صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مدرسة أمبده للمواهب..!

808
زووم
ابوعاقلة اماسا
مدرسة أمبده للمواهب..!

 

* كتبت كثيراً عن نادي أمبده الرياضي، وفريقه حامل لقب دوري الدرجة الأولى الخرطومي في مناسبتين، رغم أن النادي ليس من الأندية التي تتمتع بالإمكانيات المادية الكبيرة، ولكن تجربته أثبتت لي عملياً أن النجاح في كرة القدم يبدأ بالشغف، ومن ثم الإخلاص والاجتهاد والإنصراف لتحقيق الأهداف، لذلك كنت ومازلت أستمتع بمتابعة هذا الفريق، وأرتبط بعلاقات حميمة بقيادته ولا تكاد تفوتني مباراة للفريق ولا أي شيء من التفاصيل في هذا النادي، وأشد ما يعجبني فيه، علاقات الإداريين ببعضهم والإحترام المتبادل بينهم بعكس مايدور في الأندية الأخرى من صدامات وصراعات، وفوق ذلك الإخلاص والإنضباط الكبيرين تحت قيادة الفريق شرطة عبدالمنعم عبدالقيوم، الرحل الكبير خلقاً والباذخ حضوراً والحكيم أيضاً في تصرفاته.
* نتيجة كل ذلك أن عدد مقدر من نجوم الساحة الحاليين وأبطال الميركاتو الحالي هم خريجي هذه المؤسسة، ولنا الفخر في متابعتهم هناك منذ أن كانوا مواهب غضة في بداية سلالم المجد، ويكفي أن القائمة التي ستغادر إلى أكرا لمواجهة المنتخب الغاني تضم أربعة من نجوم أمبده السابقين، وهذا مؤشر نجاح كبير وفخر لكل عشاق أمبده.
* أبوعاقله عبدالله ومحمد مختار (بشة الصغير) إنتقلا إلى الهلال مباشرة من فريق أمبده، وحققا نجاحاً لافتاً أهلهما لاقتحام قائمة المنتخب الوطني، وكان برفقتهما الموهوب مؤيد الصيني الذي انتقل إلى أهلي شندي رغبة في فرصة جيدة للعب، وكذلك انتقل مصعب كردمان من أمبده لأهلي شندي وانضم مؤخراً للمريخ، وامتداداً لهذا العطاء الثر، إنضم المهاجم محمد عباس رفقة زميله مازن محمدين وهما من نجوم نفس الفريق، وخريجي ذات المدرسة، ويقف الحارس الشاب أحمد عبدالعظيم كذلك على أبواب القمة بعد أن قدم نفسه كحارس عملاق لايشق له غبار في حماية مرمى هلال الأبيض.. وغير هؤلاء النجوم أسماء لامعة في أندية أخرى.. وذلك يعني أن نادي أمبدة المحترم يتصدر قائمة أكثر الأندية السودانية رعاية وتفريخاً للمواهب للقمة والدوري الممتاز، وهذه الأرقام لم تأت ضربة حظ وإعتباطاً، بل هي دليل على أن هنالك عمل منظم ومرتب، وراءه مجموعة ناضجة من الإداريين، وبيئة مثالية للإبداع جعلت هذه المواهب تتفتق وتشق طريقها نحو المجد..
* بقي أن نذكر واحدة من الحقائق المهمة التي تابعتها بل وكنت جزءً منها، عندما إعتلى رئاسة النادي صديقي المقرب بهاء الدين أبوشعيرة رئاسة النادي، وهو من أقطاب المريخ الذين يتميزون بالعقلية المبدعة والتفكير السليم والمواكب، وهو شريك عمل سابق للقطب المريخي الحالي حازم مصطفى، ووقتها طرحت عليه فكرة انتقال مجموعة من اللاعبين إلى رديف المريخ، وتم التواصل بينه وجمال الوالي وصديق علي صالح والزميل مزمل أبوالقاسم، وأخبرني أبوشعيرة أنه سيتكفل بحوافز من يختارهم المريخ.. حافز اللاعب وحافز النادي (أمبده).. ولكن المساعي لم تكتمل.
* المجموعة التي رشحت للإنضمام للمريخ وقتها كانت تضم بشه الصغير، أبوعاقله عبدالله، ومؤيد الصيني ومصعب كردمان ومحمد عباس ومازن بعد ذلك بموسمين.. والآن بعد مرور ثلاثة مواسم عاد منهم ثلاثة ليدخلوا كشوفات المريخ بينما ذهب بشه وأبوعاقله إلى الهلال ومؤيد في أهلي شندي.
حواشي
* العمل الرياضي.. وفي مجال كرة القدم على طريقة ونهج نادي أمبده ممتع ومشبع جداً.. لأنه يشعر الإنسان بالنجاح.
* ميزة مهمة جداً يتفرد بها فريق أمبده.. فهو نادٍ يخلو من الحفر والصراعات والمشاحنات والأزمات.. وكل شيء يجد التعامل بهدوء وحكمة.
* كل الأسماء الواردة لا تتميز فقط بموهبتها الفنية العالية، وإنما بإنضباط سلوكي عالي جداً.. واحترام نتحدى به… وأولهم بطبيعة الحال النجم الخلوق أبوعاقله عبدالله والفنان بشه الصغير ومصعب كردمان..!
* نادي أمبده يؤكد خلال تجربته أنه ليس بالمال وحده يحقق النجاح في عالم الكرة.. وليس بالضرورة أن يتنافس كل الأندية على البطولات.. فالنجاح شيء نسبي وقد حاز منه النادي شيئاً معقولاً.
*  أفهم أن يتداول المشجعون المتعصبون في المنتديات والأسافير بعضاً من الألفاظ والألقاب السخيفة نحو: (الجلافيط والدلاقين والزناطير والصهاينة) وغيرها، مع أنها من قبيل العنف اللفظي الذي يأتي في مقدمة إنحرافات تخرج الرياضة من مسارها وتفرغها من مضمونها، ولكن… أن يحشر بعض الكتاب والصحفيين هذه المفردات في أعمدتهم ومقالاتهم اليومية فذلك سقوط لا يدانيه سقوط.. لأن المقال والعمود الصحفي في الأصل فكرة تستند على ثقافة وقيم، والمقال المحترم لا يحتوي على كلام مرسل على عواهنه وألفاظ منفرطة لا تنسجم مع الذوق والأدب.
* من السذاجة أن يراهن الكاتب على الجمهور من قراء الصحف ويدخل في مثل الإبتزاز الرخيص.. دون أن يدرك حقيقة أن القراء هجروا الصحافة الرياضية بسبب هذا الإسفاف.
قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. سوداني يقول

    هكذا يجب ان تكون الصحافة … ……كالعهد بك مثال للموضوعية والوعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد