صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لسه الاماني ممكنة

822

افياء
ايمن كبوش
لسه الاماني ممكنة

# قلت له: ما من لاعب.. اي لاعب في الدنيا.. يدخل الى ارض الملعب بنية الخسارة.. لم يولد بعد.. من يرفض الفرح.. او يرفض مبدأ ان يطرب بزفاف الكرة للشباك..
# نحزن اه.. نبكي نعم.. كشعور انساني طبيعي.. ولكن الحياة لن تتوقف لان اطهر الطاهر اضاع ركلة جزاء.. ثم اهدر بها فرحة التأهل من الجوهرة الزرقاء.. لان التأهل نفسه.. مازال في الملعب.. بين اقدام اللاعبين وطموحاتهم وقدرتهم على البذل والعطاء..
# كُتب علينا في لوحنا المحفوظ لهذا اليوم.. ان نتعب.. هذه اقدار الله.. ماضية فينا.. لن تتغير الاقدار لذلك علينا ان ندرك بان درهم الحظ يمكن ان يهزم ملايين القناطير المقنطرة من الشطارة.. نحن نقول بهذا ولا نبحث عن مسكن للالم… ولا نطالب احدا بالا يحزن.. ولكننا مطالبون بطبيعة مثل هذه الاحوال ان ندفع بالسفينة الى الامام.. سوف تبحر.. وسوف تعبر بعد ان تنتصر.. لابد ان نؤمن بالحظوظ حتى النهاية.. صحيح اننا خسرنا معركة الصعود من ام درمان.. خسرناها بأيدينا.. ولكن لن نقول (الصيف ضيعنا اللبن) لان الاماني مازالت ممكنة.. علينا ان نتأسى بكلمات من يسددون هذه الفواتير الباهظة.. هؤلاء الذين يدفعون الكلفة الغالية من رصيد اعمارهم.. ومن قدرتهم على الاحتمال..
# احتمال انهزام الامل.. واحتمال رحيل المراكب الى الشواطئ التي لا يرغبونها.. واحتمال غروب الشمس التي قد لا تشرق.. ورغم ذلك صامدون.. ومتمسكون بحلمهم المشروع في يروا الهلال في العلالي.. لان هذا هو مكانه الطبيعي مهما تكالبت عليه الظروف وتناسلت امامه المحن..
# لمست حجم التعب في يد الاخ الفاضل التوم.. وحزنت لدمعة قهر حائرة كادت تطفر من عيني الاخ العليقي.. ولكن الصمود الحقيقي.. ايها السادة.. ان نمتلك القدرة على مداراة الجراح.. والشروع عمليا في مداواتها بمبضع نطاس ماهر في علم الادارة وعالم ماهر في التطبيب النفسي.. لذلك سعدت كثيرا وطويلا لان الاخ الفاضل سارع الى تغيير بروفايله الخاص بصورة اطهر الطاهر كأيقونة للصمود وكأنه اراد ان يحييه على شجاعته في ذلك التوقيت القاتل.. هذه هي روح الهلال.. وروح الاسرة.. وروح المجتمع المتماسك.. ما فعله الفاضل يعني اول ما يعني الايمان بالقضاء والقدر.. ثم تبرز حنكة الاخ العليقي في ذلك الحديث الطيب الذي رطب الاكباد وعلى من قيمة ان باكر ادعى للانجاز.. لم يُكتب النصر على صفحة الهلال في هذا اليوم.. لذا سميناها المجنونة التي كثيرا ما (تحرن) وتعطي بمقدار لا يتمشى ابدا.. مع حجم العطاء.. لسه الاماني ممكنة يا اهلة.. وغدا امر.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد