عندما تطير الأكياس..
مذاق الحروف..
عماد الدين عمر الحسن
بدءّا نؤكد أن العنوان أعلاه يخلو من كل أنواع المحسنات البديعية المعروفة في اللغة ، فلا تورية ولا استعارة مكنية في الأمر ، والأكياس المعنية هي أكياس البلاستيك التي صدر قرارا رسميا يحظر التعامل بها لما في ذلك من أضرار مختلفة كما ورد بالقرار ، وأما الطيران فالمقصود به تطاير تلك الاكياس بفعل الرياح مسببة بذلك ازديادا في نسبة النفايات بالعاصمة الخرطوم ، وأما المقال فلا علاقة له بالرياضة ولا بنتيجة مباراة في كرة القدم في التاريخ القريب ، وكل من يفهم غير ذلك فهي مسؤليته الشخصية دون شك .
القرار الذي نشير اليه صدر قبل أكثر من شهرين من هذا التاريخ، لكن علي الرغم من ذلك فلا تزال بعض اثارهالسالبة مستمرة حتي اليوم في حياة الناس ، والعديد من المضايقات المختلفةيتعرض لها المتعاملون مع المحال التجارية عندما لا يجدوا ما يحملو عليه مشترياتهم ،وكثيرا ما تشاهد بعض المناظر الغريبة وغير المقبولة مثل أن تري البعض يحمل رغيف الخبز علي يديه أو علي طرف ثيابه ، وهكذا .
الجهات التي أصدرت القرار ذكرت أن من أهم أسباب الحظر تقليل حجم النفايات والتي تمثل الاكياس حوالي ستين بالمائة منها لانها تنتقل بسهولة من مكان الي اخر بواسطة الرياح ، بالاضافة الي سبب اخر وهو المحافظة علي حياة الماشية التي تنفق بسبب تناولها لهذه الاكياس بعد اصابتها بالتلبك ، ثم ذكرت تلك الجهات أن الحظر لايشمل كل الاكياس بل تلك التي يكون سمكهاأقلّ من ستين ميكرون- مما يصعّب عمليا تطبيق القرار بشكله الصحيح ، إذ لا يستطيع التاجر ، ولا المستهلك ، ولا الرياح، ولا الماشية تحديد سمك الكيس المحظور ، فالكيس صاحب الستين ميكرونا لن يقوي علي الصمود في وجه الرياح وسيطير جنبا الي جنب مع زميله صاحب الخمس وخمسين ، ولن تستثني الماشية من قائمة طعامها بعض الأكياس لأنها أقل سماكة من الاخري – مالم يكن هناك اختلاف في الطعم بطبيعة الحال – ليظل الخطر علي حياتها قائما وبنسب معقولة، هذا خلاف أن ولاية الخرطوم أصلا ليست من المناطق التي تنتشر فيها الماشيه – فاذا كان مثل هذا القرار مناسبا للتطبيق في ولايات الجزيرة والقضارف فليس بالضرورة أنه مناسبا لولاية الخرطوم – علي الاقل لأجل هذا السبب .
ثم ساقت جهة الحظر سببا نعتقد أنها ما اضافته ألا لحشد أكبر قدر ممكن من التأييد للقرار ، ولكسب عدد أكبر من المناصرين له من جماعات حماية البيئة وبعض المنظمات المشابهة الاخري وهي تدفع بأن المحافظة علي صحة المواطنين كان من أقوي وأهم مسببات القراروذلكلما تسببه تلك الأكياس من ضررعلي الصحة وتلوث للبيئة عند احتراقها، أو عندما يحمل بداخلها بعض المواد الغذائية وهي ساخنة مثل اللبن او الفول كما يفعل العديد من الناس .
نقول ، ممارسات اخري أشد ضررا وأكثر خطورة علي صحة الناس تمارس علنا وعلي مسمع ومرأي من كل الجهات الرسمية المنوط بها حماية البيئة من التلوث ولاتجد مجرد الاعتراض عليها ناهيك عن محاربتها بالقوانين وإصدار القرارات ، محلات بيع ( التمباك ) تنتشر في الاسواق والشوارع ويتحصل منها الرسوم بواسطة المحليات وتستصدر لها الرخص رغم علم الجميع بما في هذه المادة من خطورة علي الصحة واحتمال احتوائها علي المواد المسرطنة ، إحتراق الكيس لن يحدث بأي حال ضررا أكبر من ذلك الذي يمكن أن يحدثه احتراق التبغ داخل سيجارة تسمح السلطات بتداولها وبيعها وتعاطيها علناوفي كل مكان ، اخر قانون لحماية الناس من أضرار السجائر والتمباك طبق بواسطة الدولة المهدية التي عاقبت المتعاطين بالجلد والغرامة بينما اكتفت كل الحكومات التالية لها بكتابة تحذير علي علبة الدخان يفيد انه خطر وضار بالصحة وينصح بالابتعاد عنه ، حتي الشيشة التي صدر أكثر من قرار يمنع التعامل بهاوتعاطيها تحظي بعض المحال باستثناءات رسمية تسمح لها بالعمل في تجارتها في وضح النهار مما يوحي بأن هناك أسباب اخري خلاف الحرص علي الصحة هي التي تقود الي اصدار مثل هذه القرارات والله المستعان ،،.
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app
