صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كسر عظم المريخ…!

854
زووم

ابوعاقلة اماسا

كسر عظم المريخ…!

 

 

* التصعيد الذي شهدته قضية المريخ داخل أروقة الإتحاد السوداني لكرة القدم، أوهم أنصار التطبيع داخل النادي بأنه سيكون نهاية لأزمة المريخ، ولأنهم غير متابعين لنبض الشارع المريخي، ولم يضعوا أنفسهم في يوم من الأيام على مسافة واحدة من أطراف الصراع، إنعكست لهم الصورة على غير ما تبدو في الواقع، فذلك السيناريو الجاري في مطبخ المعسكر المضاد لرئيس الإتحاد سيقدم على إخماد نيران أزمة، وفي المقابل إشعال عود ثقاب في القنبلة النووية التي ستتفجر وتضع المريخ على مشارف الإتحاد الدولي، ونحن حقيقة في مفترق الطرق، وأمام خيارات أحلاها بمرارة العلقم، وعصام الحاج كالعادة (شايت ضفاري) على طريقة (الخبت) المعتادة، وخلفه من يجري خلف السراب يحسبه ماءً من ظمأه، غير أن الأمور لن تمضي كما هو مرسوم لها ويتوقعها الناس، وقد تكون بداية مرحلة جديدة من الصراع بآليات أكثر فتكاً.. لذلك وجب التنبيه..!
* إذا عرض الإتحاد شأن المريخ للتصويت في إجتماع مجلس الإدارة المنعقد يوم غدٍ فالقرار الذي سيفوز بأصوات الأغلبية هو صدور قرار بلجنة تطبيع تعيد ذات الأزمة التي عصفت بالنادي قبل سنتين لأنه سيكون هنالك مجلسي إدارة – شئنا أم أبينا – أحدهما يتمسك بشرعية منصوص عليها في النظام الأساسي المعلق منذ سنوات، بأن يعقد إنتخابات بعد فترة تتراوح بين (٤ – ٦) أشهر.. وهو ما يرفضه الطرف الآخر المعارض له، ويعتقد أن المجلس قد فقد شرعيته بنهاية فترته، وهنا يظهر نزاع قانوني وجدل كبير يفرز وضعاً في غاية التعقيد يكون الفصل فيه صعب للغاية، وهنا نعود لحديث سابق للقانوني الضليع أزهري وداعة الله عندما قال أن تعارض وتقاطع القوانين القائمة الآن سيطيل أمد الصراع ولن يتيح حلاً في الإطار القانوني لمشكلة النادي.. والتي أصبح المخرج منها ودياً في توافق بين المريخاب فقط.
* في كل الأحوال سنرى إمتدادات لأزمة المريخ، لو إتخذ مجلس الإتحاد قراراً بتكوين لجنة تطبيع سيصطدم القرار بمجموعة حماة الديمقراطية في المريخ، وهي المجموعة الأكثر تنظيماً وموضوعية وثباتاً، وهي ترى أن الحق الأصيل في إختيار قيادة النادي لدى الجمعية العمومية وليست هنالك جهة في العالم تستطيع أن تصادر هذا الحق، والطرف الآخر الداعي للجنة التطبيع لن تختلف الأمور عنده إن هو خسر المعركة، لأنه خسر رهان إسقاط المجلس من قبل.
* هنالك تيار قوي في المريخ يرفض العودة للجان التسيير والتطبيع، وأن ما يمر به النادي الآن من تدهور أمر طبيعي يعكس مخاض التحول الديمقراطي، والأصل يكون في تكرار التجربة وتنقيتها من الشوائب، وفي ذلك ليست لديهم إعتراض أن يكون حازم مصطفى أو أي شخص آخر رئيساً للمريخ بالإنتخاب ولفترة أربع سنوات وليس بالتعيين.. ويرى هذا التيار أن الأزمة الحالية خلقتها وخلفتها لجان التسيير والتطبيع إمتداد لها.
* عن نفسي أرى أن إجتهاد لجنة الخمسة في الدفع بلجنة تطبيع كان يجب أن يسخر لحشد التأييد للإنتخابات بكامل إستحقاقاتها، لأن التطبيع ليس حلاً جذرياً لمشكلة المريخ بقدر ماهو طرح مؤقت سيعيد دوران عجلتها مجدداً بعد أربعة أشهر، وقد تكون سبباً في إحراق ورقة حازم مصطفى، وهو المرشح الوحيد الذي أبدى رغبته بصراحة في التضحية والعمل، ولكن رئيساً بالإنتخاب لدورة كاملة يستطيع من خلالها أن يطرح برنامجه ويجتهد في تنفيذه حتى يعبر بالنادي إلى بر الأمان.
حواشي
* معارك كسر العظم في قضية المريخ لا تظهر في السطح وتدور عادة في الخفاء، وبأجندة أخرى غير معلنة، ووقود الأزمة هم الذين يفرضون حلولاً عنترية يريدون فرضها رغماً عن أنف المنطق والقانون… بشعار (الآن وفوراً وحالياً).. لذلك مضت سنوات والأزمة لم تراوح المكان… المعارضة تعمل بعنف لإسقاط المجلس المستمر.. حتى انتهت ولايته الرسمية، وبدلاً أن ينتهي قبل فترته كما نص عليه النظام الأساسي سيبقى لستة أشهر بفضل رعونة المعارضة وعدم موضوعيتها.
* لماذا لا يتولى عصام الحاج رئاسة النادي للأربعة أشهر القادمة… أو بالأحرى.. لماذا لم يرشح نفسه رئيساً للتطبيع حتى يواصل ما بدأه من تغشف وخبت قبل سنوات؟
* ظهرت أسماء كثيرة ضمن المرشحين للجنة التطبيع تدل على أن اللجنة الخماسية حالمة وبعيدة عن ميدان المعركة… وقد فوجئت بإسم الصديق بهاء الدين أبوشعيرة ضمن الخيارات في الرقم ١٥…!!
* إستغربت طبعاً لأن الأخ بهاء الدين قد هاجر إلى كندا قبل سنوات وليست لديه فكرة للعودة حتى يعمل في لجنة أو مجلس..!
* إتفقوا على إقصاء المجلس الحالي ولكنهم لم يتفقوا على الصيغة القانونية أو الودية..!
* الأخ طارق الحاج.. عضو الحراك.. وقد ذكرت من قبل أنه تعرض لي ببعض العبارات خلال جمعية إجازة النظام الأساسي الأولى، فأنكر ذلك جملة وتفصيلا وقال أنه لم يلتقيني في ذلك اليوم.. وأمس الأول كان حوش النادي مسرحاً لمعركة وإشتباك بينه وبين أعضاء الألتراس لنفس السبب… ولولا وجود العقلاء لحدث ما لا يحمد عقباه..!
* كلاكيت ثاني مرة.. ما يليني شخصياً أتحمل الكثير من الترهات، ولكن هذا الطريق صعب، وأنصحه بالتعقل والهدوء.. فالأمر لا يستحق كل هذا التشنج.. وأية معارك بهذا الشكل نهايتها معروفة وبديهية.. فيا ليته ينتبه..!
* ستكون جلسة الغد لمجلس إدارة الإتحاد العام عاصفةً، وكل الخيارات متاحة، ولكنني أستبعد أن تكون نهاية لمشكلة المريخ وأزمته الإدارية.. فكل الحلول تكمن في عودة المريخاب إلى ناديهم والجلوس على النجيلة لإدارة حوار يحرص على المصلحة العليا بدون إقصاء لأحد.
* التأريخ يعيد نفسه الآن… بعد ١٧ سنة كاملة.. عندما كان محمد إلياس محجوب رئيساً للنادي.. والفريق بطلاً للممتاز ثلاث مرات متتالية، كانت دورة المجلس على وشك الإنتهاء، وكل الخيارات متاحة لإخراج جمعية عمومية نموذجية والدفع بمجلس منتخب، ولكن وللحقيقة والتأريخ كان الحكومة هي من تدير المريخ، فدفعت بجمال الوالي معيناً، وكان بإستطاعتها أن تقدمه منتخباً.. وضاعت فرصة بناء الديمقراطية..!
* الآن… يفصلنا نفس الوقت (خمسة أشهر) من الإنتخابات، والمعارضة التي كانت تزحف على بطونها لمكاتب الوزير الولائي عبدالعال محمود وبعده الراحل أحمد حسب الرسول بدر هي نفسها التي تركت الحلول في دار النادي وزحفت للإتحاد الآن.. ولكن في هذه المرة الإتحاد ليس مثل حزب المؤتمر الوطني لكي يرفدكم بكادر يرأس النادي… فماذا أنتم فاعلون؟
* إذا نجح أنصار لجنة التطبيع في إقناع الإتحاد بفكرتهم، فأتوقع أن يصعد الطرف الثاني وبعدها ينشب نزاع قانوني وتقاضي طوييل… وعندما ينتهي.. سنجد أن المريخ قد خسر كل شيء ولم يبق منه بصيص أمل في الإستقرار..
* هنالك أسباب أخرى خفية تؤدي لتأزيم الموقف كل مرة، وتباعد بين الناس في كل مرة أكثر… نعد بتناولها بصراحة متناهية في الفترة القادمة…. كونوا معنا…!!
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد