صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كفاكم يا بلدان الإقليم

29

تأمُلات

كمال الهدي |

. ألم تحن اللحظة التي تفهم فيها بعض الأطراف الإقليمية أن هذا الجيل من السودانيين (راكب راس) فعلاً لا قولاً!!

. قد أتفهم عدم قراءة هذه الأطراف لتاريخ السودانيين جيداً.

. وقد نقبل على مضض حقيقة قصور فهمهم لطبيعة السودانيين عموماً وعدم قبولهم ب ( الحقارة) من أي كائن كان.

. وعلى مضض أعلاه سببها أن كل هذه الأطراف قد خبرت السودانيين وتعايشوا معهم.

. وإن ظنوا أن كل السودانيين من شاكلة (الساقط) البشير الذي قبل بإهاناتهم الذي كل ما وجهوا له صفعة مد لهم خده الآخر.. إن ظنوا أن هذا التعامل مقبول لدى السواد الأعظم من السودانيين يكونوا جد واهمين.

. فالفئة الخائنة عديمة النخوة التي باعت لكم ثروات البلد برخص التراب تشككنا في سودانيتها منذ أمد بعيد.

. وجيل الشباب الذي فجر هذه الثورة (فات الكبار والقدرو) في حب الوطن، التمسك بالحقوق و(ركوب الرأس).

. فلماذا تتجاهلون كل الدماء التي سالت والأرواح التي أُزهقت لأفراد شعب تصفونه ب ( الشقيق)!!

. بعضكم يستدعي أحد قادة المجلس العسكري الانتقالي كلما شعروا بأن إتفاقاً قد دنا بين أهل السودان.

. والبعض الآخر منكم يجند الخونة وعبدة للمال لكي يخربوا على أهلهم.

. وآخرون يوظفون بعض ضعاف النفوس للترويج وتسويق فكرة إعادة انتاج حزب المؤتمر اللا وطني الذي كرهه السودانيون.

. كل يغني لليلاه في تجاهل تام ومتعمد لأهل الوجعة الحقيقيين، أعني شعب السودان وهؤلاء الثوار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يعيشوا أحراراً.

. قلت أحراراً، فهل ستفهموا أن قلة المستعبدين الذين يأتمرون بأمركم لا يمثلون ولا ١‰من هذا الشعب الأبي الحر، لكي ترفعوا أيديكم عنا وعن بلدنا، أم ما زلتم تصرون على التخريب!!

. من الأفضل لكم أن تتخلوا عن الغرور وافتراض أنكم صرتم دولاً عظمى، لأنكم بذلك سوف تخسروا شعب السودان إلى الأبد.

. فإرادة الشعوب لا تقهر، وما بالكم إن كانت هذه الإرادة لجيل ( راكب راس).

. شاهدتم جميعاً وتابعتم كيف أن كنداكات السودان شكلن السواد الأعظم ممن واجهوا الرصاص بصدور عارية طوال أشهر ثورتنا، فحدثونا بالله عليكم عن بلد تجاوز فيه عدد الثائرات نظرائهم الرجال.

. قولوا لنا في أي ثورة رأيتم الأباء يسبقون أبناءهم في الخروج للشارع.

. أطلعونا على بلد ظلت الأمهات كبار السن يفتحن أبواب بيوتهن للثوار ويقدمن لهم الطعام والشراب في تحدٍ واضح لعساكر الأمن.

. نبهونا، إن كنا لا نعلم، إلى أي ثورة في هذا العالم لم يتخلف عنها الأطفال دون العاشرة وحفظوا أهازيجها عن ظهر قلب.

. أفبعد كل هذا الجمال وهذه التضحيات تتوهمون القدرة على تسيير الأمور في بلدنا وسرقة ثورتنا!!

. لا والله لن يسمح لكم شعبنا الجسور بمثل هذا العبث مهما فعلتم.

. وواهم جداً كل من يظن أن السودان بلد فقير يحتاج للمال.

. فبلدنا لا يحتاج لإكثر من التجرد والإدارة الجيدة ليصبح رقماً في هذا العالم.

. فالأفضل لنا ولكم أن تلموا أموالكم عليكم فنحن أغنياء جداً بعفتنا وعقولنا ومواردن

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد