صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مذكرات ومذاكرات من أزمة المريخ (٣)

132

مذكرات ومذاكرات من أزمة المريخ (٣)

خاص كورة سودانية
– أبوعاقله أماسا
* كتبنا في الحلقة الماضية أن نادي المريخ قد فقد القيادة الرشيدة لمجتمعه منذ رحيل رئيس الرؤساء مهدي الفكي، والشخصيات المحايدة التي تتمتع بالكاريزما والقدرات والقبول من كافة الأطراف، وهي القدرات الكافية لإحتواء الأزمات مهما صعبت، قيادات تتمتع بالقبول والكلمة لدى كل الأطراف المتصارعة دون الدخول في عداءات وخلافات لتكون طرفاً في النزاع الدائر داخل النادي، لذلك جمحت أزمات النادي واستطالت وتباعدت الصفوف بشكل غير مسبوق، وبرزت بعض الظواهر الدخيلة على هذا المجتمع مستغلة تباعد الصفوف والإنقسامات الخطيرة التي حدثت في الأسرة المريخية، لذلك.. نؤكد مجدداً أن هذه الأزمات لن تحل بذهاب مجلس سوداكال، ولن يخرج المريخ من عنق الزجاجة بمجرد إستقالة المجلس أو انتهاء أجله وانتخاب مجموعة جديدة، فقد أخذت الأوضاع في الإنهيار حقيقة قبل بروز سوداكال، وبالتحديد بعد خروج جمال الوالي وترشيح الحزب الحاكم لأسامة ونسي ليكون خليفته، وبعد تصريح أحد منسوبي الحزب البائد بأنهم من صنعوا جمال الوالي وقادرين على أن يصنعوا بديلاً له، وكانت تلك مرحلة متقدمة من سيطرة عناصر الحزب على المجال الرياضي، ورغم القبول الكبير الذي وجده جمال الوالي لدى المريخاب والحب الذي أحيط به من الجميع، لم ينجح النادي كمجتمع في استغلال فترته وما صاحبها من إستقرار لبناء دعائم جديدة ومواكبة للنادي على هدى المستجدات التي طرأت على الساحة الرياضية العالمية على صعيد الفكر الإحترافي، وبعد (14) سنة شهد فيها المريخ إستقراراً ونشاطاً وازدهاراً لم يشهده في تأريخه القريب، كان الحصاد (صفراً) كبيراً فيما يخص العمل الإداري والمؤسسي، والكابوس العظيم أن نادي المريخ – أعني نادي المريخ كمؤسسة وليست مجالس الإدارات – تبدو بعد كل المليارات التي تدفقت فيه أكذوبة عظيمة من حيث الملامح الإدارية، وقد لاحظ ذلك كل الذين زاروا المكتب التنفيذي في كل الحقب السابقة، ثم زاروا دار النادي ومبناه الضخم والكائن بشارع العرضة والمساحات التابعة له، وبعد كل ذلك غياب كامل للدورة المستندية والضبط الإداري المستندي للحد الذي تفقد فيه مستندات في غاية الأهمية من ذات المكتب التنفيذي، ولتأكيد كل ذلك لم تكن مفاجأة بالنسبة لي بقدر ما كانت ملاحظة دونتها ضمن مذكراتي عندما تسلم الكابتن منتصر الزاكي عبدالله (زيكو) منصب المدير التنفيذي للنادي وبحث عن إرشيف محترم للمستندات يليق بإسم نادي المريخ العريق ولم يجد، واضطر أن يستعين بالإتحاد العام للحصول على مستندات مهمة مثل (عقودات اللاعبين.. فهل تخيلتم معي أن نادٍ بحجم وسمعة المريخ، يملك مبنى ضخماً من ثلاث طوابق بأم درمان، ويستأجر بيتاً في الخرطوم (2) ولا يملك فيه نظام أرشفة للمستندات؟
* أوراق ومستندات في غاية الأهمية تخص كل فترة جمال الوالي والفترة التي تبعتها مشتتة بين منازل بعض الإداريين وسياراتهم ولا يوجد نظام حافظ لها داخل مباني النادي، ولا تأمين ولا حتى ضامن أخلاقي لهذه المستندات بإعتبارها إحدى أسرار هذا النادي وينبغي أن تحفظ في مكان ما كما يجب، بعيداً عن عبث المتآمرين والمتطفلين ومحبي الإستطلاع، لذلك تفجرت الضجة الأخيرة بشأن مخالصة دونو كوكو التوجولي، وبسبب ذلك بات المريخ على أعتاب عقوبة جديدة من الفيفا تضاف لسلسلة عقوبات كانت نتيجة لغياب المؤسسية وإنشغال أهل المريخ كلهم بالصراعات وتصفية الحسابات على حساب العمل الإداري الحقيقي الذي يحفظ هيبة الكيان.
* مشكلة المريخ اليوم أكبر من مجموعة مجلس الإدارة الحالي وسوداكال الذي سيغادر اليوم أو غداً.. أو حتى بعد إكمال فترته.. وهذا شيء مفروغ منه، ولكن المشكلة الكبرى أن القيادات المطروحة حالياً فقيرة لدرجة أن ظهورها لن يحمل الجديد، وإنما يكون إعادة إنتاج للتجارب السابقة، وبينما يجتهد البعض في البحث عن شخصية تضاهي جمال الوالي كأنموذج سخي ومؤثر تبرز المشاكل الإدارية الأخرى التي تعري كل الكوادر التنفيذية التي عملت معه وكانت نتيجة عملها الوضع الإداري الراهن والمثير للشفقة… فماهو الحل؟
* إحدى الرؤى المتكاملة للحلول سمعتها وقرأتها من شخصية مطروحة الآن لقيادة النادي.. أو بالأحرى هي مساهمته لإنقاذ المريخ والإرتقاء به في السنوات القادمة وسأعود لتناول وجهة النظر في مقبل الحلقات…

… تابع

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد