صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قول للداير شبر في بلدنا

185

افياء

ايمن كبوش

# واحدة من الأهازيج الجميلة التي كانت تعلي من قيمة الأرض السودانية والتراب السوداني، أطالعها بين الحين والآخر على اليوتيوب فتعطيني حماساً وتأكيداً بأن المارد الكامن فينا يمكن أن يغادر قمقم الفشل لينطلق إلى آفاق أرحب..
# كثيرون منا لا يعرفون قيمة التراب الذي نجلس من فوقه ونمشي عليه، هذه الأرض التي أحسب أنها مازالت بكراً تغطيها نعمة الإنبات الإلهي، مازالت تنادي ذلك السوداني الذي مجدته الأغاني وتوجته “زارع الحقل في البكور عيشك الدهر أخضر”.. نحتاج للطاقات الإيجابية ولزراعة تلك المساحات التي يعرف قيمتها الأجانب الذين استفادوا منها أكثر من السودانيين.. نحتاج للجان مقاومة تستند إلى فكر مختلف يتعدى وضع المتاريس وحرق اللساتك وإغلاق الشوارع.. فقد آن الأوان لسطوع لجان المقاومة التي تبني ولا تهدم، وتحول طاقاتها إلى الحقول الممتدة والمساحات الخالية.. فمتى ما عدنا إلى الزراعة استطعنا أن نحدث التوازن المطلوب الذي سيساهم مباشرة في تعافي اقتصادنا، أما البقاء طويلاً في مطالعة خطب الذكريات والتفرغ لتصفية الحسابات مع زيد أو عبيد، فسيبقينا طويلاً في محطة الدولة الفاشلة التي تتسول كل شيء ولا تحصل على شيء يوازي عظمة شعبها ومواردها التي لم تُكتشف بعد.
# سألت نفسي سؤالاً.. أدحرجه لكم.. لماذا أصبح السودان بلداً جاذباً لبعض المطاريد من دول الجوار والفارين من الحروب والأزمات في سوريا وليبيا واليمن..؟ ربما توافق إجابتي إجاباتكم وهي لأن السودان هو البلد الذي يغيب فيه الضبط والربط ولا يضع شروطاً لأي شيء.. يتساوى فيه الأجنبي والمواطن حتى في تقديم خدمات الصحة والتعليم والأكل والشرب والغاز والوقود، حتى صرنا البلد الوحيد الذي تقوم فيه الحكومة بتطبيق المساواة بمبدأ المساواة في الظلم عدالة وهي تعصر من يملك ومن لا يملك بضربة واحدة.. هذا لا يحدث في بلد مثل إثيوبيا.. يكثر فيها الفقراء ويتناسلون ولكنهم يتلقون خدمات الدولة برسوم أقل، وكذلك في مصر.. ما يدفعه الفقراء في خدمات الكهرباء والمياه والغاز والخبز شيء لا يذكر أمام الفواتير التي يدفعها الأغنياء والأجانب.. ومع تعدد الخيارات المتاحة للحصول على الخبز، مثلاً فهناك “رغيفة” بخمسة جنيهات وهناك أخرى بجنيه واحد.. معظم الناس يحصلون على ما يريدون بالكيفية والمبلغ الذي يريحهم.. أما الفقراء فقد شملتهم عناية الدولة التي خصتهم بالدعم، فمنحتهم كروتاً خاصة للحصول على ما يريدون من احتياجاتهم بسعر التكلفة فقط، لأكثر من عشر سلع هي (الزيت والدقيق والأرز والعدس واللبن المجفف والفراخ واللحوم..)، لذلك لم يعد هناك فقير يشكو من غلاء الأسعار أو يغني “نار يا حبيبي نار”.
# تطبيق النظام الاجتماعي المعمول به في مصر ليس صعباً ولا يحتاج لأكثر من شهر أو شهرين لكي تصنف الناس، وتبدأ عملياً في دعم الفقراء ورفعه عن الأغنياء والأجانب بلا استثناء.. مشكلتنا أن الدولة الآن لا تعمل في أي مسار يمكن أن نحس فيه بالتغيير إلى الأفضل حيث تبدو دولتنا، لا في العير ولا في النفير، تطبق فكرها ويديها وكأن السماء ستمطر ذهباً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد