صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لماذا نحن ضد التطوير..!

361

زووم

ابوعاقلة اماسا

لماذا نحن ضد التطوير..!

* تحفظ سجلات الكرة السودانية أن بعضاً من نجومها السواطع برزوا في عوالمها في سن مبكرة جداً، تدل على أن الكرة السودانية غنية بالمواهب وربما تكون الأغنى على المستوى الإفريقي، وأن كل ما ينقصها أكاديميات تصقل تلك المواهب، وإدارات تؤمن بأهمية التجديد ولا تعمل مع اللاعبين بنفسية التملك والإحتكار.
* لن أنسى يوم أن جاءت وفود القمة لتفاوض عبدالمعز جبارة فضل المولى (صبحي) لضمه، ووفد الهلال عندما اصطحب اللاعب في إحدى أيام ١٩٨٦.. وكان صبحي وقتها صبياً، هو أصغر إخوته وأكبر موهبة، وكان أمامنا بدفعتين في مدرسة أبوعشر الغربية الإبتدائية، وعندما انضم إلى الهلال كان في الصف الثاني بمدرسة أبوعشر الشرقية المتوسطة وعمره لا يتجاوز ال١٦ عاماً.
* صبحي إنضم للفريق الأول في الهلال وصنع لنفسه مجداً وإسماً في تأريخ كرة القدم السودانية، ولكن الفضل في كل ذلك يعود للإدارات التي كانت تؤمن بالمواهب الصغيرة، وتوفر لها البيئة المناسبة للتطور والنجاح، وللمدربين الذين لم يتهافتوا للفوز بأي ثمن على حساب البناء السليم… وإن كنت أرى أن قرار الشطب الجماعي لنجوم الهلال في ١٩٩١، قطع مسيرة اللاعب، بل ووضع حداً لمسيرة جيل متميز من لاعبي الهلال.
* لاعب آخر من نجوم حقبة الثمانينات من القرن الماضي، أذكره كلما أتيحت الفرصة للحديث عن المواهب الصغير، حسن بشاره (دحدوح).. فقد إنضم للمريخ وهو بالكاد ١٦ -١٧ سنة.. جاء من كوستي وفرض نفسه أساسياً وكان جزءً من فترة زاهية من تأريخ المريخ والكرة السودانية، والطبيعي أن أمثال دحدوح كان ليستمر في المريخ والمنتخبات حتى العام ٢٠٠٠، ولكن.. الإدارات المتخبطة كانت تعتنق فكرة التسجيل كعادة إدارية بائسة تمارسها وإن لم يكن الفريق بحاجة إلى لاعبين جدد، فيذهب الموهوب ويحل محله العاطل الذي لايقوى على المنافسة فيغادر بعد أقل من موسم.
* المريخ سجل في تأريخه العريض معظم نجومه الكبار من الدورات المدرسية التي كان لا يشارك فيها إلا الطلاب الحقيقيون وبأعمارهم الحقيقية، سامي عزالدين والعمده والطاهر هواري، وقبلهم بشرى وبشارة وجادالله، وفي الثمانيات أيضاً كنا شهوداً على انضمام بن عمي الراحل مأمون صابون، والراحل صديق العمدة.. كلهم إنضموا للفريق وهم في مراحل الصبا الغض، ولا نتذكر أن لاعباً جاء للمريخ ناضجاً إلا الساحر أسامه آدم ريحان (سكسك).. فهو استثناء في كل شيء، موهبة يضن الزمان بمثلها.
* في ١٩٩٠، وبينما كان المريخ في رحلته الإحتفالية إلى ألمانيا بمناسبة فوزه بكأس الكؤوس، أعلن إتحاد الكرة مباراة دورية للفريق أمام الموردة، وأصر شداد على قيامها، فاضطر الفريق على إشراك اللاعبين الجدد وإكمالهم بعدد كبير من لاعبي الأشبال، تلك المباراة التي لعبها المريخ مرغماً أمام الموردة وانتهت بالتعادل، قدمت للفريق إدوارد جلدو وابراهومه وخالد وجعفر وغيرهم من اللاعبين الذين أصبحوا من ذلك التأريخ أرقاماً في خارطة الكرة السوداتية لا يمكن تجاوزها.
* الإدارات التقليدية والمتخلفة للأندية السودانية تتعامل مع اللاعبين الصغار بفكر قاصر يتخطى الموهبة ومايلي الإدارات من مسؤوليات لتهيئة المواهب لعالم النجومية، لذلك وقفوا ضد قرار إشراك لاعبين شباب في مباريات الدوري، وعندما ظهر الجزولي نوح مثلاً مع المريخ هلل المتفاجئون وكبروا واحتفلوا وكأنهم إكتشفوا قطعة ذهب هي في الأصل جزء يسير من كنز كبير ينامون عليه إسمه فريق الشباب.
* أراهن على فريق شباب المريخ من واقع متابعتي اللصيقة لهم منذ سنوات، وأثق في أنه بإمكان المريخ أن يخوض مباريات في الدوري الممتاز بفريق الشباب وينتصر فيها… عادي.. لماذا نرفض ذلك؟
* هم عناصر جيدة ومختارة بعناية، وتتلقى إهتماماً من إدارة واعية، وإن كان العمل يدور بعيداً عن الأضواء ودعم مجلس الإدارة أو حتى علمه، ولكنه عمل جيد ومحترم.
حواشي
* أي جيل من اللاعبين.. فريق أو منتخب سني وجد إهتماماً وإعداداً جيداً رفد الكرة السودانية بلاعبين مميزين…!!
* بالنسبة للجزولي نوح.. فقد كان مميزاً في الجريف وشامة في خد دوري الدرجة الأولى.. ولولا قرار شداد وإتحاده لما اكتشفه المريخاب.
* علينا التعامل مع قرارات الإتحاد بإشراك نجوم شباب من الزاوية الإيجابية.. فهو قرار سيخدم الكرة السودانية ويكون سبباً في بروز نجوم لهم شأن كبير.
* لماذا يتقيد الفريق بقرار إشراك لاعب واحد شاب إذا كان بحاجة إلى إشراك خمسة مثلاً؟
* في شباب المريخ أكثر من عشرة لاعبين لو منحوا الفرصة بقليل من الإهتمام سينجحوا…!!
* بعض مدن السودان التي تنشط في الممتاز ليس بها نشاط ناشئين بالمعنى المطلوب، وهي التي ستعاني بهذا القرار..
* كادقلي مثلاً.. إضطر هلالها على ضم لاعباً من ناشئي الخرطوم واتضح أنه مسجل في اتحاد القطينة… وهو موقف اضطر معه النادي لتصحيح مسار اللاعب.
* في بورتسودان نشاط ناشئين تسخر له الإمكانيات الضخمة، ولكنه غير ملتزم بالأعمار.. وتفسده عمليات التزوير الواسعة، لذلك.. لن يستفد منها الثنائي حي العرب والهلال بالشكل الأمثل إلا بعد التقويم.. لذلك أرى أن مسألة الإهتمام بالناشئين تستحق أن تكون هم عام وليس خاص بإتحاد الكرة.
* في خاتمة المطاف نحن نتمنى أن تحظى منتخباتنا السنية بلاعبين صغار ومتمرسين في المنافسات وليس فقط موهوبين… فالموهبة وحدها لا تجدي..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد