صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

*في ذكري سيزر*

70

نبض الصفوة*

*امير عوض*

في صباح الثامن من فبراير للعام 2005 و ﻓﻲ ﻣﻮﻛﺐ ﺣﺰﻳﻦ ﺷﻴﻊ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍلعاصمة اﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭ ﻋﺸﺎﻕ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻭ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ خاصة، ﻛﺎﺑﺘﻦ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻣﺪﺭﺑﻪ حينها، ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﻲ ‏«ﺑﺴﻜﺘﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ» ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ في السابع من فبراير 2005، ﻭ ﻓﻘﺪﺕ يومها ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﺣﺪ ﻋﻤﺎﻟﻘﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ‏«ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ‏».

ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪ ﺿﻤﻦ ﺑﻌﺜﺔ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻓﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮﻩ ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭ ﻋﺎﺩ بعده ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ. ﻭ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺟﻮﻟﺔ ﺗﺴﻮﻕ كان ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺷﻌﺮ المرحوم ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺄﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭ ﺍﺷﺘﻜﻰ ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﻠﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻗﺮﺏ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﻣﻨﺤﻪ ﻛﻮﺏ ﻣﺎﺀ ﻫﻢ ﺑﺸﺮﺑﻪ ﻟﻜﻨﻪ توفي لرحمة مولاه ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻜﻤﻞ تناول الماء.

ﻭ كان سامي ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ قد انضم ﻟﻠﻤﺮﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1977 ﺑﻌﺪ ﺗﺄﻟﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻣﻊ ‏«ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺭﺓ» ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺩ ﻣﺪﻧﻲ، ﻭ ﺍﻋﺘﺰﻝ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻋﺎﻡ 1991، ﻭ ﻟﻌﺐ ﻟﻠﻤﻨﺘﺨﺐ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻷﻋﻮﺍﻡ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﺗﻘﻠﺪ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ و ﺃﺳﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﺍﻧﺪﻳﺔ ﺷﺮﻕ ﻭﻭﺳﻂ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﺎﻡ 1986 ، ﻭ ﻛﺄﺱ ﺍﻟﻜﺆﻭﺱ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ1989.

ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻋﺘﺰﺍﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻛﻼﻋﺐ ﻭ ﻗﺎﺋﺪ ﻟﻪ ﺍﻧﺨﺮﻁ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ و ﻇﻞ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻟﻠﻔﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ. ﻭ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻻﻋﺐ ﻭﺳﻂ، ﻭ ﺻﺎﻧﻊ ﺃﻟﻌﺎﺏ، ﻭ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺿﺮﺑﺎﺕ الجزاء ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ سامي ‏«ﺟﻮﻛﺮ» ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻟﻌﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺣﺘﻰ ﻛﺤﺎﺭﺱ ﻟﻠﻤﺮﻣﻰ. ﻭ ﻫﻮ ﺛﺎﻧﻲ ﻻﻋﺐ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﺍﻟﻜﺮﺕ ‏«اﻻﺣﻤﺮ‏» ﻣﻨﺬ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻋﺘﺰﺍﻟﻪ، ﻭ هو ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺕ ﺍﻻﺻﻔﺮ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ.

ﻃﻴﻠﺔ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ الممتدة ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺮﻗﻢ (14) ﻭ ﻇﻞ ﻳﺮﺗﺪﻳﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﻻﻋﺒﺎً ﻟﻠﻤﺮﻳﺦ و في عهده ﺗﻮﺝ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺑﻄﻼً ﻟﻜﺄﺱ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺮﺯ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻙ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻗﺒﻞ ﺛﻮﺍﻥٍ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ التي خلدها التأريخ.

سيزر كان ﻧﺠﻤﺎً ﺑﺎﺭﺯﺍً ﻭ ﻫﺪﺍﻓﺎً ﻣﺮﻋﺒﺎً ﻟﻠﻤﺮﻳﺦ علي مر التأريخ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺣﻤﻮﺭﻱ ﻭ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، حيث نشط ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻠﻌﺐ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺃﺑﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻤﺮﻳﺨﻲ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﻀﻴﻒ ﻭ ﻋﻤﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﻭ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎ.

في المباريات الدولية ﺑﺮﺯ سامي ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺪﻫﺶ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺿﺪ ﺳﻼﻓﺎ ﺍﻟﺘﺸﻴﻜﻲ ﻭ ﺃﺣﺮﺯ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺘﻌﺎﺩﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. كما تألق مع المريخ في مباراة ﺍﻟﻮﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻭ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ.

و ﻛﺎﻥ سامي ﻛﺎﺑﺘﻨﺎً ﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺐ ﺃﻣﺎﻡ ﻓﺮﻳﻖ ﻟﻴﻔﺮﺑﻮﻝ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﺩﻝ 1/1، كما ﺗﻘﻠﺪ ﻛﺎﺑﺘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.

*نبضات متفرقة*

سامي كان حاضرا في اعظم انجازات المريخ حيث فاز بكأس ﺳﻴﻜﺎﻓﺎ ﺍﻷﻭﻝ ‏«1986 ﻡ» ﻭ ﻛﺄﺱ ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ ﻋﺎﻡ 1989 ﻡ و ﻛﺄﺱ ﺩﺑﻲ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻋﺎﻡ 1987 ﻡ.

ﺍﻋﺘﺰﻝ سيزر عن مداعبة المستديرة ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ 1991 /90 ﺑﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻋﻄﺎﺀ ﺣﺎﻓﻠﺔ و طويلة امتدت ﻟﻨﺤﻮ 13 ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ ﻭ ﺳﻠﻢ بعدها ﺍﻟﺮآﻳﺔ ﻟﺨﻠﻴﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ ابراهيم حسين (ابراهومة).

ألا رحم الله عبده سامي عزالدين بقدر ما قدم لمريخه و وطنه من بذل و عطاء و تفاني.

الاتحاد العام قام بتأجيل مباراة المريخ و الموردة المقرر لها غدا و أضاع بذلك فرصة كبيرة و ملحة من أجل تجهيز الفريق بصورة مثالية.

تأجيل المباراة يعني بأن مشاركة العقرب و تيري عربيا في كف عفريت في ظل فقدان مجهودات التش في صناعة اللعب!

الزولفاني عقد موقفه المعقد سلفا بطلبه تأجيل المباراة! و هو الآن مطالب بتجهيز لاعبيه في ظل وضع عجيب للغاية.

بالأمس بلغني من أحد الأخوة الزملاء بأن الدكتور محمد نعيم أخصائي العلاج الطبيعي عاتب علي ما كتبناه في هذه المساحة قبل أيام في حقه بحجة أن اللقاء الذي رددنا عليه احتوي علي معلومات مبتورة لم يصرح بها الدكتور.

في البدء نقول للدكتور بأننا انتقدنا ما طالعته اعيننا و ان لا غرض لنا في التجني الشخصي عليه، إذ يظل هو و أي مريخابي آخر محل تقديرنا و احترامنا، فله العتبي حتي يرضي، و نتمني أن نراه قريبا في مبادرة مريخية ليجد منا كل الثناء و التقدير.

*نبضة أخيرة*

لبنت و ما تدوها بغاث الطير.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد