صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مذاكرات ومذكرات من أزمة المريخ (٦)

68

مذاكرات ومذكرات من أزمة المريخ (٦)

 

خاص كورة سودانية
– أبوعاقله أماسا

* في الحلقات السابقة كتبنا أن الواقع المريخي من الصعوبة والتعقيد بمكان يصعب فيه العمل على فرض الحلول والمعالجات بالصورة الإرتجالية، والخلفية الصراعية القاتمة التي فرضتها أحداث السنوات الأخيرة، إلا إذا كانت الطموحات والأهداف كلها في حدود تغيير الوجوه… إبعاد جمال الوالي وتعيين أسامه ونسي، ثم الإعتراض عليه ورفع اللافتات المسيئة ووضع العراقيل أمامه وإطلاق الألقاب المحبطة عليه، وإجبار مجموعته على المغادرة وسيناريوهات بديلة لم تضف لأصل المشاكل المقيمة والمستوطنة أصلا داخل نادي المريخ، وعلى رأسها مؤسسية العمل الإداري.. والإرث الخاص بتداول المناصب وتعاقب المجالس، خاصة بعد أن إرتهن النادي خلال (٣٠) سنة للحكومة.. هي التي تنفق على النادي وتختار له مجالس الإدارات وتعين له لجان التسيير، وهو بطبيعة الحال وضع مرفوض تماما على المستوى الدولي لدى الإجسام التي ينتمي لها النادي من إتحاد أفريقي وفيفا وخلافه، وهو الوضع الذي تسبب في الحالة التي تمر بالنادي الآن، ومن آثار ذلك على الشارع المريخي أنه مسح الذاكرة الديمقراطية من أذهان الجماهير، ونسي الجمهور والأنصار كل واجباتهم تجاه ناديهم، وغيبت العقول وأصبحت كل المواقف والآراء تتشكل على قوالب وجدانية مضرة للغاية.. وكذلك إندثر إرث إجتماعي ضخم كان يشكل عماد العمل الإداري داخل النادي… لذلك.. فإن مايمر به المريخ الآن ماهو إلا حالة توهان وتعقيد يجب أن يبرز فيها دور الحكماء والمفاوضون ممن يملكون القبول لإحتواء ما يمكن إحتواءه.. وإنقاذ ما يمكن ووضع مسيرة النادي في الإتجاه الصحيح المؤدي للبنيان، وإيقاف الهدم الممنهج… وأنا هنا لا أعني مجلس الإدارة فقط.. لأن الخطورة البالغة في الوضع الراهن أنها تهدم مجتمع نادي المريخ بأكمله… وإذا انهار مجتمع نادي المريخ فلن يفيد تغيير مجلس الإدارة.. ولو أقلنا سوداكال ووضعنا في مكانه منصور آل زايد.. لأن مشكلة المريخ في تقديرنا ليس تغيير الوجوه كما أسلفنا.
* هنالك آفة جديدة وظاهرة متنامية في مجتمع المريخ يجب على قياداته التصدي لها بصرامة.. إذا كانوا يعملون من أجل الإستقرار.. وهي ظاهرة الإبتزاز والمصالح الخاصة، وإلباس المصلحة الخاصة ثوب المصلحة العامة للخداع والمداهنة.. وخلط ماهو سياسي بما هو رياضي… وما من قيادي في المريخ إلا وتعرض للشتائم المقززة والألفاظ النابية المنفرة للضغط عليه، وأصبح هذا الأسلوب شبه شائع للدرجة التي أصبحنا فيها كنقاد مشوشين بعد إختلاط مفهوم النقد بالشتائم.. والمصلحة العامة بالخاصة.. والنقد نفسه بالغرض.. والرغبة في الإقصاء بالنقد من أجل الإصلاح.. وبدلا عن نقد الأخطاء من أجل التصحيح يكون الضغوط من أجل الإستقالة.

…. تابع

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد