صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ما بين غناء العاطفة وسياسة التغبيش..!!

17

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

Mohammed.kamil84@yahoo.com

ما بين غناء العاطفة وسياسة التغبيش..!!

* ظلت تحركات مجلس العسكر (الذي يفترض انه انتقالي) لا تأتي الاّ كرد فعل، اذ يمكن ان يمارس الصمت لأيام واسابيع، ولا يشرع في اقامة اي مؤتمر صحافي او لقاء جماهيري او تنوير الاّ قبل ساعات من موعد اي خطوة ينويها تجمع المهنيين.. وبذلك ظل العسكر يتعمدون استباق كل ما سيحدث، بحثاً عن الايقاع بمن هم في الطرف الآخر

* قبل ساعات من موعد المواكب التي اعلنها تجمع المهنيين يوم (30) يونيو، وتحديداً صباح السبت، تفاجأنا بتحركات ولقاءات وصل الحديث فيها مرحلة (الكواريك)، سيارات الدعم السريع تملأ الشوارع وبشكل مطابق لما كان يحدث في آخر ايام المخلوع

* ضجيج غير اعتيادي، وهتافات يطلقها من يستغلون التاتشرات باسلوب غريب، ذكرني ما سبق اعلان تجمع المهنيين للعصيان المدني، في اشارة عملية اكدت ان هنالك ربكة وعدم ثقة تفرض نفسها على من يحملون السلاح في اياديهم مع ان الصحيح ان تحدث الربكة من الثوار العزل والذين ظلوا يتمسكون بالسلمية رغم التفلتات الاخيرة..

* الحقيقة، لو ان هنالك احد العقلاء يتحدث الى من يتولون امر تصعيد المواجهة لاخبرهم بان تلك الطرق البالية والتي اثبتت الشهور الماضية فشلها حيث لم ولن تفيد بدليل انها عجلي بالرحيل عندما استخدمها نظام المخلوع البشير بل كانت نتائجها عكسية ولو من باب انها اشعلت نار الغضب في الشعب المسالم وجلبت اليه التعاطف الدولي..!!

* تحدث البرهان للمواطنيين ـ وانضم ربما لا شعورياً لسياسة حميدتي ـ لكن وبجانب انه لم يكن مقنعاً، فقد فتح باباَ جديداً أكد شروع العسكر في الكيل بمكيالين خاصة بعد ما قامت قوات الامن بمنع المهنيين من اقامة ندوة للتعريف بخط سير المليونية المرتقبة..

* ولان الانفعال يظل دواماً على علاقة قوية بالوقوع في الاخطاء كان من الطبيعي ان تتعدد هفوات العسكر، وتتعقد حساباتهم ولدرجة جعلتهم يتشابهون لحد التطابق مع النظام البائد، دون اي رغبة منهم في الاستفادة من الوقائع التي اوردت الانقاذ موارد الهلاك..

* مثلاً، مثلاً، كان مرور الايام سبباً في غض قادة المجلس العسكري الطرف عن ما وعدوا به بخصوص لجنة التحقيق التي (قيل) انها كونت لمحاسبة كل من يثبت تورطه في فض اعتصام القيادة العامة.. ومرت ثلاثة اسابيع حتى الان دون اي نتيجة ملموسة..!

* ليس ذلك فحسب بل تحول الامر الى معاداة تجمع المهنيين، ووصفه بالمعارضة وكان العسكر هؤلاء قد جاءوا للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة مع انهم قالوا ورددوا بغرابة في اول ايام توليهم للقيادة انهم على قناعة بان المهنيين ساهموا بنسبة كبيرة في الثورة..!

* تحركت صباح أمس الاحد قاصداً عملي في قلب الخرطوم، على الرغم من رفض افراد الاسرة واعتراضاتهم، فتوكلت وغادر المنزل، وحقيقة كانت الحركة شبه منعدمة، حتى بعد ما وصلت الى المحطة الوسطى بحري لم اجد شيئاً غير ملامح الحرب..!!

* الرعب تمكن من المواطنيين، وفضّل عدد كبير منهم البقاء في المنازل، فبدت الشوارع شبه خالية، فعظم المحلات مغلقة، وكذلك الكافتيريات، والاسواق، حتى باعة الرصيد قرروا عدم المجازفة وفضلوا البقاء في منازلهم. كل ذلك نتيجة لتصعيد العسكر.

* ان الاساليب التعجيزية واستغلال النفوذ، وتوظيف السلاح ناحية البطش والتخويف مع المواطن البسيط اثبتت عدم جدواها، وعليه تمنيت وتوقعت ان يبدل العسكر ذلك الاسلوب الى الضد ولو من باب كسب ود الشعب الذي اثبتت الايام انه عنيد عنيد عنيد..

* حتى تلفزيون السودان اعادنا الى مرحلة الكوميديا اياها، وعاد أول أمس السبت الى بث الاغاني العاطفية، والتعامل مع الاحداث وكأنها لا تعنيه، وامام ذلك الوضع وجدت نفسي لا شعورياً اتمنى ان يعود ـ تلفزيوننا ـ الى سياسة تغبيش الحقيقة والتطبيل..!!

* تخريمة أولى: انتصر اتحاد الكرة بقيادة البروفيسور كمال شداد للمبادئ، ونجح في اقامة مسابقة الدوري الممتاز، مرحلتي النخبة والتحدي، واثبت عملياً ان كل شئ يمكن ان يتم بالعزيمة والاحتكام الى القانون والذي ظل في اجازة مفتوحة ايام اتحاد الكرة السابق والذي ما كان يقوى على مبارزة الاندية ومن يقفون ورائها بالطريقة التي اتبعها شداد.. حتى تجاوزات الكواي حسمها البروف وكتب لذلك المتفلت نهاية طبيعية لمشواره بعد سنوات من التجاوزات والهفوات المعادة المتكررة..!!

* تخريمة ثانية: تخلص المريخ والهلال بصورة تدريجية من الاجانب، ولم يتبقى غير لاعب اجنبي واحد في كشف كل فريق، ماماني المريخ، وجمال سالم الهلال، واعتقد ان هذا الثنائي غير مرغوب في بقائه ولو من باب ان الجميع اقتنعوا بغياب بصمة اللاعب الاجنبي المحترف في بطولات القارة السمراء.. انها الخطوة التي تمنيناها منذ سنوات لكنها لم تحدث الاّ الان وفعلتها الاندية مجبورة..!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد