فاسيل والبروف والحكيم

رأي رياضي
ابراهيم عوض
فاسيل والبروف والحكيم

عاد الهلال من بلاد الاحباش بنتيجة ايجابية أمام فاسيل الاثيوبي 2ـ2 في ذهاب تمهيدي دوري ابطال افريقيا، ويستعد غدا لاداء الإياب في الجوهرة.
نتيجة مطمئنة، تشير إلى أن تاهل الهلال لدور الـ 32 أصبح مسالة وقت قياسا على نتيجة الذهاب، والفوارق الفنية والخبرات التراكمية بين الفريقين.
ليس هناك مقارنة على الاطلاق بين الهلال العريق، وفاسيل الحديث، ولا يمكن ان نجعل من الاثيوبي ندا للازرق، لدرجة أن يخشى منه.
لكن مع ذلك ينبغي احترام الخصم،ومنحه حقه الكامل في الملعب وعدم الاستهانة به، لان كرة القدم لعبة مجنونة، وياما شاهدنا فرق عريقة وكبيرة خسرت من فرق مغمورة.
ما يطمئن في الهلال انه يملك مدرب، يجيد القراءة، ويعرف كيف يتعامل مع لاعبيه، وكيف يفجر طاقاتهم ويستثمر قدراتهم.
فمنذ ان تعاقد الهلال مع البرتغالي ريكاردو عن طريق الرئيس الفخري تركي آل الشيخ، بدأنا نشعر باختلاف في أداء اللاعبين كافراد والفريق كمجموعة.
ويكفي ان نشير إلى ان الهلال وفي تسعة مباريات دورية لم يخسر على الاطلاق، بل لم تستقبل شباكه أهدافا، وهي أطول سلسلة لفريق في الدوري من هذا النوع.
كنا نخشى على لاعبي الهلال قبل ان يلعبوا أمام فاسيل، من مرتفعات مدينة بحر دار، التي تقل فيها نسبة الاوكسجين بنسبة عالية، وتاثير ذلك عليهم.
لكن أولادنا ما قصروا، لعبوا بمسؤولية، وحاصروا الاحباش، ونجحوا في الوصول لشباك الضيوف مرتين، في الشوط الأول.
استقبل الفريق الأزرق في الشوط الثاني هدفين، وهذا كان مقلقا، لكن بعد معرفة الظروف التي لعب فيها الفريق ، نقول ان الامر عادي.
المهم، ان الهلال لم يخسر خارج ملعبه ، وهذه تحسب له حتى ولو كان المنافس في مستوى فاسيل المغمور.
نثق في ان البرتغالي ريكاردو المدرب ، سيلعب بالطريقة المناسبة وسيختار التشكيلة الأنسب، ونتمنى من بعض فلاسفتنا ان يتركوا الرجل يعمل بدون (شوشرة).
استغرب، كيف لشخص يدعي المعرفة، وهو لا يفرق حتى بين معنى كلمتي، (تكتيك، وتكنيك)، ان ينتقد مدرب في قامة ريكاردو، بل ويعتبره فاشل.
ريكاردو يحتاج للدعم الإعلامي والجماهيري والإداري، وكذلك اللاعبون، حتى يتمكنوا من أداء مهامهم في أجواء صحية، وبيئة جيدة، تساعدهم على تحقيق آمال وتطلعات جماهير الهلال.
آخر الكلام
اكتسح البروف محمود السر المدير العام لنادي الهلال منافسه في انتخابات اللجنة الأولمبية، وفاز بمنصب سكرتير اللجنة.
خبر جميل ومفرح، ليس لان البروف هلالابي، أو تربطنا به صلة الدم (الأزرق)، ولكن الانه كفاءة إدارية تستحق ان تملأ هذه المنصب.
في الفترة التي تولى فيها البروف منصب المدير العام لنادي الهلال، ـ نحو عام ـ احدث الرجل نقلة كبيرة في دولاب العمل الإداري في النادي الكبير.
عندما تم تعيينه في الهلال من قبل لجنة التطبيع حدثني الحبيب محمد حمزة الكوراتي عنه كثيرا، وقال لي بالحرف الواحد: لم اصدق ان البروف وافق على العمل في الهلال.
يقول كوارتي : قدرات البروف الإدارية الهائلة وخبراته العريضة تؤهله حتى لتولي منصب قيادي في الدولة لا يقل عن درجة وزير.
وقالها واثقا ـ أي كوارتي ـ الهلال دائما محظوظ باستقطاب مثل هذه الكوادر النادرة، وعدد لي العشرات من الذين عملوا في الهلال خلال الثلاثة عقود الأخيرة فقط ويحملون درجات علمية رفيعة.
نبارك أولا للجنة الأولمبية التي تشرفت بوجود رجل في قامة محمود السر في منصب السكرتير، ونبارك للبروف الفوز الكاسح.
وقبل ذلك لا بد ان نهنيء أعضاء الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الذين أحسنوا الاختيار وهم ينتخبون مجلس إدارة يضم كفاءات متميزة لا تنقصها الإرادة في تطوير الرياضة في السودان.
ما يحدث من فوضى في نادي المريخ مسؤول عنها في المقام الأول اتحاد الكرة الذي ترك الحبل على الغارب للجنة الثلاثية المنحازة لأحد اطراف الصراع.
كيف لاتحاد يقف على راسه الدكتور الخبير كمال شداد ان يتغاضى عن هذه الازمة لفترة طويلة، ويتركها تتمدد وتشتعل حتى بلغت مرحلة الاشتباك وتخريب الاستاد.
ما يحدث في المريخ، من عراك واشتباك، واطلاق رصاص، وخطف، وتهديد ووعيد، يؤكد أن الحكمة غابت عن هذا النادي العريق.
وداعية:
للهلال غربال وسوباط وحكيم..وهذا هو الفارق بينه والاخرين.