صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كبار المريخ

966

زووم

 

ابوعاقلة اماسا

كبار المريخ..!

* من أصل الأشياء، وما فرضته مجتمعاتنا الإنسانية، المتحضرة منها والمتخلفة أن الكبير موقر ومحترم، ولا مجال للتشكيك في ذلك بمنطق ديني وأخلاقي قوي، وفي المريخ إعتدنا أن يكون الكبار هم رحيق الأمكنة ومنبع الحكمة والأدب، وأن نجلهم ونحترمهم هو حق علينا جميعاً، فهم الأكثر خبرة في دروب الحياة والرياضة على وجه الخصوص، وكل منهم يحمل خبرة تكفي لفتح مدرسة متكاملة للحياة، ومنهم من كانوا قادة تدين له الجيوش بالطاعة، ومنهم من كانوا عباقرة في إدارة مؤسسات أكثر دقة وحساسية من نادي المريخ، لذلك.. نحاول أن نتعامل مع مجلس الشورى بنوع من الحذر، لئلا تفلت منا كلمة هنا أو هناك وتحسب من قبيل (قلة الأدب).
* تعاملنا مع أرقام كبيرة منهم، وتواصلنا مع عدد لا يستهان به من إداريي النصف الأول من التسعينات والثمانينات، وامتدت أواصر علاقاتنا إلى بيوتهم.. إبتداءً من الحجاج وحتى الجيل الحالي من الشورى، ولا أرى أبداً أن علاقتهم بنادي المريخ مرتبطة بمسميات ومناصب مثل مجلس الشورى أو الإستشاري، كما لا أرى أنهم بحاجة إلى دعوات حتى يأخذوا مكانتهم في مقدمة الصفوف في كل محفل مريخي، فوجودهم داخل النادي يعطي هيبة ويجمح سيل الأخطاء الإدارية ويجعل المجتمع ينصرف نحو الإيجابية، وذلك بالتوجيهات المستمرة ومحاولة نقل الخبرات والقيم الخاصة بمجتمع المريخ للأجيال الجديدة التي لم تجد من يردعها فانطلقت في مضمار الصراعات والعنف اللفظي، وهو ما حول مجتمع المريخ وناديه إلى حلبات صراع وصراخ فارغ..
* كبار المريخ مقصرين في مجتمع المريخ ولم يقوموا بدورهم المنوط به، في الإطار الرسمي أيام جمال الوالي، أو في الإطار الودي، ومن الخطأ أن نجد البعض منهم وراء الأزمات أو جزء منها لأننا ننتظر منهم أن يكونوا جزءً من الحلول… وكذلك هم المراقب المهاب، ومن يستطيع أن يتدخل في الوقت المناسب ليحذر من الأخطاء الإدارية، وإرتباطهم المباشر يجب أن يكون بالمريخ وليس برئيس المريخ..!
* الحكمة تتجلى في بعض المواقف، عندما تحتدم الخلافات والصراعات وتصل الأوضاع داخل النادي أو تقارب نقطة الإنفجار، فيلتزموا بالحياد الإيجابي، ويحتفظوا بمسافة واحدة من كل الأطراف المتشاكسة، فهم بمثابة الأمم المتحدة عن يتصاعد النزاع وتندلع الحرب بين إثنين من أعضاءها، وقتها لا تتدخل لنصرة طرف على آخر في الظروف الطبيعية، ودائماً ما تحمي الشرعية كتصرف عقلاني مناسب، وأية محاولة غير ذلك ستدفع المجتمع إلى نوع من الهرج والمرج والفوضى.. وهو ما يحدث في المريخ الآن.
* لأجل كل ذلك إستغربت جداً رد الفريق منصور الغاضب على مقال إنتقدت فيه المعارضة، وما كنت أعتقد أنه يصنف نفسه معارضاً في المريخ، وهو القائد والضابط العظيم الذي ارتقى المناصب العليا في الدولة، فكيف يقبل لنفسه أن يكون معارضاً في مجتمع متناقض ومتنافر مثل المريخ؟
* لو إفترضنا أن هذا المجتمع بمثابة أسرة كبيرة، والمتخاصمين حد القطيعة هم الأبناء من أطفال وصبيان وشباب، فمن هم الكبار الذين ننتظر منهم أدوار رأب الصدع وإعادة الأمور لنصابها؟… إذا كان الفريق منصور يصنف نفسه معارضاً وجزءً من الصراع؟
حواشي
* لم يرد الفريق منصور على مقالي مباشرة، بل علق بإنفعال غير مبرر في واحدة من قروبات النادي ونقل الرد إلي مباشرة..!
* ما يجري في المريخ الآن إنعكاس مباشر من تماهي الأدوار واختلاط المواقف.. لا كبار المريخ لعبوا دورهم المنتظر، ولا الشباب كرسوا طاقاتهم لخدمة الكيان…!
* ما يبذل من جهد ووقت للصراعات وتتفيذ الإعدامات كافٍ لحمل النادي إلى طليعة أندية أفريقيا إذا وجد من يوجهه التوجبه الصحيح..!
* إنتقدت معارضة المريخ ولم أفتر عليها، فقد قدمت بالفعل مسخاً أفرع الكلمة من محتواها.. وسأعود لمناقشة الأمر بهدوء لأحدد ماذا فعلوا ولماذا قلنا أنهم فاشلون..؟
* الحصاد الآن أن الأجواء العامة لنادي المريخ غير مهيأة لإستقبال مجلس يلبي طموحات الجماهير، بهذا الهرج والمرج الذي ساد وخاض فيه الجميع..!
* المشكلة أكبر من مجرد مجلس ضعيف ورئيس غير قادر على استغلال المساحات والفرص التي تتجدد أمامه كل مرة، فثمة سلوكيات دخيلة على هذا المجتمع جعلت الأمر معقداً..
* لو إنتظرنا رئيساً ينفق على المريخ في ظل هذه السلبية المقيتة للمجتمع فسيكون الحصاد أيضاً صفراً كبيراً.
* لنفترض أن الرئيس القادم هو الأمير السعودي الوليد بن طلال.. فهل يعني ذلك أن الأزمات انتهت؟… في ظل هذا الإنهيار القيمي المريع؟
* أي مجلس إدارة قادم يجب أن يجد الأحضان الدفيئة والترحاب من اليوم الأول بدون قيد أو شرط.. ولكن هنالك من يختلف مع القادم الجديد لو قبل أن يعلن… هل يستقيم ذلك؟
* عن نفسي.. إذا أفرزت الإنتخابات مجلساً رئيسه متوكل أحمد علي وأمينه العام صديقي اللدود عوض الجيد سليمان وأمين المال مهند كمال ونائبه جعفر كوارتي سأساندهم بدون قيد أو شرط حتى يتضايقوا من مساندتي..!
* رد الفريق منصور مرتين بعنف غير مبرر على مقالاتي.. في المرة الأولى كنت قد وجهت نقداً على خفيف لمجلس الشورى وفوجئت برد أكبر من الموضوع نفسه لدرجة أنه أجبر من لم يقرأ مقالي على البحث عنه وقراءته… وفي هذه المرة إنتقدت المعارضة بنادي المريخ وجاء الرد منه… مع أن العقل لا يقبل أن يكون كبار المريخ معارضة للمجالس. فهذا الدور يقوم به الطامحين والطامعين والمتطلعين..!
* المنطق يقول أنه لن تكون هنالك لجنة تطبيع.. والمجهود الذي يبذله عصام الحاج ورفاقه ينبغي أن يوجه للإنتخابات القادمة بعد خمسة أشهر..!
* إذا استمر أهل المريخ في تتبع بحيرة السراب التي يقودهم إليها عصام الحاج فإننا سنبلغ تأريخ الإنتخابات ونكتشف أن كل ما لدينا من طاقات أهدرناه في التسديد خارج الخشبات.
* يجب أن نتذكر دائماً ما حدث في الإنتخابات السابقة، عندما بدأت الإجراءات وتعامل المريخاب مع الموضوع وكأنه لا يخصهم، وبدأ الترشيح ولم يتقدم أحد فتقدم سوداكال وفاز بالتزكية..!
* إذا غادر أي من لاعبي المريخ مطلقي السراح إلى أي جهة أخرى فذلك سيكون الختم الرسمي لفشل آدم سوداكال في قيادة سفينة المريخ… وأعنى بذلك العقلانيين… فهنالك من يقول أن سوداكال فاشل لمجرد رؤيته.. ونحن لا نعترض على ذلك أبداً، وإذا كان كذلك يجب أن نجتهد في أن نصنع من الذي يخلفه رئيساً ناجحاً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد