صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كفااااية

33

خارطة الطريق

ناصر بابكر

كفااااية

* بدءا، ما أخطه في هذه المساحة لا علاقة له بالهزيمة المستحقة وغير المستغربة التي تعرض لها المريخ في مباراة شندي أمام الأهلي، لأن قناعتي التي ذكرتها مئات المرات أن خسارة أي مباراة محلية وفقدان أي بطولة محلية هو تفريط يتحمل مسؤوليته اللاعبون في المقام الأول لأنهم يواجهون أندية تعاني ذات القدر من المشاكل الإدارية والمالية والفنية وربما اسوأ بالنسبة لبعضها، ولا أدل على ذلك من الظروف التي يمر بها الأهلي شندي سواء إداريا أو فنيا ومع ذلك انتصر على المريخ دون أن نمل التذكير بأن أباطرة الفرقة الحمراء ونجومها العظماء الذين يتبارى العشاق في التطبيل لهم والتغني بقدراتهم اعتادوا التفريط في المنافسات المحلية وأداء الكثير من المباريات في مواسم مختلفة ومتعددة بلامبالاة وعدم مسئولية وعدم تقدير للشعار الذي يرتدونه أو الجماهير التي تدعمهم وتتعاطف معهم وتختلق لهم الأعذار بشكل جعلهم يدمنون الانكسار ويتصالحون مع الهزائم والإخفاقات طالما أن الشماعة جاهزة لتنزع عنهم عباءة المسئولية وتعلقها كاملة على عاتق مجلس إدارة أو مدرب مع أن التفريط في المنافسات المحلية ظل على مدى قرابة العقدين عادة مستمرة مهما اختلفت المجالس وتغيرت أسماء المدربين لأن التفريط واللامبالاة ببساطة صار عادة يتوارثها اللاعبون جيلا بعد جيل.
* وما أخطه في هذه المساحة لا علاقة بالفشل الذريع والمتوقع والمنطقي لجهاز فني يقوده مدرب لم يقدم معه المريخ في كل تجاربه أفضل من السوء الذي نشاهده حاليا، مع التأمين على أن الفوارق بين المدربين الوطنيين ليست كبيرة وأنهم (أحمد وحاج أحمد)، لكن من بين كل الخيارات يصر مجلس المريخ دوما على إختيار الأكثر سوءا لأن هنالك أسماء في الساحة سيما من المدربين الشباب تجتهد لتطوير نفسها وقدراتها.. وعندما تمتزج لامبالاة اللاعبين وعدم تقديرهم المسئولية بجهاز فني يقوده أبو عنجة يكون مظهر المريخ السيئ في كادوقلي ثم الأسوأ في شندي طبيعيا ومتوقعا وسيظل الوضع كما هو عليه في الفترة القادمة لدرجة يمكن الرهان معها أن المريخ لن يفوز بالممتاز حال لم تسمع الجماهير صوتها للاعبي الفريق ليكفوا عن التلاعب بشعار النادي الكبير أمام أندية تعيش ذات معاناتهم بل وأغلبها تعاني بشكل أكبر ولا تملك ذرة من تاريخ النادي الذي يلعبون له ولا ١٪ من جماهيريته.. ولن يفوز بالممتاز حال استمر أبو عنجة مدربا للفريق أو كان بديله مدربا من نفس الطراز الذي يتناسب تماما مع طموح وقدرات المجلس الذي يدير النادي.
* فالمجلس الحالي أختبر صبر أنصار المريخ بما يكفي لنفاذ صبر أيوب نفسه، والمجلس الحالي وصل مبلغا من الاستهتار والاستهوان والتعامل بلامبالاة مع أمور النادي لدرجة تكفي لتحويل أكثر المتعاطفين معه لخانة أكبر الناغمين وأكثر المطالبين برحيله في أقرب وقت ممكن.
* شخصيا تعاطفت مع المجلس كثيرا منذ اليوم الأول لانتخابه لعدة اعتبارات أولها قناعتي بأن المريخ تضرر أيما ضرر من تغييب الديمقراطية وتعيين عدد لا يحصى من لجان التسيير بشكل جعل الاستقرار الإداري معدوما، وبالتالي بات المريخ من وجهة نظري بحاجة لإستعادة الديمقراطية التي أؤمن إيمانا مطلقا أن النادي أو أي كيان أو مؤسسة لا يمكن أن تجني ثمار نورها مالم تصطلي بنارها وهو ما يحدث للمريخ حاليا لأن التجارب عادة تبدأ مشوهة ومليئة بالعيوب والثقوب قبل أن تتعدل وتتطور باستمرار الممارسة، بعد أن يدرك كل مشجع خطورة التعامل مع الديمقراطية بلامبالاة وخطورة التكاسل عن اكتساب العضوية، وتمتد أسباب التعاطف لتشمل ادراكي لجزء من حجم المديونيات الكبير التي كان يخفيها الإعلام مع سبق الإصرار والترصد ويكذبها قادة المجالس السابقة قبل أن تكشفها الأيام وتكشف معها الكثير من الزيف والنفاق والأكاذيب التي سادت طويلا وقادت المريخ للوضع الذي يعيشه حاليا الذي يمثل حصاد تراكمات أخطاء وممارسات سالبة استمرت طويلاً، وتلك الديون جعلتني قبل سنوات أقترح حملة (يلا نصفر العداد) كون درء الضرر مقدم على جلب المنفعة وهو ما جعلنا نصبر مرغمين على أجهزة فنية لا تملك ما تقدمه وإعداد داخلي ومتعثر في سبيل أن تكون الأولية لإنهاء المديونيات وإزاحة سيف الفيفا من على رقبة المريخ، وآخر أسباب التعاطف كان إدراك أن هنالك فئة كبيرة تناصب المجلس العداء منذ اليوم الأول لانتخابه وهي فئة اعتادت لعب هذا الدور منذ تجربة عصام الحاج إبان (مجلس التقشف) مرورا بفترة ونسي ثم المجلس الحالي وكل الفترات التي يغيب فيها الوالي وكأنها ترغب في أن يعيش النادي الكبير تحت رحمة الوالي أو يأتي رئيس مثله ليتفرغوا للتغني له والاغتناء منه دون أن يهمها أن يغرق النادي في بحر الديون أو الإخفاقات أو غياب الديمقراطية أو حتى الاستقرار الإداري، المهم عندهم أن تستمر مصالحهم بأي طريقة، وهي فئة يمكن تسميتها بدولة المريخ العميقة لأنها لا تهمها سوى مصالحها وفي سبيلها تتاجر بإسم النادي الكبير ومصالحه وتمثل عائقا حقيقيا أمام تقدم النادي.
* لكل تلك الأسباب تعاطفنا مع المجلس حتى والمريخ يخرج من التمهيدي لثلاث مرات متتالية لأن القناعة كانت أن خطر الهبوط لدرجة أدنى أكبر وأخطر، لكن بعد نهاية مديونيات الأجانب، وبعد أن انتهى عهد لجان التسيير والتدخلات الحكومية في شئون النادي إلى غير رجعة، فلا يوجد سبب واحد أو مبرر للقبول باستمرار المجلس الحالي الذي يصر على التعاقد مع اسوأ المدربين، وأرخص المحترفين وجلهم (مع وقف التنفيذ)، ويفشل في الإعداد عام تلو العام والأسوأ أنه ورغم ظروفه المعلومة للكافة سواء من عدد عناصره المتبقية أو وضعه المالي أو قدرته على إيجاد حلول، يكابر ويكابر ويكابر ويصر على الإستمرار وكأنه يتخذ من (مكاواة) أعداؤه أو أعداء كل المجالس التي لا يكون على رأسها الوالي تحدي شخصي، وهي شخصنة وتصفية حسابات يدفع ثمنها المريخ أولا وأخيرا، ولن أقول تدفع ثمنها الجماهير لأنها شريك أساسي فيما وصل له النادي بتكاسلها عن ملف العضويه وسقوطها المتكرر في فخ دولة المريخ العميقة التي تريدها أن تبقي أبد الدهر في خانة السلبية والبحث عن الحلول السهلة.
* على مجلس المريخ أن يدرك جيدا أنه لن يجد متعاطفا واحدا بعد اليوم والأمر كما أشرت في مطلع المقال لا علاقة له بمباراة شندي أو حتى بالكيفية التي سينتهي عليها ممتاز هذا الموسم لأن تلك الكيفية فرحا كانت أم ترحا سيتحملها اللاعبين، لكن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن الأوضاع ستمضي يوما بعد الآخر نحو الأسوأ وأن الفشل الأفريقي سيستمر طالما أن المجلس لا يملك حلولا ولا يلوح في الأفق ما يشير لأنه سيتجاوز حالة العجز البائن، لذا يبقي المطلوب تقديم مصلحة المريخ على المكابرة وتصفية الحسابات وتحديد موعد قاطع ونهائي للمغادرة عبر جمعية عمومية انتخابية بعد فتح باب العضوية للجماهير عسى ولعل تكون استفادت من الدرس المر لتتقدم الصفوف وتختار من يقود النادي في الفترة القادمة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد