لوحة 2018

خارطة الطريق
ناصر بابكر
* (2015) عام ما أن يأتي ذكره إلا ويستعيد كل عاشق للمريخ ذكريات أجواء وكرنفالات وأفراح وليالي ملاح لا تنسي كانت فيها القلعة الحمراء مسرحاً لتقديم أجمل العروض الكروية في الملعب ومشاهدة أرقي اللوحات الجماهيرية في المدرجات حيث كان هنالك تنافساً محبباً بين الفريق وأنصاره على صناعة الروعة والإبداع وجلب المتعة.
* اسدل الستار على ذاك العام، وإن أختلف حال الفريق في الذي يليه إلا أن مكاسب المريخ مما حدث في 2015 كانت حاضرة وعلى رأسها النقلة المذهلة التي حدثت على مستوي الأداء الجماهيري، واكتساب قدرة مدهشة على صناعة الإبداع وتحويل المدرجات إلى ساحة لعرض أجمل اللوحات فكانت اللوحة الجماهيرية الرهيبة في مباراة وفاق سطيف في ذهاب دور الستة عشر من دوري الأبطال وإن لم تأتي رياح النتيجة وفق ما تشتهي سفن الأنصار لكن العزاء كان في العرض الأنيق في المدرجات.
* 2017 وإن لم يشهد نفس إبداعات 2015 أو لوحة موقعة وفاق سطيف في 2016 لكنه سجل اسمه بأكبر حشد ليس في تاريخ مباريات المريخ القارية فحسب وإنما في تاريخ الكرة السودانية عبر موقعة ريفرز حينما ضاقت يومها مدرجات القلعة الحمراء بالجماهير ولولا تطايب نفوس عشاق النادي الكبير لما اتسعت مساحة الملعب لتلك الأعداد الهائلة والتي عادت مثلها أدراجها لأن المدرجات كانت امتلأت بأكثر بكثير من سعتها ولم يعد فيها مساحة لموطئ قدم لتصنع تلك الحشود (ريمونتادا) تاريخية خطفت أضواء كل العالم وتحدثت عنها افريقيا طويلاً.
* 2018 حل والمريخ يعيش أوقاتاً صعبة والفرقة الحمراء تدخل سباق الأبطال الإفريقي من بوابة الخروج لذا لم يتسني للأنصار المضي قدماً في وضع بصمة للذكري والتاريخ فيما يتعلق بالحضور الجماهيري واللوحات الإبداعية بالشكل الذي يؤكد للجميع أن جماهير المريخ تتقدم بسرعة الصاروخ فيما يتعلق بقدرتها على صناعة الدهشة كماً وكيفاً .. غير أن أيام العام دارت وعادت لتضع الكرة من جديد في ملعب الأنصار وتمنحهم فرصة لتعويض ما فات في مسابقة هي الأكبر والأضخم بكل المقاييس في تاريخ البطولات العربية سواء من ناحية الجوائز المالية أو من ناحية تواجد كل الأندية الكبيرة والبارزة في الوطن العربي في هذا المحفل الذي يحظي بمتابعة إعلامية وإهتمام من المحيط إلى الخليج وبالتأكيد فإن أنظار الكاميرات لا تسلط أضواءها على المستطيل الأخضر فحسب وإنما تمنح مساحة كبيرة للمدرجات أين يتواجد ملح كرة القدم وسر روعتها وشعبيتها الطاغية (الجماهير).
* ومن حسن حظ أنصار المريخ، أن القدر لم يمنحهم فقط فرصة تعويض ما فاتهم على الصعيد الإفريقي بالمشاركة العربية، بل أن أول مباراة للمريخ على أرضه فيها تأتي والفرقة الحمراء تعيش مرحلة تعافي مفرحة وتقدم مستويات واعدة للغاية وتبدأ رحلة إجادة يتمني الكل أن تستمر طويلاً وتضرب موعداً مع المتعة والإبداع وكرة القدم الأنيقة التي يعشقها كل عاشق للمريخ.
* ومع ابتعاد المريخ عن معقله في آخر جولتين بعد أن لعب في الشمال اللبناني عبر ملعب السلام زغرتا ثم الشمال السوداني عبر ملعب كريمة، فإن الشوق لمعانقة الزعيم بقلعته الحمراء يأتي ليكمل كل المقومات المطلوبة لتدشين العروض الجماهيرية المدهشة وإعادة كرنفالات فرح المدرجات سيما وأن الفريق الحالي لم يلعب في ملعبه سوي مرتين فقط في النصف الثاني أمام مريخ الفاشر وحي العرب مقابل خمس مباريات خارجه في القضارف والأبيض وشندي ولبنان ومروي دون أن ننسي أن لقاء الغد أمام الجيش يعد الأول الذي سيعايش فيه الطاقم الفني بقيادة التونسيين يامن زلفاني والعرفاوي والروماني ماريوس ونجم الوسط النيجري سومانا ونجوم تعاقدات الوطنيين حمزة داؤود والجس والموهبة التي تنبئ بمستقبل باهر للحد البعيد سيف تيري أجواء القلعة الحمراء في مثل تلك النوعية من المباريات والمسابقات ومن الضروري أن يكون العرض الأول، الأجمل والأفضل ليفتح شهية الجميع للعمل بطاقة وجهد ورغبة أكبر في الفترة القادمة.