صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ما بين الكرة الحقيقية والمغشوشة..!!

39

كرات عكسية 

محمد كامل سعيد

ما بين الكرة الحقيقية والمغشوشة..!!

* فرضت اربعة فرق عربية سيطرتها على نصف نهائي اكبر بطولات القارة الافريقية السمراء (دوري الابطال)، وعبر الوداد والزمالك والرجاء والاهلي بجدارة الى الدور قبل النهائي (قبل خطوة واحدة من اللقب).. ما معناه ان الكاس القاري سيبقى داخل المحيط العربي في ظل تفوق ملحوظ على بقية فرق دول القارة بكل اتجاهاتها..

* ولان الشئ بالشئ يذكر يجب علينا الاشارة هنا الى ان الغرق الاربعة (في نصف النهائي) احتل كل واحد منهم المركز الثاني في مجموعته بالمرحلة السابقة اي انهم لم يتاثروا سلبا من قصة اقامة جولة ذهاب ربع النهائي على ملاعبها.. كما ان الفرق الاربعة التي تصدرت مجموعاتها لم تستفيد من اداء لقاءات الحسم بملاعبها..

* الدور نصف النهائي سيشهد صدامان عربيان ملتهبان ما بين فرق المغرب ممثلة في الرجاء والوداد، ومصر ممثلة في الزمالك والاهلي.. ومع ذلك الواقع قد نتابع نهائي مصري او مغربي او مغربي مصري وفي كل الاحوال فان عشاق الساحرة المستديرة سيكونوا على موعد مع الاثارة والمتعة والكرة الحقيقية الغير مغشوشة..!!

* نقول ذلك، ونكتفي بالمتابعة والفرجة وتدوين الملاحظات على هذه المراحل المتقدمة في اكبر وامجد واعرق بطولات افريقيا بعد ما ادمنت فرقنا السودانية تكرار سيناريوهات الفشل والسقوط المر مبكرا ومن الادوار الاولية.. والمحزن والمؤسف ان المريخ (الذي كان عملاقا) ياتي على رأس انديتنا التي ادمنت الوداع والانكسار..

* انها الغيبوبة والله ان نتابع ما يحدث من تطور وتقدم وتربع لعدد من اندية دول الجوار الجغرافي وهي تكتب كل عام تاريخا جديدا يزداد بريقه سنويا ويبتعد اصحابه عنا بعشرات السنوات الضوئية.. في حين تتفرغ جل اصداراتنا الاعلامية لاشعال نيران التعصب وناجيج الخلافات واثارة النعرات التي لا تخدم الرياضة ولا علاقة لها البتة بالساحرة المستديرة التي بهرت الملايين في كل الانحاء..

* مخطئ ومكابر ودجال وتاجر سمسار ذلك الذي ينكر وجود علاقة بين سياسة التعصب التي فرضت نفسها على واقعنا الكروي والرياضي عامة، مع ما يحدث من انهيار متكامل وتام لفرقنا في كل البطولات الخارجية.. ولو من باب ان نعرة التعصب التي ابتدعها التجار والسماسرة خلال السنوات الاخيرة هي التي وطدت علاقة انديتنا مع السقوط المتواصل..

* مثلا مثلا.. يتفرغ هواة بيع الوهم لاقامة الكرنفالات ابتهاجا بفوز المريخ وعبوره لفريق في قامة الترجي التونسي الذي كان يمر حينها بمرحلة بناء، ثم يغيب ابناء معين الشعباني عن منصات التتويج لفترة قصيرة قبل ان يعودوا ويحرزوا لقب الابطال في عامين متتاليين ويظهروا في كاس العالم للاندية ونكتفي بمنابعهتم فقط..

* يغيب الزمالك المصري ثم يعود بقوة وينال لقب الكونفدرالية بجدارة، قبل ان يتحول لتحقيق انجاز خرافي تمثل في نيله للسوبر القاري امام الترجي، ثم عاد وعبر ابناء باب سويقة الى نصف نهائي الابطال في زمن قياسي.. في حين ان اعلامنا مشغول بقصص التعصب الهامشية التي كنا ولا نزال نلف وندور في فلكها بفعل فاعل..!!

* لقد اثبتت الايام والشهور والتجارب المريرة التي مرت بها انديتنا، بما فيها المريخ، ان لا احد من اولئك الدخلاء الذين تفرغوا لاشعال النيران، يفكر – محر تفكير – في مصلحة الكرة السودانية او انديتها في اشارة عملية وعميقة اكدت بما لا يدع مجالا للشك اصرارهم على التعامل بكل الصفات (الانتهازية) لاجل تمرير اجندتهم الخاصة البعيدة عن الكيانات التي يتمشدقون بها..

* ان العشق الخرافي الذي يكنه كل افراد القبيلة الكروية بالسودان لانديتهم يستحق اكثر وافضل  اكبر الانجازات والبطولات القارية والاقليمية ولو من باب التقدير ومبادلتهم الحب بحب والولاء بولاء والوفاء بوفاء.. لكن وللاسف فان ما يحدث بعيد عن المنطق والواقع..

* نحن على يقين بان قاعدتنا العاشقة لكرة القدم واذا ما مارست الصبر على الواقع البائس الحالي وصمتت على ما حدث ويحدث في انديتنا الكبيرة اسما فانها لا ولن تستسلم طويلا.. وحتما سيخرج المارد من قمقمه ليعلن صراحة ويصرخ بصوت مسموع رافضا تلك الافكار الهدامة التي حاصرته لسنوات..!

* لا تزال قصة سيدنا يوسف تحاصر عقلي.. وبالتحديد مشهد مجموعة الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) ويصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم، وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي..!!

* تخريمة اولى: بعد ضجة (كاس الاناناس الاخيرة) لم يتحمل عقلي فكرة ما يمكن ان يحدث من ضجيج اذا ما تمكن المريخ مثلا من الفوز بكأس الكونفدرالية او السوبر القاري او كأس العرب.. “لا حول ولا قوة الا بالله”.. (ياخ ديل كاس مييييت عملوا ليهو كرنفالات وجابوا لينا بيه وجع راس)..!!

* تخريمة ثانية: نكرر ماذكرناه من قبل: يا خوفي على المريخ من ما سيحدث في الايام المقبلة.. وكل ما اتمناه ان لا تصدق توقعاتنا ويفقد الاحمر جل بريقه في الموسم المقبل، وربنا يستر ويجيب العواقب سليمة..!!

* تخريمة ثالثة: الواقع الماساوي الذي تعيشه كرتنا السودانية يتطلب ثورة حقيقية كثورة ديسمبر المجيدة لتقتلع كل الدخلاء الاننهازيين من جذورهم.. وقبل ذلك لابد من الاقتناع بان هنالك خلل عنوانه الابرز المطبلاتية والتجار ومن خلفهم مجموعة من الصفاقة والكومبارس..!!

* حاجة اخيرة: الفرق تتسابق على كأس القارة والمرضى يقاتلون لتلميع انفسهم..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد