرؤ بعد ذلك أي كاتب على محاولة جركم للتصويت لهذا الثري أو ذاك.

. ستصبحون أنتم أصحاب القرار، وبدلاً من أن يتكسب من ورائكم الإداريون والصحفيون سيُجبر هؤلاء على احترامكم والتعبير عن أوجاعكم وطموحاتكم فعلاً لا قولاً.

.وقتها فقط يمكن أن يكون للهلال برلمان حقيقي يضع أطر كل شيء ولن يستطيع أي رئيس أن يتجاوزه.

. فما تسمعون به حالياً من هيئات استشارية وخلافه يمثل جزءاً من العبث السائد والضحك على عقول الجماهير الزرقاء.

. فكيف نسميها هيئات ومجلس استشارية وهي تتشكل ممن يرضى عنهم الرئيس الثري!!

. شخصياً أحس بهوان شديد وقلة احترام عندما أجد النادي الذي أحب تحت قبضة شلة رجل لا لأي سبب غير أنه يملك المال، أفلا تشاركني هذا الاحساس المرير أخي الهلالي!!

. لا تزال الفرصة أمامكم لنيل عضوية ناديكم فأرجو مخلصاً ألا تضيعوا الفرصة هذه المرة.

. وختاماً لابد من اشارة للمجهود الكبير الذي يبذله عدد من أهلة قروب هلالاب بأدب من أجل تقديم العون اللازم للراغبين في نيل العضوية الراشدة.

. ولهؤلاء الشباب قروب واتساب خصصوه لأمر العضوية، يقدمون فيه المشورة الفنية ويجمعون المال من أجل التخفيف على من لا يملكون مبلغ العضوية كاملاً.

. وكل ذلك مقابل شيء وحيد هو كامل حرية الهلالي الراغب في العضوية واستقلالية قراره واختياراته لاحقاً.

. فمن يحصل على دعم هؤلاء الشباب ستنتهي علاقته بهم بمجرد حصوله على بطاقة العضوية.

. وبعدها لا يهم لمن سيصوت العضو في أقرب جمعية عمومية قادمة طالما امتلك هذا العضو بطاقته وقراره الكامل.

. بهذه الطريقة فقط (العضوية الراشدة) يمكنك أن تقدم لناديك ما يفيد عزيزي الهلالي.

. أما التنظير والجدل والتطبيل لهذا الرئيس أو الانتقاص من قدر ذاك فلن يقدم النادي، بل يزيده تدهوراً لو تعلمون.

.وكل من يواجه صعوبة من أي نوع في أمر العضوية يمكنه التواصل مع بعض شباب القروب، أمجد السائح، أحمد نوري، محمد تنير و طارق عبد الله.

. هؤلاء مجرد مجموعة تطوعت لتقديم العون، ويمكنك أخي المشجع أن تتوجه للنادي مباشرة لنيل عضويتك، أو أن تستفسر آخرين أيضاً إن كانت لديك بعض الأسئلة، فالمهم فقط هو أن تصبح عضواً حراً غير منقاد لأي كائن حتى وإن امتلك مال قارون.

. ففكرة الانقياد للرجال مهينة للأفراد وللكيانات التي ننتسب لها.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد