صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لا للقرارات الكارثية

25

افياء

ايمن كبوش

# أصدرت لجنة المسابقات بالاتحاد السوداني لكرة القدم قرارا قبل يومين بخصوص مباراة الهلال والمريخ “المعلقة” على خلفية الأحداث الدامية التي صاحبتها وأسهمت في عدم اكتمالها، يستحق القرار الذي صدر أن نطلق عليها قرارا معيبا لم تراع فيه اللجنة العدالة الكاملة في تطبيق اللائحة التي اختارت منها لجنة المسابقات نص المادة “6” من لائحة الدوري الممتاز لموسم 2019/2020 البند “24” ويبدو من تطبيق هذه المادة بأن لجنة المسابقات حملت جماهير الهلال “مجتمعة” مسئولية إيقاف المباراة، هذا مبدأ لم يحط بكل جوانب الأحداث، ولو انا لجنة المسابقات اكتفت فقط باستنادها على لائحة المنافسة لكان ذلك موضوعيا ومنطقيا ولكنها استعانت بطرف ثالث اثبتت كل الدلائل والبراهين بأنه كان الطرف الأكثر تأثيرا في تفاقم الأحداث، سواء كان هذا الطرف هو شرطة أمن الملاعب التابعة لإدارة الشرطة الأمنية التي لم توفر الحماية الكافية لمحيط المباراة، أو شرطة العمليات المسئولة عن فض الشغب بولاية الخرطوم وهي التي وقفت تتفرج على القلة التي حطمت السياج أو تلك التي حصبت الملعب بالحجارة، تعاملت هذه الجهات مع الأزمة التي نشبت وقتها بعدم مهنية لا تخطئها العين، خاصة وأن عملية الخروج عن الانضباط تمت بواسطة فئة محدودة في الاستاد ما كانت عملية تفريغها تحتاج لاستخدام “البمبان” بتلك الكثافة.. وكأن الشرطة أرادت أن تطبق مبدأ شائعا في اوساطنا السودانية اسمه “الشر يعم”، لذلك أرى بأن الشرطة كانت هي الحكم والجلاد في القضية وحاولت تبرئة نفسها بكتابة ذلك التقرير المتحامل الذي استندت عليه لجنة المسابقات.

# القرار الإسلم، حسب وجهة نظري، هو استكمال المباراة دون حاجة لحضور الجمهور بدلا من الركون لظلم اي طرف من الأطراف.. ولكن لجنة المسابقات عمدت، بقرارها المعيب هذا، الى نقل “كرة النار” الملتهبة من طاولتها إلى طاولة لجنة الاستئنافات.. وبالتالي اغنت نفسها تماما مشقة “استكمال المباراة” وصداعها.

# أعود لما جرى بالأمس لقناة “الملاعب” ولا ادري ان كان تصرف منعها من نقل مباراة الهلال والوادي نيالا قد جاء على خلفية قرار لجنة المسابقات ام لا!! ولكن ان كان ذلك كذلك فنحن ابتداء لابد أن ندين السلوك الذي تم تحميل مسئوليته للجماهير الهلالية من جديد خصوصا وأننا لم نستمع لرأي من مجلس الهلال الذي لا نعفيه من المسئولية فهو أن كان وراء هذه الفعلة بأي زراع من ازرعه، عزيز الخير مثلا، فهذا جرم، وإن كان بعيدا عنه ولكن صمت عليه بمبدأ السكوت علامة الرضاء.. فالجرم هنا أكبر وابشع.. جميل جدا أن مجلس الهلال استدرك الخطأ الكارثي وعدل من موقفه سريعا بالتدخل لتمكين القناة من نقل الشوط الثاني حتى لا تذهب نتيجة المباراة، محل الأحداث امس، إلى كف العفريت.

# تابعت منذ وقت مبكر تجهيز تلك اللافتات التي أخذت مكانها في مدخل استاد الهلال وهي تندد بالاتحاد العام وقناة الملاعب معا.. هذا يؤكد بأن هناك تدبيرا مسبقا قد أحكمت حلقاته ولكن لم يراع مصلحة الهلال لأنه لا يوجد ما يستدعي هذا التصعيد في مواجهة الاتحاد او القناة.. فمسار الهلال واضح في مناهضته لقرار لجنة المسابقات.. ان يذهب إلى الاستئنافات بحجية قانونية ساطعة.

# اخيرا اقول ان مثل هذه التصرفات لا تخدم اي قضية للهلال ولا توفر لفريق كرة القدم ادني قدر من الاستقرار، فريقنا خسر داخل الملعب بأقدام ورؤوس لاعبي المريخ.. ولن يعود لنا جزء من حقنا السليب في تلك المباراة إلا باتباع الخطوات القانونية.. اتحاد شداد ينبغي أن يهزم ويسقط بالفريق الباطش الذي يهز الأرض تحت أقدام الخصوم لا باللافتات والشعارات.

# اخيرا جدا.. أحداث ما قبل المواجهة التي جرت أمس سرقت الاهتمام بنتيجتها وصرفت الأنظار عن رؤية الهلال.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد