صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(كمان جابت ليها كلمات متقاطعة)..!!

51

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

Mohammed.kamil84@yahoo.com

(كمان جابت ليها كلمات متقاطعة)..!!

* كان يوماً كغير الايام، حيث استيقظنا عند السابعة والنصف صباحاً لنجد الكهرباء قد انقطعت، ولانه لم يكن (يوم قطعها)، فقد اصبنا بالكثير من الخسائر اولها ان تلفوناتنا لم تجد حظها من الشحن، وسرعان ما قطعت كهرباء، وثانيها اننا فشلنا في متابعة ما حدث ويحدث من مستجدات في الساحة السياسية، فالتفاز يمارس الصمت الاجباري امامنا..!

* فجأة، وبدون اي مقدمات، سمعنا هتافات المئات من الشباب في الشوارع، وعندما سألنا عن الاسباب لم نفهم ما قيل لنا خاصة وان الشباب فقط عبروا عن رفضهم لشئ ما، فقلت لنفسي أكييد العسكر ديل جابو ليهم كفوة، او ظهرت حاجة جديدة لم تكن في الحسبان، خاصة وان الاخبار الاخيرة تحدث عن استئناف التفاوض بعد توقف طويل..

* ظل التيار الكهربائي مقطوعاً لاكثر من تسع ساعات بالتمام والكمال، وما بين الفينة والاخرى كنا نترقب ما يمكن ان يحدث، وفي مخيلتنا كل السيناريوهات.. ولم لا طالما (نحنا انتو وانتو نحنا.. وانحنا وانتو كلنا واحد.. بنتشابه في ان هدفنا.. ما عندنا هدف)..!

* تصاعد دخان الحرائق بكثافة، وملأ الافق، وملأت رائحة البمبمان كل مكان لدرجة ان كل من لديه شخص كبير أو طفل في الاسرة قام باجراء اللازم تجنباً لاصابة الاعزاء من العائلات باي ضرر صحي قد يتطور في اي لحظة ويحدث ما لا تحمد عقباه..!!

* انتظرنا عودة التيار الكهربائي بفارق الصبر، في ظل الصمت القاتل للهواتف نتيجة لنقص واغلاق كامل بسبب عدم الشحن.. وابت (الموية) الاّ ان تشاركنا احزاننا في ذلك اليوم، وسمعناها تشخر بصوت مسموع، وكأنها تسخر منا ومن حالتنا التي وصلنا اليها..

* بعد عشر ساعات كاملة من الانقطاع، تكرم قادة الهيئة القومية للكهرباء باعادة التيار الى المنازل، ولان القلق وصل بنا الى اعلى المعدلات، لم يكن بمقدورنا انتظار شحن الهواتف، فهرولنا بسرعة الى قناة الجزيرة مباشر لنتعرف على ما حدث ويحدث..!!

* لم نتفاجأ بما حدث، والذي تمثل في ان ما قاله رئيس لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة اصابنا بالاستفزاز، ولو لا جدية الموقف، لما ترددت في اطلاق قهقهة اعتراضاً على الطريقة الصبيانية التي يتعامل بها العسكر ـ ومن يساندونه في الاجهزة المساعدة بما في ذلك لجنة التحقيق اياها ـ مع المواطن، والتي كشفت حجم ماسأتنا..!!

* ودون ان اشعر تذكر صحفة المسابقات في مجلة ماجد والتي كنا ننتظرها بالساعات امام المكتبات، لنشتريها ونهرول الى منازلنا لنقرأ ما فيها، من قصص موزة، وكسلان وشقيقه رشود، والمقدم خلفان والمساعد فهمان، ودينا وشمسة وصفحة المسابقات خاصة الكلمات المتقاطعة، وصورة في الظل، والتلوين وغيرها من الفقرات المفيدة المسلية..

* اي نعم، كمان جابت ليها كلمات متقاطعة عندما قال رئيس لجنة تحقيق فض الاعتصام انهم القوا القبض على ضباط برتية (فريق والا اللواء ما عارف) مكتفياً بالاشارة الى الاحرف الاولى من اسمائهم.. وهنا لا ولن يكون امام شعب السودان سوى تسيير موكب شكر لتلك اللجنة التي لم تتأخر وكشفت بالحروف عن المتورطين في قتل المعتصمين..!

* وعلى الرغم من اننا لسنا (كلاباً بوليسية) الاّ اننا تمكنا من (شم) رائحة كريهة لم تختلف عن تلك التي ظللنا نتهرب منها في معظم خطابات ومؤتمرات مجلس العسكر خاصة تلك التي ظل الكباشي (ينهر ويستفز) كل المشاركين فيها من زملاء المهنة..!!

* الغريبة في الموضوع ان لجنة التحقيق فجّرت اللغم اياه، واختفت عن الانظار، ولا نستبعد ان نسمع عن اي اجراء خلال الساعات القليلة المقبلة عنوانه التهرب او الالتفاف حول ما تفجر من موقف خاصة وان شعب السودان صار (متعوداً) على مثل تلك (الحركات القرعة) التي تحدث قبل كل مرة يتقرب فيها الاتفاق من الاكتمال.. ولنا عودة.

* تخريمة أولى: لم ولن نتعجب، من خطوة استدعاء مجلس المريخ، (والاّ الجهاز الفني ما عارف) للاعب الموقوف بكري المدينة واقناعه بالعودة للتدريبات مع الفريق، تأهباً للمشاركة في البطولتين الافريقية والعربية، ولا ادري كيف ينسى القادة ان بكري تجاوز مع المجلس بصورة لا تقل عن تلك التي قام بها تجاه حكم لقاء المريخ والتبلدي عندما رفض المثول امام مجلس الاحمر ضارباً بخطاباته عرض الحائط.. يعني يا جماعة لو الكواي ده قال ليكم بعد كدة انا اشتريت المريخ اوعى تستغربوا..!

* تخريمة ثانية: لاعب يستدعيه المجلس، ويقعد يترجاه، وبعدها نتابع قادة الادارة يبحثوا ليه عن الاعذار، ويحسنوا فيه، ويكتبوا ليه استرحام، ويجروا ليه قدامو.. وبعد ده كلو عايزين تتقدموا في بطولتي العرب وافريقيا..؟! اها نسيت.. المفروض مجلس المريخ يوجه الجماهير ويطالبها بضرورة تسيير مسيرة احتجاجية ضد الاتحادين والعربي والافريقي، والسوداني وهيئة الارصاد اعتراضاً واحتجاجاً على الظلم الذي مارسوه على المريخ، ولا مانع من تصعيد القضية الى كأس والشروع في جمع التبرعات لسداد قيمة الشكوى.. و(بكرة نقعد جنب الحيطة.. ونسمع الزيطة) وربنا يجيب العواقب (سليمة).. وسليمة دي ما بائعة اللبن.. دي (الدلالية)..!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد