صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مذاكرات ومذكرات من أزمة المريخ (٥)

107

مذاكرات ومذكرات من أزمة المريخ (٥)

خاص كورة سودانية
– أبوعاقله أماسا
* تناولنا في الحلقة الفائتة بعض التباينات في مستوى إدراك الأجيال الجديدة في المريخ والتطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي وتأثير المنتديات والمجموعات على مجريات الأمور، والفروق الواضحة في مستوى إدراك بعض الشباب وقيادات النادي التي ظلت متكلسة في المحطات التقليدية، دون أن تتحرك وتواكب وتلم بمتطلبات العصر في الفكر الرياضي، في وقت أصبحت فيه المعلومات متاحة على شبكات الإنترنت والتواصل.. لذلك خسرت الأجيال القديمة لغة التواصل مع جيل الشباب، وتحديداً مواليد الثمانينيات والتسعينيات وهو جيل لا يستجيب لدغدغة العواطف، ويجيد لغة الإنجاز.
* على مستوى الأداء المالي فإن حصيلة الأداء الإداري كارثي تعبر عنه كم وحجم المشكلات المالية التي تطفو على السطح وتسيطر على الساحة المريخية منذ خلافات جمال الوالي وحسن عبدالسلام حول مؤسسية التعامل المالي وحتى حقبة ظهور مشكلات الديون غير المرئية كمؤشر قوي للأداء المالي الضعيف، وجاءت عليها مخالصات اللاعبين الأجانب لتكمل اللوحة القبيحة عن نادي المريخ الذي يشارف عمره مائة عام إلا قليل، وفي ذلك فشل ذريع يتوجب على كل مريخي أن يخجل منه بغض النظر عن مجالس الإدارات وزيد أو عبيد من الرؤساء، فالواقع يؤكد أن الإرث المتراكم غير مشرف، وعندما يفتح الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ملف نادي المريخ لا يفهم تقاطعات أنصار هذا النادي، ولا يفرق بين سوداكال وجمال الوالي ولا حتى شاخور، ولا يعرف أكثر من أنه يتعامل مع مؤسسة رياضية إسمها المريخ في السودان.. ولكن ما يحدث هنا أن أنصار المريخ يتعاملون مع النادي كأنه شيء ملك مجلس الإدارة وكأن العقوبات التي ستفرض عليه من (فيفا) ستلحق الضرر بأعضاء المجلس فقط…!
* المريخ يعاني أزمات متراكمة ومعقدة للغاية، وتقاطعات ستصعب مهمة كل مجالس الإدارات القادمة.. فقد ذكرنا سالفاً أن هذا المجلس سيغادر… الآن أو غدا أو بعد غدٍ ولا محالة، وعندما يخرج سوداكال وأعوانه فإنهم سيلحقون بمن سبقهم إلى صفحات التأريخ ولن تذهب معهم أزمات النادي وتناقضات مجتمعه.. لذا… كانت دعوتنا وماتزال لكافة المريخاب أن يتعاملوا مع كيان نادي المريخ الذي يسانده ويشجعه الملايين ويتناسوا الخلافات الشخصية وألا يجتهدوا كثيراً في إفشال المجالس لأن فشل مجتمع النادي أكبر خيبة من أي فشل..
* من متناقضات الواقع المريخي المعاش أن الأزمات قد فتقت النادي إلى فتقين متناقضين.. يمثل الشق الأول مريخاً إفتراضياً رسمته الطموحات في مخيلة الأجيال الجديدة وبعض الأنصار الذين لم تتجاوز علاقتهم بالنادي مجموعات الوسائط الإعلامية، والشق الآخر هو المريخ الواقعي الذي يتابعه القلة بشغف من على أرض الواقع.. بأزماته وتناقضات مجتمعه ومشكلاته ومعاناة مجالسه.. وشيء من الوصف الذي سبق.. ولن تستقيم الأمور إلا بعد أن يجلس المريخاب مع بعضهم البعض على الأرض دون تعالي فئة على أخرى للتوافق ودمج النموذجين في واحد فقط يسعى الجميع لخدمته دون النظر لمن هو رئيس النادي.
                  ….. تابع
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد