صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

متفق عليه

24

طق خاص

خالد ماسا

(نادرين) هُم الذين يستطيعون أن يكسروا جبل طبيعة الشعب السوداني الذي صارت من ثوابته أنه لا يتوقف عند إحداثيات (الإتفاق) على شخص مهما بلغت مكانته وعلا شأنه .

بالأمس الأول وعلى بعد أمتار من (الثابت) الوحيد في هذا البلد وهو (النيل) وفي مباني (قاعة الصداقة) إتفق الطقس بأن يكون جزءاً من الفعالية التي إحتشد لها نفر كريم من أبناء هذا البلد ليكونوا لجنة قومية لتأبين (أب) الحركة الحقوقية في السودان ورائد الدفاع عن حقوق الإنسان المناضل / الدكتور أمين مكي مدني .

الحضور / قيمة المناسبة / الشخصيات والعدد الذي حضر / كلها أشياء كانت تؤكد بأن الراحل أمين مكي مدني واحد من الذين أشرنا إليهم في أول السطور .

(متفق عليه) ..

ولا أدل على ذلك أكثر من تواجد ألوان (الطيف) السياسي السوداني من إقصاها إلى أقصاها .. طلابه ..مرافقيه في (السجون) الشاهدين على نضاله وعلمه .. الصحفيين .. حملت الكلمات التي تُليت على منصة التأبين كل كل معاني التقدير للرصيد الذي تركه الراحل ثم مضى دون أن تُسجل ولو ملاحظة واحده على أداءه (الوطني) والإنساني في زمن صارت فيه (المبررات) هي أسهل شيء يقدم لمسح التاريخ ..

في (التأبين) حضر حتى الذين صادروا حريته ورغبته في أن يعيش مواطن هذا البلد حُراً معترفين بأنه يستحق أن نقف عند سيرته (المغسولة) ومسيرته المشرفه التي لم يكسرها بأي نوع من التراجع أو التردد .

نكتب هذا و(رسائل) عدد من الذين نضع إعتباراً لرأيهم ومواقفهم راسلونا معلقين على سلسلة الكتابه التي تناولنا فيها سيرة إتحاد كرة القدم السوداني والتي لا تنفصل عن سيرة رئيسة البروفيسور كمال شداد دون شك.

وكان ردنا بأن صفحة الرجل وسيرته لم يكن فيها محتاجاً بأي حال من الأحوال لتجربته الآخيرة في رئاسة إتحاد كرة القدم السوداني والتي لخصناها في مقال سابق بأنها (غلطة الشاطِر).

أخطأ البروفيسور كمال شداد عندما (ضيّع) على نفسه الكرسي المحجوز له كأول (رياضي) كان من الممكن جداً أن يتفق عليه أهل السودان بألوان طيفهم (الرياضية) المتباينه جداً .

والذين يدافعون عن تجربة البروفيسور الآخيره في الإتحاد يعلمون قبل (معارضيه) بأنها ستكون (السطور) التي ستتقدم في سيرة الرجل وستخصم من رصيد (الإتفاق) و(الإجماع عليه) .

نحب ونتمنى أن يكون في الوسط الرياضي (أيقونة) يتفق عليها وتصل إلى ما وصل إليه الدكتور / أمين مكي مدني كمثال مشرف ويرفع الرأس وطنياً وإقليمياً وعالمياً إلا أن البروفيسور / كمال شداد قرر طائعاً مختاراً أن يكشف للناس بأنه لا يختلف كثيراً عن النماذج التي تسود في السودان وفي الوسط الرياضي على وجه الخصوص لمجرد رغباته في الإنتصار للذات .

الظهور مثل الذي ظهر به البروفيسور كمال شداد في التلفزيون القومي لا يختلف عن ظهور أنديتنا في المناسبات الكبيره (باهِت) و(ضعيف) و(العنتريات) من شاكلة ( هذا اللاعب لن يلعب للمنتخب الوطني وأنا حي وموجود) لا ندري أن كان يقصد بها معاقبة اللاعب أم معاقبة المنتخب والوطن .

في الحقيقة شداد يعاقب في نفسه وفي تاريخه الذي يتخيله البعض .

بدأ الموسم الكروي وللأسف سيكون مشتعلاً بالفوضى والشكاوى والمعارك الجانبية والشد والجذب الذي يمزّق إستقرار الموسم والوسط الرياضي وكل هذا يتحمله البروفيسسور كمال شداد لأنه إستجاب لأشياء تقوده بعيداً من الإتفاق عليه وعلى قرارات إتحاده .

(التواضع) الذي لم يكلف شداد نفسه بالبحث عنه كان هو القاسم المشترك في كل الكلمات التي قيلت بحث الراحل الدكتور / أمين مكي مدني والذي صنع له كل هذا الإجماع .

هو لم يقرأ قط ( ولو كُنت فظّاً غليظ القلب) .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد