ما أضعفنا !!

بدون حجاب

خالد عز الدين

رفض إبليس ان يسجد لآدم.. تكبر على الذي خلقه .. كتب الله عليه الشقاء والبقاء ولكنه أصبح عدواً لآدم فأخرجه من الجنة وكانت الأرض مستقراً لنا ..
في هذه الدنيا نعيش على أحلامنا والموت أمامنا !!نبيع لأنفسنا وهم البقاء ونحن نعرف مصيرنا .. نقاتل بعضنا والحقيقة التي لا تقبل الجدال ان كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ..
أكثر من أسبوعين غابت هذه الحروف عنكم بأمر الألم.. ما أضعف الانسان.. يتخيل انه يملك الدنيا وهو لا يملك إزالة الألم عن جسده!
أكثر من أسبوعين وأنا استوعب في دروس جديدة من المرض هذه المرة .. فالدنيا لا تنتهي دروسها التي تقدمها عبر الآلام أحياناً..
عندما تكون في قمة الألم فان كل شيء يتساوى عندك.. حتى ان الفروق بين الهلال والمريخ تتلاشى ! لا تحس بطعم شيء .. بدأت رحلتي مع المعاناة في نهار مباراة نصف النهائي في كأس السودان .. كنت مساء في مستشفى (الفيصل) سمعت من يتحدث عن تعادل الهلال او هزيمته بهدف وهزيمة المريخ بهدفين.. لم أركز جيداً ولكن الرجل الذي كان يتحدث رفع صوته وكأنه يريد ان يلفت انتباهي .مباراة المريخ خلاص ماشة على النهاية والهلال عندو فرصة ! لم التفت اليه.. كان صوته فقط أقوى من التجاهل ولكنه لم يكن أقوى من الألم كنت في تلك الليلة بعيداً عن هذه الدنيا.. في حالة من الانجذاب لعوالم أخرى.. حيث التسامح والمغفرة والهدوء والسكينة .. فحتى الألم له فوائد.. يجعلك تنظر للحياة من زاوية أخرى قبل ان تعود الأشياء لطبيعتها !!
غفوت بحبات (التطور) العلمي وأنا أسأل نفسي كيف كان الانسان الأول يتحمل كل هذا الألم بدون حبوب مهدئة او بنج ! وعلمت ان الله أكثر رحمة من كل الحبوب فهو الوحيد القادر على ان يجعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم ..
في فجر ذلك اليوم لم يكن أمامي الا أن أفتح التلفاز عند الرابعة صباحاً والهدوء يعم المكان.. قرأت عن هزيمة المريخ من الأهلي شندي وانتصار الهلال على هلال الأبيض.. ضحكت وقلت (الدنيا برضو حلوة).
أسبوعان وأكثر غبت عن هذه المساحة ولكن كتابات القراء لم تغب عني .. مع كل صباح جديد كنت أجد من يسأل عن بدون حجاب فيرفع السؤال عني قدراً من الألم ويزيدني يقيناً بأن الصدق هو أغلى ما نملك، الذين يتمنون لك الخير ليس الهلالاب وحدهم فهناك اخوة أعزاء في المريخ جمعتك معهم المبادئ والقضايا الكبيرة ..تجدهم هاشين باشين عند لقائك.. عمال المستشفى وشباب الاستقبال وحتى الدكاترة.. يضحكون معك بسبب كتاباتك عن المريخ.. يستوعبون هذه المنافسة بفهم عال وراق لا يتوفر لكثير من الزملاء للأسف الشديد.. يقول لك أحدهم (أنا مريخابي لكن بقرا ليك كل يوم) ما يجمع بيننا أكثر مما يفرقنا.. المنطق يفرض نفسه والكلمة الصادقة تبقى.. أحس بصدقهم وأقول شكراً لكرة القدم.. شكراً للصحافة الرياضية التي جعلت كل هذا ممكناً. شكراً لأحبتي الأهلة.. كلما طرقنا بابا فتحه لنا الهلال.. حب الهلال.. عشق الهلال.. أنصار الهلال.. يكادون يطيرون بكل في كل مكان.. انت تحب الهلال فليس هناك ممنوعات في وجهك.. كل شيء متاح ..اتفضل يا أستاذ .. نحن تحت أمرك.. جداً .. مافي مشكلة .. طوالي .. شكراً لكل من سأل عن الغياب وعن بدون حجاب والحمد لله على نعمة هذا الحب ..
غبنا لأكثر من أسبوعين الحدث الأبرز فيها هو فوز الأهل شندي بالكأس فمبروك لكل أهل الأهلي ولكل أهل شندي.. والحدث الذي يفرض نفسه حالياً هو التسجيلات.. وتسجيلات الهلال تجذب الاهتمام والانتظار للاعبين الأجانب بلهف وشوق لأنهم من يصنعون الفارق.. في عالم الاحلام على الأقل او في العالم الافتراضي.. لذلك فان الحديث عن استجلاب لاعبين فقط ينقص الاحلام الكبيرة ويعني بأن الهلال لم يستفد من الدرس.. لابد من ثلاثة أجانب باختيار دقيق .. وحتى نتحدث بدقة أكثر.. نكتب غداً عن الاحتياجات والتسجيلات .. شكراً لكم ومرحباً بكم ومرحباً بالأخ العزيز قسم خالد رئيساً لتحرير هذه الصحيفة عسى ان يكون خير خلف لخير سلف وهو صديقه ياسر عائس.. اخوة تجمع بيننا كلنا وقدر يجعلنا نتنقل بين الصحف .. ذهب ياسر للجوهرة وجاء قسم من الجوهرة والخير في ما اختار الله .. لكل التوفيق أخي قسم خالد ..