صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فما بال أنصار السُنة ؟

25

مــذاق الحروف

 

مبكرا جدا حسمت جماعة أنصار السنة أمرها وحددت موقفها بالاعلان عن تأييدها الكامل للمؤتمر الوطني علي تعديل الدستور بما يسمح بإعادة إنتخاب رئيسه رئيسا علي البلاد في الانتخابات القادمة، وقال اسماعيل الماحي رئيس الجماعة أن إجماع الحزب الحاكم علي كلمة واحدة  يعتبر خطوة إيجابية ستصب في مصلحة السودان ، رغم أننا تعودنا من الجماعة أن الكلمة الواحدة التي تصب في المصلحة العامة بالنسبة لهم كانت هي كلمة التوحيد ، وهي التي أفني كبار مشايخهم أعمارهم في سبيل نشرها وتثبيتها وتصحيح مفاهيمها ، أما الجهاد في سبيل توحيد كلمة المؤتمر الوطني فهو قول جديد وتوجه غير مألوف من الجماعة ربما أصبح يتبناه بعض  أصحاب المصالح الخاصة داخلها .

نقول ، لو كان إتفاق المؤتمر الوطني علي كلمة واحدة يعني بالضرورة مصلحة السودان – كما قال الماحي – لما كان السودان في مثل الحال الذي هو عليه الان ، فالحزب منذ تأسيسه وهو مجتمع علي كلمة سواء ، وهي أن مصلحته العليا تاتي فوق كل اعتبار وما عداها يأتي بعد ذلك  ، وما عداها هذه قد تشمل الوطن بكامله والمواطن وكل مصالحه ،وهو ما كان يفترض أن  يعرفه اسماعيل الماحي قبل تعجله وإعلانه التأييد ، ولو كان هو نفسه يضع مصلحة السودان قبل كل شئ كما طلب منا أن نفعل – لما بارك للوطني إجماعه هذا بحال ، ولكن يبدو أن الماحي كان حريصاعلي وحدة وإجماع  المؤتمر الوطني أكثر من حرصة علي وحدة ومصلحة السودان .

وفي صياغ قريب وغريب يقول علي ابو الحسن المسئول السياسي لنفس الجماعة أن هذا الموقف الذي اتخذوه جاء متوافقا مع مصلحة الوطن وإصلاح الدولة ، وأن تحالفهم مع الأحزاب المساندة للمؤتمر الوطني منذ العام 2015 كان بسبب الضرورة التي اقتضتها الظروف في ذلك التوقيت ، ولو قبلنا منهم هذا الموقف فسنطالبه بأن يعدد لنا المصالح التي تحققت للوطن من ذلك التاريخ حتي الان ، ويحدثنا عن النمو والتقدم والانجازات التي تمت حتي وصلنا الي 2018 ، فإن لم يجد ، ولن يجد – فما الداعي لتكرار الموقف نفسه بعد أن أوضحت لهم التجربة انه يقود الي اللاشئ .

أما حديثهم عن شعبية الرئيس والاجماع حوله نقول لهم أن هذا الاجماع سببه طبيعة الشعب السوداني الولوف والذي يميل الي الانطباعية في كل شئ ، ولو أرادوا أن يتاكدوا من هذا فليمنحوا غيره فرصة الرئاسة – ولو كان ابو الحسن هذا نفسه –  وليمكث في الناس بعض سنوات يظهر في مناسباتهم يعزيهم في أتراحهم ويرقص في افراحهم ويعودهم اذا مرضوا ، ثم اسألوا عن شعبيته بعد ذلك ولن تجدوا الفرق كبير.

نقول ، موقف أنصار السنة الاخير هذا لا يشبه توجه الجماعة في شئ ، وهو موقف يتناقض مع رسالتهم ومع الكثير من أهدافهم ،بل يتناقض مع قواعدهم وتوجهات عدد من الائمة في المساجد التي تتبع لهم ،ومن يصلي معهم ويستمع لخطبائهم يستطيع أن يعرف ذلك بوضوح . لا نعرف كيف يمكن لمن يفتي بحرمة الاختلاط والموسيقي والتصوير ألا ّ يري بأسا في النكوص عن المواثق والعهود ، ألم يحفظوا قول رسول الله أن المسلمين علي شروطهم ؟ ، ألم يعرفوا أن الدستور هو عهد وشرط تقوم عليه اسس الدول الحديثة ؟ ألا يعرفوا أن إسداء النصح للحكامهو واجب عليهم  وأن أفضل الجهاد قول كلمة حق عند السلطان ؟

ختاما نقول لاسماعيل بن الماحي ولأبي الحسن علي أن إتّباع السلف لا يقتصر علي إعفاء اللحية وتقصير الثياب والله المستعان ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد