صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فيتو ضد الحوار الوطنى

133

راى حر
صلاح الاحمدى
فيتو ضد الحوار الوطنى
الراى العام معذور اذا صدق ان الوطن فى محنة وان الاحزاب الضعيفة هى طوق النجاة؟
يلا للحوار الوطنى هو الاصلاح الحقيقي
و اسوا شئ يعرقل عملية الاصلاح هو ان يتصور البعض ان الحوار الوطنى الدائر حاليا هو بمثابة مزاد علنى يرسوعطاؤه على من يعرض السعر الاكبر ومشكلة هذا الحوار انه اخرج محتويات البيت السودانى كله ووضعها على الرصيف
تصريحات بعض روساء الاحزاب او الجماعات المعارضة خلقت انطباعا لدى الراى العام بان كل شى يجب ان يبدا من الصفر نسوى كل شئ بالارض ونزرعها من جديد اصلاح وحرية وديمقراطية وعدائية وشفافية وانتخبابات حرة نزيهة
وتصريحات مناضلى الجماعات المعارضة للحكومة فى الفضائيات تلعب على نغمة رياح الديمقراطية القادمة من الغرب ويجب ان تنحنى لها قبل ان تقتلع الرءوس وهم لا ينسون ان يقسموا بالله بانهم خائفون على الوطن وان نصائحهم خالصة لوجه الله
لماذا فى هذا التوقيت بالذات يتم تضخيم الاوضاع فى السودان وتصويرها وكان الانفجار على وشك الحدوث لماذا الايحاء باننا نعيش ازمات خانقة اوضاعا ماساوية لماذا الحديث عن الاصلاح السياسى لا يجد مكانه ويشكل ملامح الحوار الوطنى القادم
مخطئ من يتصور ان الهدف من الحوار الوطنى هو توزيع غنائم الاصلاح السياسى فيعرض اكبر مطالب للحصول على افضل مكاسب لان المسالة ليست حسابات شخصية ولا مصالح حزبية وانما مصالح الوطن والناس قبل كل شى
هذا الامر يقتضى وقف السيولة التى سبقت الحوار سيولة التصريحات وسيولة فى المطالب وللراى العام كل العذر اذا تولد لديه انطباع بان سفينة الوطن توشك على الغرق وان الحوار الوطنى طوق الانقاذ لانه لا حديث الاعن مدى تقبل الاطراف له والجلوس من اجله ومراعات مصلحة الوطن
اى اصلاح يمكن ان يتحقق وقد جرى تصوير الموقف وكانه لعبة شد الحبل بين الحكومة والمعارضة وان المعارضة تريد الخروج بالوطن الى الديكتاتورية الى الحرية وان يفتحوا باب السجون والمعتقلات اى نتيجة مرجوة من هذا الحوار الذى الذى يعتبره البعض قد دشن بالشعارات والمزايدات وقلب الحقائق واثبات المواقف العنترية والبطولا ت الكلامية وطرح رؤى الاصلاح وكانها مطالب سوف يحصلون عليها بالقوة كان من المفيد ان يتم الحوار حول نقاط محددة سلفا ام يصبح مثل المتاهة التى لا تعرف اولها من اخرها
لا تسعفنى الذاكرة بان دولا غيرنا قد تفعل مثل هذا الحوار وتجهه الدعوت الى كل احزابها السياسية ليناقشوا اى شئ وكل شئ
ولماذايضا يجتمع الكل من ابناء الوطن من احزاب ومعارضين وحاملين السلاح وتعتبر تجربة حزبية ائتلافية جديدة تضم هذه الشتات المرتبك من الوان الطيف
ولماذا جمعهم المؤتمر الوطنى فى حزمة واحدة هل ليسمع الى مطالبهم او يختبر قوتهم
مائدة الحوار تضم احزابا قديمة لها بعض التواجد الجماهيرى واحزابا اخرى لا يعرف احد اسماءها ولا صور رؤسائها احزاب كمالة عدد بلا هوية ولا موارد ولا عضوية ولامقار ولا انصار ولا اتباع ولا اى شئ فى الحياة ورغم ذلك فقد جرى تصوير الموقف امام الراى العام بمبالغة وتهويل وتضخيم اكثر عشرات المرات من الحدث نفسه وكاننا امام معارضة تمتلك ناصية الجماهير وتسيطر على اصواتهم
ان الان ان للحزاب التى تحصل على شهرتها من الصحف فى الماضى التى تصدرها اصبحت الاحزاب التى لا تقدر على اصدار الصحف تجد شهرتها من خلال جلسات الحوار الوطنى فيخرج الزعيم فلان امام الصحفيين وكميرات التليفزيون والفضائيات ويطالب باصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة ويتحدث باسم جميع الفئات وطبقات الشعب وانه جاء معبرا عن الجماهير التى يمثلها متحدثا بلسانها ناقلا مطالبها
كان من المفترض ان يبدا الحوار الوطنى من اخر موقف وصلنا اليه على صعيد الاصلاح السياسى والاقتصادى لا تبدا احزاب المعارضة من نقطة الصفر وكان المفترض ان يكون الهدف من هذا الحوار معلنا وصريحا لانا المسالة بدات وكان الوطن فى ازمة كبيرة وان رجال المعارضة تم استدعاؤهم على عجل لانقاذه وخرجت مطالبهم للراى العام تطالب بتغير سياسى وديمقراطى ودستورى عاجل
نتمنى ان تكون جلسة الحوار الاولى المعلن عنها ان تنتهى بخير وتصبح مسئولية الحوار معلقة على مدى التجاوب له فالمشاركون فى الحوار الوطنى يجب ان يدركوا انهم لا يعبرون نفسهم بل يعبرون عن كل فئات الشعب السودانى لان المفهم الحقيقى للاصلاح لن يتحقق الا بتوسيع المشاركة الوطنية فى الحكم وهومفهوم لن يتحقق بالاحتكار ولن يتحقق بالشعارات والبحث عن المغانم والمنافع لن يتحقق الا >ا تخلصت الاحزاب من عزلتها ونزلت الى الجماهير الحقيقية فى مواقعها وليس الجماهير الوهمية التى تتصور انها تعبر عنها وتتحدث بلسانها وهو وهم وسراب وان يستعملوا الفيتو ضد الحوار الوطنى

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد