عندما تدلهم الخطوب من كل حدبٍ و صوب ناحية الأندية الجماهيرية.. يصبح لزاماً علي نجومها الكبار أن يعملوا بجدّ و سرعة لأجل إخراج النادي من وطئة الضغوط الاعلامية و الجماهيرية التي تُسلط سهام النقد القاسية علي سوء الأداء تارةً و علي تردي النتائج تارةً أخري.
و لأنه أحد قادة المريخ الكبار وجد نفسه مسئولاً بصورة مباشرة عن انتشال الفريق من وهدته و مواجهة الظروف السيئة و الحال الحرن الذي يمُرّ به الكوكب الأحمر من تردي اداري أو تواضع فني علي الدكة الفنية الفقيرة.
و لهذا كانت ليلة الأمس هي ليلة (العجب).. الفارس الذي تواجد علي ترتان شيخ الاستادات و هو يرتدي شارة القيادة و يحمل علي كاهله مسئولية اسعاد 20 مليون مريخي علي امتداد المعمورة.
العجب وجد نفسه في واقع (خرمجة أبو عنجة) الذي أفقد الدفاع الأحمر بُهار التناغم و تسببت خبرته (الصفرية) في قتل وتيرة الأداء في المريخ لدرجة أن بات (العك الكروي) هو شعار الأداء الأحمر الثابت في كل المباريات.
و لأن العجب فارسٌ من الزمن الجميل.. فقد قررّ حمل رآية القتال و التسامي فوق كل الظروف بحثاً عن إسعاد هذه الأمة المليونية الوفية.. و قد تحقق له ما أراد بعزيمة الرجال و بقتال الصناديد الذين يفضلون الموت وقوفاً في ساحات الوغي حين يتواري الجبناء.
العجب الذي حسم (قمة الدخان) عاد بالأمس ليقتل آمال فتية الفاشر الذين ظنوا أن بمقدورهم الاستفادة من ظرف الزعيم الحالي و ما درّوا أنهم بين يدي أسدٌ هصور أقسم علي نفسه ألا يبيتن مريخابياً واحداً و هو حزين علي النتيجة التي ستعقب صافرة الختام.
و كان للعجب المُراد.. حين تسبب في الهدف الأول بعكسيته التي تهادت من الركنية في الدقيقة 11في شوط (الملل الأحمر برفقة أبو عنجة).
في الشوط الثاني غرّد المحترف الذي انتظرناه طويلاً بهدفٍ من طينة الكبار في الدقيقة 57.. و قبل أن نهنأ بالفوز و نتوقع تحسُن الأداء فاجأنا أبناء الفاشر بهدف تقليص الفارق في حدود الدقيقة 60.. و هنا كانت حوبة العجب للمرة الثانية حين صنع هدفاً علي طبقٍ من ذهب للعائد للتشكيل الرئيسي (التكت) في الدقيقة 76.
و علي طريقة الهدف الأول كررّ هلال الفاشر تقليص النتيجة ليضع الجميع أيديهم علي قلوبهم خيفة ضياع الانتصار.. و هنا تتجلي مسئولية القائد الهمام الذي آل علي نفسه أن يضع النصر قرباناً أمام سعادة الجمهور و يتمكن من احراز واحدٍ من أجمل الاهداف بلعبة مقصية (فيرست تايم) علي يمين الحارس الذي استسلم لجبروت العجب الذي أصدّر فرماناته بالأمس و حاز لفريقه نقاط المباراة و الانتصار الذي يعيده لإعتلاء روليت الدوري مرةً أخري.
نبضات متفرقة
غداً بإذن الله نُقدم رصداً تأريخياً لمسيرة نجم النجوم (رمضان عجب) طوال سنواته في ديار الأحمر.
طوال المواجهات السابقة التي جمعت المريخ بضيفه لم يفتح الله علي الضيوف سوي بهدفين فقط.
بالأمس تمكن أبناء الفاشر من صنع ما قاموا به في سبع مباريات بالكامل.. بسبب التشليع العجيب الذي مارسه أبو عنجة في الدفاع الأحمر الذي تم تجديده بنسبة 75%.
أبو عنجة أبعد أمير كمال و حمزة داؤود من قلب الدفاع (تماماً) لحساب الوافد الجديد جدو كومر و الذي لم ينسجم أداؤه حتي الآن مع نمر.
و للمباراة الثالثة توالياً يصّر أبو عنجة علي تكرار نفس الخطأ بالاصرار علي هذا الدفاع المتنافر بالرغم من توفر كل البدائل (الأساسية سابقاً) علي دكة البدلاء!!
أما خط الوسط فعلي ما يبدو أنه سيصبح (أنبوب اختبار) أبو عنجة الذي يلعب كل مباراة بتشكيل جديد في هذا الخط!!
أمام هلال كادوقلي دفع بـ(ضياء ـ حمزة ـ أبو القاسم).
و مع أهلي شندي لعب بـ(الصيني ـ امير ـ ابو القاسم).
و بالأمس جاء بـ(ضياء ـ التكت ـ الصيني ـ العجب)!!
ثنائية (امير ـ نمر) في الخط الخلفي ظهرت 14 مرة خلال هذا الموسم و منحت الفريق لقب (الأفضل دفاعاً).
دخول جدو كومر للتشكيل الاساسي يجب أن يتم علي نار هادئة حتي يكتسب التجانس الكامل بدلاً من المحرقة الحالية و التي ستخرج اللاعب من قلوب الجمهور.
حتي لاعبي الطرف صغيرا السن (رامي و طبنجة) فهما معرضان لنفس الضغوط التي يعاني منها جدو كومر.
المريخ سيكون في الراحة الاسبوع القادم.. و مباراته التالية ستكون في الثغر الباسم يوم 26 فبراير الجاري.
فسحة زمنية لالتقاط الانفاس و تعديل الصفوف و اصحاح الاخطاء الكثيرة التي شابت أداء الفريق.
نتمني أن نتابع المريخ تحت قيادة جهاز فني مقتدر في الجولة القادمة الصعبة للغاية.
