صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مقرات عصمة السخافة

27

افياء

ايمن كبوش

# سميتها عاصمة السخافة.. فلم تجد بواك لها.. ولا أقلاما تدافع عنها لتمنع عنها أذى تلك التسمية الصادمة.. ! فهل هناك أسخف من أن يكون حداة ركب عاصمة الثقافة الإسلامية المفترضة… بكري حسن صالح.. الطيب حسن بدوي.. جراهام عبد القادر.. ياسر خضر.. وزهير الطيب بانقا… وسادسهم احمد عبد الغني حمدون.. الرجل الذي وقف مثل السيف وحده ليمثل “سنار” تمثيلا خجولا “داس” به على كل علاماتها المضيئة.. وإعلامها الوضيئة من الراحلين محمد عبد الحي وإبراهيم ود الخليل والصادق المعزل.. إلى قائمة الأحياء التي يتصدرها صاحب رواية “السير في الليالي المطيرة” “مبارك الصادق”.. و”نبيل غالي جرس” والأخير مع اقرانه الكثر جعل من “رابطة سنار الأدبية” منبرا يشتهى ومحفلا يرتجى.. فلم يحضر من تلك الذكريات النضيرة إلا الغياب المتعمد الذي بدل عاصمة الثقافة الاسلامية إلى عاصمة للسخافة.. غاب عنها الوجيع والتزام “احمد حمدون” بتعليمات الخرطوميين الجدد “ما عايزين اي زول من سنار” وهم الذين لم يروا في تلك الفعالية إلا مهرجانا للحوافز والنثريات والمال السائب الذي دلقته المؤسسة العربية للعلوم والثقافة والأدب.. ولا نستبعد كذلك أن تكون هناك بعض الدول الشقيقة والصديقة قد سددت فواتير عالية على طريقة “الغمتة” التي اعترف بها البشير مؤخرا في جلسة محاكمته.

# قيام الفعاليات الكبرى في كل الدنيا يعني تغييرا ملموسا في البنيات التحتية التي تبدأ بتعبيد الطرق وصيانة الموجودة وتشجيرها وبناء الفنادق وصيانة المؤسسات.. وتنتهي بالإنارة واللمسات الجمالية.. إلا أن ذلك لم يحدث في سنار الا على طريقة “كأس الليلة الواحدة”.. حيث حضر الضيوف والمعازيم من اصقاع شتى فلم يجدوا شيئا يعبر عن هذه العاصمة التي تم اختيارها قبل سنوات طويلة.. تمكن المسافر بالدواب من الوصول إلى الصين.. ولكن للاسف الشديد طارت الطيور إلى اعشاشها ولم تبق لنا إلا الفواتير المنفوخة من لجان الاستقبال والضيافة والحشد.. بينما بقيت المقرات الجديدة مثل الاطلال.. ينعق فيها البوم مثل “نزل السلطان بادي” متعدد الطوابق والمعد على أحدث طراز ليظل مغلقا وفي رواية مشلعا من بعض متعلقاته.. اما المركز الثقافي فقد سكنته هوام الارض واصبحت ساحته مكبا للنفايات والمياه الراكدة التي تسرح فيها وتمرح عربات الكارو.. بينما ظل المسرح الجديد البعيد عن السكان والامان يعرض مسرحية الدمار والخراب.

# بالأمس افتكر القوم بأن لعاصمة الثقافة المفترضة دور ومنقولات يجب أن يتعهدونها بالرعاية… فكونوا لجنة لمقابلة المركز ممثلا في وزارة الثقافة الاتحادية والغرض إعادة الحق السليب إلى أصحابه.. فتكفلت “الاسيسكو” بمدير اقليمي لمركز سنار الثقافي لعله يلحق بما تبقى من منجزات يعيدها إلى الحياة.. فقد غاب الحلم بكورنيش النيل الممتد من بداية حي القلعة إلى بحيرة الخزان.. وتبخر العشم في أن نرى سنار جميلة ونظيفة وخالية من البعوض والإنسان الحقود.. ولكن… بشرنا الوالي الأسبق احمد عباس محمد سعد بأن يحولها إلى قرية.. وقد صدق.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد