صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

غندور..الكيزان علي أشكالها تقع..

25

مــذاق الحــروف

عماد الدين عمر الحسن

تصريحات في غاية الغرابة والاستفزاز وردت علي لسان ابراهيم غندور رئيس ما يعرف بالمؤتمر الوطني تصدرت صفحات بعض الصحف السياسية يقول فيها أنه زعيم الكيزان وأنه لن يتراجع وسيعمل علي تصحيح الاخطاء ويدفع بالعمل لما فيه صالح البلاد والعباد . ثم يوجه رسالة في ذات التصريح للشباب يخبرهم فيها بأن الكيزان هم من أبناء الوطن الذين قدموا أرواحهم رخيصة لرفعة البلاد ، وقال كذلك : إن كان هناك أخطاء من القيادات السابقة في الملف الاقتصادي فلا يعني ذلك أن يتم وصف كل الاسلاميين في السودان بصفات ليست إلا في فئة قليلة منهم .
انتهي كلام ( الزعيم ) ونبدأ بالتعليق علي اخر جملة ختم بها حديثه ونقول له أن الصفات التي تحاول أن تبرئ منها جماعتك هي سمة مشتركة عند غالب المنتسبين الي حزبكم الفاسد وليس قلة كما تقول ، هذا خلاف أن البقية الباقية لم تنكر عليهم تلك الصفات – فلم نقرا حتي اليوم بيانا واحدا من الحزب يدين فيه ما كان من فساد ولا ينكر عليهم الاخطاء بل علي النقيض من ذلك طالب الحزب باطلاق سراح المعتقلين من عضويتة ضاربين بشعارات الثورة عرض الحائط ومتجاهلين كل المطالبات التي تنادي بالعدالة والقصاص . ليس هذا وحسب – بل حتي في التصريح نفسه لم يذكر زعيم الكيزان الأخطاء إلا علي استحياء ، وقصد أن يقصرها علي ما أسماه الملف الاقتصادي وكأن الانقاذ لم تخطئ ولم تجرم إلا في هذا الملف .
الانقاذ ، يا سيدي زعيم الكيزان لم تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أفسدت فيها وإن تعدوا مساوئ الانقاذ لن تحصوها ، هذا السوء والدمار الشامل الذي خلفته بالبلاد في كل المجالات لايمكن أن يصدر من فئة قليلة كما تقول بل هو نتاج عمل جماعي منظم عنوانه الفساد وسوء الادارة والمحسوبية والظلم الشديد .
ونقول لغندور الذي وعد بالاستمرار في العمل لما فيه صالح البلاد والعباد : لقد وجدت وحزبك من الوقت ماهو متسع ، ومن الامكانات المسخرة ما كان كافيا لنقل البلاد الي مصاف الدول الكبري لكنكم أضعتم كل تلك الموارد ولم تقدموا حينها ما فيه صالح البلاد والعباد ، فكيف تعد بأن تفعل ذلك الان ، وليس لكم من الامر شئ .
ثم عن أي أخطاء تتحدث سيدي الزعيم وتعد بالتصحيح وكلها أخطاء قد تجاوزت مرحلة التصحيح ولم يعد ينفع معها إلا الإلغاء بالكامل وهو عين ما فعلته الثورة المجيدة وهي تلغي كل عهدكم وتأمر بالقائكم خارج دوائر الاحداث .
نقطة واحدة فقط نتفق فيها مع تصريح الزعيم – وهي إجتهاده الشديد في محاولة إقناع الشباب بأن الكيزان هم جزء من أبناء هذا الوطن – إذ أن كل أفعالهم كانت تقول غير ذلك والشواهد كثيرة ، وهم علي ذلك يحتاجون قبلنا لمن يذكرهم أنهم من أبناء الوطن .
وفي الختام نقول لمن نشر تلك التصريحات – لا توجد أهمية في حديث زعيم الكيزان تجعله يتصدر العناوين الرئيسة بالصفحات الاولي ، وأن أخبارا اخري أشد أهمية ، وأكثر إيجابية كانت هي الأحق بالنشر في تلك المساحات ، ولكن كما يقول المثل : الجنس للجنس رحمة ، وأن الطيور علي أشكالها تقع وكذلك الكيزان…

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد