* في غمرة الصراعات التي یعیشھا المریخ، والأزمة الإداریة التي تفاقمت بشكل كبیر مؤخراً وقادت لاستقالات صنعت وضعاً ضبابیاً ومبھما حول مستقبل النادي الإداري.. زف د. مزمل أبوالقاسم وعبر صفحته الشخصیة بموقع التواصل الإجتماعي (فیسبوك) البشرى لشعب المریخ وأعلن خبراً فجر شلالات من الفرح وغیر المزاج الأحمر والأصفر ١٨٠ درجة حینما كشف عن قرار محكمة التحكیم الریاضیة المعروفة اختصارا بإسم (كاس) بخصوص الشكوى التي تقدم بھا المریخ قبل عامین ضد الإتحاد السوداني الذي رفض في ٢٠١٨ شكواه(عبر لجنة المسابقات) ثم استئنافه (عبر لجنة الاستئنافات) في قانونیة مشاركة لاعب مریخ الفاشر ھشام جنیه في مباراة الفریقین في ختام نسخة الممتاز ذاك العام، حیث جاء الحكم لصالح المریخ الذي كسب شكواه بعد أن قررت المحكمة الریاضیة اعتبار المریخ فائزاً في تلك المواجھة وطالبت الاتحاد السوداني باعتماد نقاطهل لصالح المریخ وتغییر رولیت تلك النسخة من المنافسة ومنح المریخ لقب الدوري الممتاز ٢٠١٨.
* صحیح أن قیمة الفوز بالألقاب من الملعب وبالانتصارات داخل المستطیل الأخضر لا تضاھیھا قیمة، لكن طالما أن القانون وضع لإحقاق الحق ورد المظالم لأھلھا، وطالما أنه یعد طریقاً مشروعاً لتحقیق الألقاب، فإن فرحة الحكم الذي صدر من (كاس) والتي أعادت (الكأس) للمریخ جاءت كبیرة، مع التنویه لأن قیمة ھذا الإنجاز أكبر من لقب الممتاز نفسه، لأنها تمثل خطوة عظيمة نحو الترسیخ أكثر وأكثر لقیمة العدالة ومطاردة الحقوق بالقانون حتى آخر رمق دون یأس أو استسلام، كما أن قرار (كاس) جاء لیؤكد اعوجاج اللوائح المنظمة للمسابقات ولوائح اللجان العدلیة التابعة للإتحاد السوداني ودرجة فھمھا المتأخرة للقانون وجهلها بالكیفیة الصحيحة لتطبیقه، قبل أن یأتیھا درس من أعلى ھیئة تحكیم ریاضیة في العالم أن راجعوا لوائح منافساتكم وراجعوا كیفیة تطبیقكم للقانون حتى تحققوا العدل وتنصفوا المظلوم في الأحكام التي تصدرونھا.
* اتحاد الكرة وبعد صدور ھذا القرار بات ملزما بإعلانه للرأي العام، وبعمل تتویج رسمي للمریخ وتسلیمه كأس تلك النسخة من الدوري الممتاز والميداليات الذهبية وتعدیل سجلات البطولة، إلى جانب دفع أتعاب المحاماة ودفع رسوم الشكوى التي ستتم إعادتھا للمریخ الذي حقق مكسباً مزدوجاً بقرار (كاس) وذلك باستعادتھ للقب الممتاز من ناحیة واستعادته المبلغ الذي دفعه كرسوم للشكوى من أخرى، غیر المكاسب المعنویة والنفسیة والأدبیة التي لا تحصى وھو یقدم درساً ونموذجا ینبغي أن یحتذى في مطاردة الحقوق وانتزاعھا والإحتكام للقانون والوصول لأعلى مراحل التقاضي طالما أن ھنالك إیمان بعدالة القضیة.
* بلا شك ما تحقق إنجاز، یستحق علیه كل من دعم وشارك في تلك القضیة قدر ھائل من الثناء سواء من شارك بفكره أو ماله أو جھده أو دعمه المعنوي وفي مقدمتھم د. مزمل أبوالقاسم الذي كان الأكثر إیمانا بالقضیة وإصراراً على الوصول بھا لآخر درجات التقاضي وھي محكمة (كاس) قبل أن تتوج تلك المجھودات بعودة الحق لصاحبه وإعلان المریخ بطلاً لممتاز 2018.
* ومن قرار (كاس) وإعلان الزعیم بطلاً لممتاز 2018 ،ینبغي أن ینطلق كل شعب المریخ للإلتفاف خلف فریق كرة القدم ونادیھم والعمل یداً بید لأجل تحقیق اللقب الثالث توالیاً من خلال النسخة الحالیة، وینبغي أن تكون الفرحة المحمولة جواً والعابرة للقارات مدخلاً لوضع حد للصراعات التي أقعدت النادي طویلاً ومناسبة لتذكیر عشاق النادي الكبیر بأھمیة وضرورة الإلتفاف خلف مصالح النادي العلیا ودعمھا مھما كان حجم إختلاف الأراء والرؤي في الكیفیة التي یدار بھا النادي أو حجم الخلاف مع من يدیر النادي.
* شخصیاً، أتمنى أن یكون قرار (كاس) سبباً في عودة المستقیلین للمجلس لإكمال عملھم لحین تسلیم النادي لأھله بعقد الجمعیة العمومیة في أبریل وسبباً في توجه الجماھیر لإكتساب العضویة وأن یكون القرار عاملاً من عوامل إعادة عشاق المریخ في كل مكان للإلتفاف خلف نادیھم والعمل على قیادته للإنجازات والألقاب لأن المریخ كما ذكرت من قبل أمة كاملة لا يمكن قصرھا في بضعة أفراد یدیرون النادي ولو التفت تلك الأمة خلف نادیھا فلن يستطیع أحد إیقافه أو تعطیل مسیرته مھما فعل ومھما حاول.
