صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مساوي .. لك في القلوب منازل

70

وقس على ذلك

حسن عمر خليفة

مساوي .. لك في القلوب منازل

• في غمرة الانشغال بأخبار الانتقالات، وفي زحمة الحديث عن قمة الهلال والمريخ المقررة بالإمارات، وقفت عند خبر صغير عن انتقال قائد الهلال الأسبق سيف مساوي إلى هلال كادوقلي، والنجم الذي دخل إلى كشوفات الهلال صيف 2006 في هدوء وسكب العرق وبذل الجهد في محراب العشق الأزرق يعتبر في تقديري من اللاعبين الذين لم نوفيهم حقهم إعلامياً ولا جماهيرياً، لذا رأيت أن أفرد هذه المساحة للحديث عن سيف الهلال الضاوي الذي غادر الأزرق قبل موسمين بذات طريقة دخوله إلى الكشف بلا ضجيج، ولا مطالب، رغم تدرجه وصولاً لارتداء شارة القيادة في الفريق الأكبر شعبية وجماهيرية بالسودان.
• انضم سيف الدين علي إدريس فرح إلى الهلال قادماً من الجريف بعد تألقه اللافت هناك، دخل إلى الكشوفات والفريق يضج بالنجوم، كان في الخط الخلفي الأبنوسي ريتشارد والفدائي خالد جوليت والمقاتل عمار مرق والشرس داريو كان، أما الوسط فكان فيه لاعب قال المدربون إنهم يبنون عليه خططهم ويضيفون عليه عشرة لاعبين لإكمال التشكيلة ونعني به المعلم عمر بخيت، كانت فرصة سيف في المشاركة بحساب الخانات ومراكز اللعب ضئيلة، فلا اسمه ولا خبرته كانا يؤهلانه لانتزاع موقع في التشكيلة، لكنّ الفتى راهن على الجدية والانضباط والجهد والبذل، وكان كل واحدٍ من هذه الأشياء كفيلاً بمنحه فرصة اللعب، انتظر سيف قليلاً ليدخل إلى التشكيلة لكنّه سبق ذلك بدخول مباشر إلى قلوب الجماهير.
• ارتبط مساوي ارتباطاً مباشراً بتأهل الهلال إلى دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخ الأندية السودانية موسم 2007، وقتها خسر الهلال في ذهاب دور الـ16 أمام ناساروا النيجيري بثلاثة أهداف دون مقابل، وكان تأهل الفريق يتطلب النجاح في رد الدين لضيوفه، داريو كان سجّل قبل نهاية الشوط الأول، ثم أضاف كليتشي الهدف الثاني في ربع الساعة الأولى من الشوط الثاني، بعدها بدأت الأعصاب في التوتر، تكتل الضيوف حفاظاً على فرصتهم في العبور، تبقت 10 دقائق على نهاية المباراة، ازداد التوتر، الدقيقة الـ85، الكرة على رأس مساوي والشبال داخل الشباك والملعب ينفجر بفرحة تواصلت بعد ركلات الترجيح والتأهل.
• بصمة مساوي لم تقف على هدفه في الفريق النيجيري، فهو من زوّار الشباك الحمراء أيضاً، فعلها غير مرة، كان السيف الضاوي حاضراً للمشاركة مع الهلال في أي مركز، لعب في قلب الدفاع والمحور وعلى الطرف، وفي كل خانة كان يقدّم أفضل ما لديه، وكما قدّم للهلال دفع ضريبة الوطن جندياً من جنود المنتخب، غادر مساوي كشف الهلال بطريقة بدت غير مرضية للكثيرين لكنّه لم يغادر قلوب الجماهير التي حفظت له الوداد وأبقت له في القلوب منازل، وهاهي سانحة طيبة لنقول له بلسان حال الجماهير: سيف مساوي آخر عنقود هلال ٢٠٠٧ ما زلنا نحبك.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد