صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فى ذكرى الدكتور عبد الله الطيب

227

راى حر
صلاح الاحمدى
فى ذكرى الدكتور عبد الله الطيب
كان عبدالله الطيب شخصيةادبية فذة نبع من ارض السودان الدافئ وشرب من ماء النيل الاسمر فامتزجت فى عروقه الاصالة العربية والحرارة الافريقية فجاءت كتاباته مزيجا غنيا من هاتين الثقافتين .
ولد بمدينة الدامر عام 1921وتوفى 2003عن عمر ينوف عن الثمانين عاما .
وخلال هذه الرحلة قدم انجازا ادبيا ولغويا يعد الان من مراجع الثقافة العربية واعمدتها .
نال الدكتورة من جامعة لندن عام 1950 وعمل بالتدريس فى العديد من الكليات واصبح مديرا ومؤسسا لاكثر من جامعة الى ان عين استاذا مدى لحياة فى جامعة الخرطوم وعرفته الكويت محاضرا واستاذا ومن مؤلفاته الشعرية (اصداء النيل –بانات رامه-واغانى الاصيل وزواج السمر وهو ما يحدثنا به كبار الشعراء فى الوطن العربى وكتب العديد من المؤلفات فى دراسة الشعر العربى منها المرشد لفهم اشعار العرب وصناعتها التى اصدرت الطبعة الثالثة منها دار الاثار الاسلامية بالكويت وكذلك الاحاجى السودانية ويحدثنا البعض عن الكتاب الاول الذى يعد مرجعا اساسيا للشعر العربى .
وقد كان الاديب الراحل عضوا عاملا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة واول رئيس لمجمع اللغة العربية بالسودان كما كان مديرا لجامعة الخرطوم .
نافذة
لايسمع السامع لحديث الراحل الكبير البرفسير عبدالله الطيب الا الانصات.انصاتا ينسج من الشكل مضمونا ويتلبس مضمونه شكله يحمل ملامح اهل السودان بطيبت السكينة التى ماتلبث بواسع علمه.ان تصوغ لك الفكر المعمق بالتاصيل اسطرادا محببا من سعة الافق وتعدد المعارف .
وبقدر ما اعطي الراحل الكريم من ثمرات وانجازات علمية بقدر ما تميز بالتواضع الجم
ولا ننسي ما كان يحمله البروفسير عبدالله الطيب فى قلبه الكبير من ود وحب وتقدير للامة العربية واهلها وعلمائها كانت اخر محاضرته لاهل الكويت الذى احببها وهى محاضة الوداع 1999وكم شعر بالاسى لافتقاده اهل الكويت وهو بالمملكة المتحدة وهو يطالع ويستقبل احاجيه السودانية التى اصدرها اخيرا بالانجليزية تحت عنوان (قصص شعبية من شمال السودان)وكان دباجها بعربيته الجميلة بعنوان (احاجى سودانية )
استرجع البعض عند الذاكرة عندما زاره وهو على فراش المرض بلندن ووجدوه فى غيبوبة كاملة لم تذهب بوقاره وجلال سمته .واستقببلتهم زوجته باسارير مرحبة واقتربت مم اذنه تبلغه بحضورهم وطلبت منه ان يهمس بكفه علامة الاداراك
وهم ينتظرون الاجابة فى قلق اجاب باشارة اسعدتهم بقدر ادمعتهم ادركوا انها اللحظة الفارقة بين الاولى والاخرة …انها لحظات الفراق
نافذة اخيرة
من هو عبدالله الطيب .
ولد عبدالله الطيب فى قرية من بلدة الدامر بشمال السودان فى الثانى من يونيو عام 1021 وتلقى تعليمه الاولى فى بعض الخلوات
وقد توفى والده عام 1933وهو فى الثانية عشرة من عمره وترك له فيما ترك كتابي البييان والتبيين للجاحظ والكامل المبرد فكان يدايم قراءتهما وتوفى بعد والده بسنة اخوه حسن غريقا وكان شديد التعلق به ثم توفيت والدته عام 1937ولم يمض ذلك العقد الا وقد تكل عبدالله الطيب بشقيقتين له مع عدد من الاقارب .ولك تثنه تلك الظروف القاسية من مواصلة التعليم والتحصيل العلمى فاتم تعليمه الثانوى والتحق بكلية غردون بالخرطوم وتخرج فى كلية الاداب عا 1942 وعين مدرسا بمعهد التربية ببخت الرضاثم معلما فى امدرمان وابتعث بعد ذلك الى لندن فى دورة تدريبية عام 1945.
خاتمة قص حكايتها وما عاناه فى اثائها فى كتابه من نافذة القطر ثم عاد فاستكمل دراسته العليا فنال الدكتورة من جامعة لندن عا 1950م وكانت بعنوان ابوالعلاء شاعرا وبعد عمل عاما فى معهد اللغات الشرقية بجامعة لندن عاد الى السودان فعمل بمعهد التربية ببخت الرضا ثلاثة سنوات ثم انتقل الى جامعة الخرطوم وتدرج بعد ذلك حتى وصل فى الاعمال الاكاديمية والعلمية فتولى عمادة كلية الاداب بجامعة الخرطوم
(1961-1974)وتولى ادارة وتاسيس جامعة جوبا فى جنوب السودان (1975-1976) وتولى ادارة تاسيس كلية عبدالله بابيرو(كانو) وفى كتابه بين النير والنور الذى نشره عام 1970تفاصيل لكثير من الاحداث التى مرت بها نيجريا واحاديثعن مدنها ورجالاتها وقبائلها والنشاط التبشيرى بها مما لا يوجد فى كتاب غيره لا يصدنك عن قراءةذلك الكتاب والاستفادة من منهجه الغريب فى تاليفه وتبويبه
نواصل

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. أبو مدثر يقول

    تعليقك يتميز الأديب بالتواضع و الأدب الجم و كان يحتفي به ملك المغرب الحسن الثاني و يقدم الدكتور محاصرة إسبوعية يحضرها الملك و حاشيته ، بالإضافة لمحاضرة قيمة يقدمها في إذاعة أمدرمان كل ثلاثاء بعنوان محاضرة الأاسبوع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد