صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أنفاس الخلافات تحرق المريخ..!

21

زووم

ابوعاقلة اماسا

* حتى أنفاس الإختلافات العادية في وجهات النظر تحولت إلى خلافات صادمة جدا في المريخ أضاعت هيبة النادي والمجتمع وأوجدت لغات جديدة للتعبير وأساليب لا ينقصها العنف والوصولية القائمة على ميكافيلية الطرح والأهداف.. لم يعد هنالك حوار يثبت مقولة أن اختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى… ويبدو أن هذا الكلام الجميل قد أصبح مجرد ذكريات نعيش عليها، بينما الواقع على الأرض ينذر بالكوارث من كل حدب وصوب.
* إذا وصفنا مجلس الإدارة الحالي بالضعف والوهن فمن المؤكد أننا كمجتمع عريض أكثر ضعفا ووهنا، فقد شهد تأريخ النادي إبعاد مجالس إدارات كانت أقوى من هذه المجموعة وأقدر على المنافسة واتخاذ القرار السليم، وعلى سبيل المثال أبعد المريخاب مجلس محمد إلياس محجوب في يونيو ٢٠٠٣ في وقت كان فيه الفريق بطلا للدوري الممتاز لثلاث سنوات، وفوق ذلك كان النادي قد تعرض لهزة معنوية هي الأعنف في تأريخه عندما تعرضت بعثة الفريق لحادثة أمغد وخسرنا ثلاثة من خيرة المريخاب، ومع ذلك.. تم التغيير بنجاح، وكانت تشكيلة المجلس آنذاك محظوظة للغاية أن جاء على رأسها جمال الوالي، والذي شغل الرياضيين بثورة المنشآت المشهودة، وإلا لما استطاعت تلك التشكيلة أن تكمل العام وتستمر في إدارة النادي لسنوات.
* كان أهل المريخ أقدر على إحداث تغيير يجنب النادي مثل هذه الخسائر الفادحة التي يتكبدها الآن، على الأقل لوجود قيادات كانت تتميز بالقبول وتنأى عن التهاتر والإنزلاقات، ولكننا الآن نشاهد فيلم رعب بإمتياز.. في غياب تام العقلاء حتى على مستوى التنظير والحرص على وحدة المجتمع المريخي، وقد بدأت كل السوءات ليلة أمس الأول عندما سجلت أقسام الشرطة ثلاث بلاغات خاصة بأنصار نادي المريخ… ولا شيء أسوأ من هذا في تقديري.. فعندما يصل فرقاء الرأي إلى مستوى التقاضي وتنفيذ أوامر القبض ضد بعضهم فذلك يعني خروج الأمر عن السيطرة، فيبدو مجتمع المريخ في مظهره مثل فريق كرة متباعد الخطوط، متنافر العناصر.. لا يكسب النتيجة ويعجز عن تقديم أي شيء يجذب الناس ويحقق متعة المشاهدة.
* كان لدي رأي في مسألة عضوية النادي، والتي تمثل الثغرة الدائمة التي تعبر بها الإخفاقات.. وقد صدحت بهذا الرأي في أكثر من منبر.. إذ لايعقل أيها المريخاب أن تحرموا الأقطاب الذين تلجأون إليهم كلما كان النادي بحاجة إلى الدعم، فيغدقون عليكم بعشرات الملايين، ثم تحرمونهم من بطاقة عضوية إشتراكاتها الشهرية لا تتجاوز العشر جنيهات..!
* لو كنت مسؤولا في هذا النادي المنكوب لربطت بطاقة العضوية الدائمة والسارية بهذه المجموعة.. لأنه من الظلم وخراب الرأي والديار أن أحرم هؤلاء من حضور الجمعية العمومية وأمنح الحق لعضو آخر سدد (٤٥) جنيها عبارة عن رسوم العضوية واشتراك ثلاثة أشهر.. وأتباحث مع هؤلاء كيفية الوصول إلى ناد مستقر وفريق يحصل على البطولات.. هذا الكلام لا يعقل ولا يصدق..!
* لا يمكن أن أحرم (كنادي المريخ) رجالا بقامة جمال الوالي ومحمد إلياس محجوب وطه صالح شريف وكل من عملوا في مجالس الإدارات وهم على قيد الحياة من عضوية النادي وأبحث عن شخصيات أشاورها وأكمل بها مباديء الحوكمة الرشيدة .. من أين سأحصل على الرأي السديد؟
* كتبت أن قيادات المريخ الحالية سواء أكانت في معارضة صالة الغروب أو في مجلس الإدارة وأنصاره فشلوا في التنظير والتخطيط لمريخ خالي من المطبات والأزمات، إلا لما رأينا كشوفات العضوية تخلو من قوائم مجلس الشرف التي شكلها عصام الحاج واجتهد في تحصيل ٢٠ ألف شهريا من كل عضو… فهل كان عسيرا عليه أن يمنح هؤلاء عضوية لعشر سنوات؟.. أم أي شرف كان يقصد عصام الحاج؟
حواشي
* إستقالة الدكتور علي البلولة من الدائرة القانونية خسارة كبيرة جدا للمريخ… وقيمة علي البلولة ليست في كفاءته فقط وإنما في مريخيته التي لا يعلى عليها… ثم في قدرته على تبني المبادرات والإنجاز.
* من خلال المناظرة التي استضافتها إذاعة هوى السودان أمس بين علي أسد ومتوكل أحمد علي، ورغم عدم التكافؤ.. إلا أنها أكدت لي أن الأطراف كلها تختار طريق التعقيد على الخيارات المتاحة للحلول.. أو هكذا يفعل متوكل دائما..!
* يارجل… مضت أكثر من ١٥ سنة منذ أن كنت ناشطا في تجمع المريخ المعارض، ولكنك تتعامل الآن بذات الأنفاس والمفردات التي كنت تتعامل بها مع مجلس محمد إلياس محجوب… !
* العجيب في خلافات المريخاب الآن أن كلهم يدعي أنه يتحدث بالقانون.. وكل يفسر ويتلاعب فيها كما يشاء.. ويلويها في الإتجاه الذي يخدم أغراضه..!
* قبل سنوات مضت تعرض ستاد المريخ لحادثة سرقة فقدت فيها أجهزة كمبيوترات وشاشات.. وتم فتح بلاغ بالمفقودات بالقسم الأوسط أم درمان، وبعد أن تم التوصل للفاعل تدخلت دولة المريخ العميقة وشطبت البلاغ… فضاعت المسروقات… التأريخ لا يرحم..!
*الإستعانة بالمدرب الجزائري آيت عبدالحميد خلفا للكابتن إبراهومه كان خطأ لا يغتفر.. وإقالته ربما تكون بداية للتصحيح.. نقول: ربما..!
* المريخ كعناصر فريق لاغبار عليه.. فيه نقص واضح في المقدمة، ولكن الأجواء حول الفريق وفي النادي عامة أكبر مخذل للفريق.
* لو كنت مسؤولا عن عضوية نادي المريخ لمنحتها لكل من دعم النادي بما يزيد عن عشرين ألف في السنوات الأخيرة… عضوية رسمية تمتد لعشر سنوات.. وليس من العقل ولا الأخلاق أن نجمع منهم المال ونقصيهم من العضوية..!
* المريخ والهلال سيخسران كثيرا في دوري هذا الموسم.. فقد فارقا طريق التطوير من زمن.. وانغمسا في الأزمات وتصفية الحسابات.. فتأثر الفريقين بحقيقة ما يحدث في الناديين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد