صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فساد الشان

29

افياء

ايمن كبوش

أليس من حقي أن أفخر واسعد.. بأنني بتاريخ 14 نوفمبر من عام 2016 كتبت هذا المقال في واحدة من صحف الخرطوم، “محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم” عندما كانت قبضة النظام تسم الأبدان و”تعمل هشاشة العظام” … (حركت نيابة المال العام بعد انقطاع دام لثلاثة اعوام اجراءات جنائية ضد وزير شباب ورياضة سابق واخرين بتهمة تبديد مبلغ (7) مليارات خاصة ببطولة كبيرة استضافها السودان..)
لا حاجة كبيرة لنا في متابعة بقية تفاصيل الخبر الذي جاء على صدر صحيفة الانتباهة السياسية عدد السبت الماضي، وهو خبر ليس مفاجئاً لنا بعد ان قُتلت تفاصيله بحثاً وتمحيصا حتى فقدنا الامل في امكانية عودة الحق السليب.
تكرمت الدولة، ايامها، بدفع مبلغ (40) ملياراً لتنظيم بطولة الشان.. وهي بطولة الامم الافريقية للمحليين والتي استضافها السودان بالفعل في العام 2011 ومثلت فتحا كبيراً في العلاقات والعلائق السودانية مع الافارقة، مثلما فتحت الباب واسعا امام الأكلة والمفسدين من محسوبي النظام لتبديد المال العام.
لم تشاء الصحيفة التكرم بمهمة اعلامنا بإسم الوزير المعني، ولا مجموعته المتنفذة، لانهم في (بال) جميع الرياضيين، و(خاطر) الحكومة التي خرج مراجعها القومي العام الطاهر عبد القيوم، قبل سنوات ليعتلي منصة اكبر جهة تشريعية في البلد، مطالبا بضرورة فتح بلاغات جنائية في مواجهة مبددي المال العام.
احتفت الصحف جميعها بما قاله المراجع العام لايام، ثم غرقت مجدداً في موجة نسيان طويلة، فيما ظل صاحب هذا القلم في حالة تذكير مستمر للمعنين بالامر، خاصة بعد ان خرج احد المتهمين في فساد بطولة الشان قبل شهور عديدة ليحدث الناس عن فساد الاتحاد العام ، وضرورة تقديم قادته للمحاسبة، حتى ان الرجل الذي فيما يبدو، ضربته موجة هواء بارد، قال بلا خجل بأن محاكمة المفسدين لن تستغرق اكثر من اسبوعين… يومها قلنا لانفسنا وسألناها مراراً وتكراراً هل حسب السيد سيف الكاملين نفسه مولانا البروف حيدر احمد دفع رئيس القضاء ? ام تخيل لبرهة انه الدكتور عوض الحسن النور وزير العدل.. لدرجة الافتاء في حتمية الفصل في قضية حساسة يواجه اخرين فيها تهماً بالفساد وتبديد المال العام.

#(ان تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي…) وها نحن نتعامل مع هذه الحكمة الذهبية حول ما تحرك من رمال ساخنة من تحت اقدام بعض المفسدين في الارض الذين ولغوا في المال العام واستباحوا حرمته لشراء المزارع والتطاول في البنيان وخطب ود النساء والتمدد في الشركات وبعدها الافتراء على الاخرين ورميهم بما ليس فيهم، وكأن الساعي الى ذلك يمد لنا لسانه للناس طويلاً بالقول… (الفيك بدربو.. والعليك اتناساه).
اعود وأقول بأن المبلغ المذكور هو ما توصلت له التحريات الظاهرة، ولكن ما ظل بعيدا عن الاعين اخطر من ذلك ويتبدى في (كوميشنات) الفنادق ما بين الخرطوم ومدني وبورتسودان وفي شركات الليموزين واستئجار البصات السياحة، حيث كان احد المتورطين يحمل اموال التلاعب في الفواتير بالشوالات بعد ان اتخذ من برج الفاتح مسكناً له طوال ايام البطولة، والاعجب من ذلك ان حجوزات الفنادق ظلت مستمرة و(عدادها رامي) لاستضافة منتخبات لم تبت في الخرطوم الا ليلة واحدة، غادرت بعدها الى مدني وبورتسودان ولم يلغ حجزها الى ان عادت وهي في طريق العودة الى بلدانها.
فساد بطولة الشان ينبغي ان ينشر بذات الطريقة التي نشرت بها قضية الاقطان وبالاسماء.. ينبغي ان تكون قضية رأي عام يُملك عنها الناس بالحقائق كاملة مثلما حدث ويحدث الان في قضية نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم الاستاذ محمد حاتم سليمان… الاخير مجاهد.. والوزير السابق مجاهد.. والمجاهدون اشرف من ان يضعوا انفسهم في موضع فساد او شبهات”.
انتهى ما كتبته في تلك الأيام.. ولم تقل حكومة البشير بعدها “بغم”.. وهاهي “ولاء البوشي” وزيرة الشباب والرياضة تفتح الملف “قبلي وبحري” وتحرك الساكن.. نتمنى أن تمضي به إلى نهاياته.. لا أن يكون مجرد مزايدة سياسية في دلالة الحق العام.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد