صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مائدة من السماء..!

971

زووم

ابوعاقلة اماسا
مائدة من السماء..!

* المريخ والهلال اللذان يمثلان قمة الكرة السودانية يفتقدان للخارطة السليمة التي تقودهما من ظلام التقهقر والتشرذم والأزمات إلى نور التطور والتقدم والبناء، وتجمعهما الكثير من السلبيات من حيث أنهما ثنائي فرض عليهما إنتمائهما لبيئة واحدة أن يتشاركا واقعاً يدعي أي طرف منهما أنه أفضل من الآخر، بينما ينظر إليهما العالم الرياضي من الخارج بعين واحدة.. ويضعهما في ميزان واحد للتقييم لا يخرج من مجمل نتائجمهما الخارجية، وهما من واقع هذا التقييم مطالبان بحركة تصحيح شاملة تخرجهما من ظلمة الأزمات إلى آفاق البناء والتنافس الجاد.
* في العشرين سنة الأخيرة شهدت ساحتهما كثير من التحولات معظمها سلبية قياساً بنا يجري في المحيط العربي والأفريقي، من حيث التفكير والمنتوج.. والثقافة التي ينبغي أن تسود لكي ننافس ونتطور ونحقق طموحاتنا، وأولى تلك السلبيات (المشتركة) أن بيئة العمل الإداري في الناديين تمتاز بالغرابة والتناقض والإرتباك، والثقافة السائدة في مجتمعي القمة هي النقيض تماماً لما هو مطلوب منهما لتحقيق طموحاتهما، ابتداءً من القدرات التنظيمية، وتقييم الناس للفكرة والجهد الذي يقود إلى الأمام، ويجنب الناس ويلات الدوران فيىالحلقات المفرغة، وأقرب دليل على أن ثنائي القمة يسبحان بعيداً عن التيار أنهما يتبادلان التموضع في الأزمات، يكاد المريخ قد خطا خطوة نحو التحرر من أزمته الإدارية وجدلية تبعيته للإتحاد أو النفوضية، ودوامة النظام الأساسي وتعديله وموائمته مع النظم الدولية، ودوران كل ذلك في فلك (أشخاص) يبحثون عن بطولات، حتى بدأ نادي الهلال ينغمس في ذات الدوامة، ويعيد تكرار أزمة المريخ بتفاصيله السخيفة والمملة، وبذات الصورة التي كان فيها البعض مركزاً على (شخصية) سوداكال دون النظر إلى أن المريخ كان بحاجة إلى تجاوز الشخصيات والتمسك بهيبة الكيان وتطوير بيئته الإجتماعية لكي تحتوي في المستقبل على أسباب التطور والنجاح، عاد الهلالاب وانشغلوا بمعركة مع لجنة التطبيع وهشام السوباط وشقيقه، مع ان المنطق يقول أن الأشخاص إلى زوال ويبقى السلوك الإجتماعي متوارثاً بالتواتر.
* في المريخ أيضاً مايزال البعض يركز على شخصية حازم مصطفى، ما يلبسه ويأكله، وكيف يجلس ويمشي ويضحك، في حين أن النادي الكبير يمر بأزمة تفرض على الجميع التسامي بمستويات التفكير والإرتقاء بالسلوك العام إلى حيث يكون إضاءة لمستقبل أفضل، ولكن يبدو أن البعض يهتم بإفشال حازم مصطفى ومجلس إدارته دون النظر لمستقبل المريخ إذا فشلت مجموعة حازم وتنحت..!!
* في المريخ والهلال… ينطق الواقع ببعض الحقائق التي لا يمكن تجاوزها، أولها.. أن مجلس الإدارة المنتهب بقيادة حازم مصكفى ولجنة التطبيع التي يرأسها هشام السوباط ماهي إلا مرحلة إنتقالية ينبغي على المريخاب والهلالاب التسامي فوق الشخصيات والمرارات لبناء مستقبل أكثر أستقلالاً وإستقراراً وسلاسة في تداول المواقع في مجالس الإدارات.. وبالتالي الإرتقاء بالبيئة العامة من حيث المفاهيم لكي تكون بيئة مؤهلة لعمل إداري فيه نوع من الإبداع، وعمل إجتماعي يجذب الناس لكي يكونوا جزءً منه، ولكن ما يجري الآن على صعيد الناديين بالجد (ممل ومنفر).. وإذا استمرت المعطيات كما هي عليه الآن فإننا سنجتهد في الإنحدار والسقوط ولن نتوقف إلا في القاع والذيلية..!
حواشي
* إستهداف الأشخاص دون الأفكار والبرامج يخلق بيئة منفرة وطاردة في الناديين، ويقزم من مكانة الناديين ويجبرهما على البقاء في مواقع يتساويان فيها مع غمار أندية الدرجات الصغرى… في حين أنهما ناديان يتمتعان بإمكانيات بشرية ومادية يؤهلهما للتنافس الدولي بصورة أفضل..!!
* لا ينبغي لمجتمعات الناديين الكبيرين أن يتأثرا بالتغييرات السلبية التي تحدث في البلاد على أصعدة السياسة والإقتصاد.. على الأقل مطلوب منهما أن يصمدا ويقاوما تلك التغييرات لأنهما مجتمعان يتميزان بالثبات في بعض المعطيات، ومثلاً لكل منهما رموز ومرجعيات.
* في تقديري الخاص كان صلاح إدريس من أنجح رؤساء الأندية الذين عملوا في العشرين سنة الأخيرة، وكانت عقليته سابقة لفترة عمله، مع وجود السلبيات بطبيعة النشاط البشري، وفي المريخ كانت تجربة جمال الوالي هي الأبرز.. ولكن الناديين لم يستفيدا من تلك التجارب في إحداث النقلة المطلوبة في البنيان الإجتماعي.. لذلك.. ذهب صلاح إدريس وجمال الوالي وبقيت السلبيات في مجتمع الناديين.
* في الأهلي المصري.. بطل القرن وأفضل نادٍ أفريقي وعربي على الإطلاق.. عندما نريد أن نتصفح تأريخ النادي ومكامن هيبته، نبدأ من عاداته وتقاليده كنادٍ كبير، وجمعيته العمومية ومجتمعه (الإيجابي) والذي تتعكس إيجابيته على عضوية النادي.. ورغم أن الأهلي سليل بطولات ورائد منصات لا تجد فيه من يمتدح الشخصيات على حساب قيم النادي، ولو توج الأهلي ببطولة العالم للأندية لعاد المجد للنادي وليس لمحمود الخطيب في شخصه.. فهو (قائد منظومة) متكاملة ومترابطة.. وترس في ماكينة كبيرة تسمى الأهلي..!!
* أما عندنا هنا.. حيث الوجع أشكال وألوان… فإنهم يهدمون المريخ والهلال في شخص رئيس النادي.. ويهدمون مجتمعه بهدم مجالس الإدارات، وترتفع أصوات الصراعات والقصف الإعلامي على حساب البناء القيمي.. ومع مرور الوقت ستكون نتيجة كل ذلك مجالس إدارات بحجم أندية في الدرجة الثالثة….!!
* هل يستطيع حازم مصطفى وهشام السوباط، وصلاح إدريس وجمال الوالي، وكوارتي وسوداكال.. أو حتى شاخور والطيب عبدالله وضع الناديين في مقدمة الأندية الأفريقية دون أن ترتقي مجتمعاتهما للمستوى الذي يناسب الأندية الراةدة؟
* هذا هو المستحيل بعينه.. لذلك فالتحدي الكبير هو أن تعاد بناء هذه المجتمعات بصورة تكون فيها مساحات الإتفاق أرحب من حلبات الخلافات والصراعات.
* لا يمكن أن نكون عشوائيين وسلبيين في كل شيء وعندما نخرج للمنافسات نريد أن نتفوق على أهلي مصر والوداد والترجي والرجاء وريال مدريد وبايرن ميونيخ..!!
* جماهير القمة بما يجري في ساحتهما ينتظرون مائدة نجاحات تنزل عليهم من السماء دون إن يتحلوا بروح العصر ويؤمنوا بحقيقة (كيفما تكونوا.. يولى عليكم)..!

قد يعجبك أيضا
3 تعليقات
  1. ابراهيم السنارى يقول

    انت رجل رائع انيق ومهذب ياريت كل الصجفين الرياضيين مثلك نعمة التربيه والاخلاق
    دائما مقالاتك رصين وبليغه ودائما احرص لقراءات عمودك رغم انى هلابى

  2. عبدالملك يقول

    الله عليك … غاية النضج ليت قومي يسمعون النصح ويبتعدون عن الاهتمامات الصغيرة ويعملون من أجل الكيان. سلمت يداك اماسا الكبير عقلا وطرحا.

  3. إيهاب وهبة مكي-صحفي يقول

    الكثير من كبار الصحفيين الرياضيين السودانيين المعروفين يمجدون شخصيات الأندية الكبرى المريخ والهلال على حساب النادي الكيان.. فجمال أفضل من حازم وحازم أفضل من سوداكال وصلاح إدريس أفضل من الكاردينال..الخ ..

    إنها مصيبة كبيرة أن يتم اختزال نادي كبير مثل المريخ في شخصيات بعينها لأن الشخصيات تزول ويبقى النادي الكيان.

    النادي هو الذي يصنع الشخصيات وليس الشخصيات هي التي تصنع النادي.. سواء كانت هذه الشخصيات لاعبين أو إداريين أو مدربين أو رؤساء أندية أو أعضاء مجلس إدارة.

    الحين ادركت تماما أن الإعلام الرياضي في السودان جزء كبير من أزمة الرياضة بالسودان واحد أسباب تدهورها وتخلفها ..

    وحاليا نجد الكثير من الصحفيين والإعلاميين الرياضيين، أصبحوا مثل هتيفة المدرجات الشعبية هذا مع هذا وهذا مع ذاك وهذا ضد هذا وهذا ضد ذالك.. لا تتطور كرتنا بهذه العقلية المتخلفة والعقيمة.
    إيهاب وهبة مكي / صحفي مقيم بالسعودية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد